![]() |
عبودية الوقت (4)
التّوكّل على الله وحده .. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام إلى الصلاة مِن جوف الليل : اللهم لك أسلمت ، وبك آمَنت ، وعليك تَوَكّلت ، وإليك أنَبْت ، وبِك خَاصَمت ، وإليك حَاكَمت ، فاغفر لي ما قَدّمت وما أخّرت ، وما أسْرَرت وما أعلَنْت ، أنت الْمُقَدِّم وأنت الْمُؤخِّر لا إله إلا أنت . رواه البخاري ومسلم . |
عبودية الوقت (5)
قال الخليل عليه الصلاة والسلام وَأَصْحَابُه : (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) قال ابن كثير : قال تعالى مُخبِرا عن قول إبراهيم والذين معه حين فارَقوا قومهم وتَبَرّءوا منهم ، فلَجَئوا إلى الله وتَضَرّعوا إليه فقالوا : (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) أي : تَوَكّلنا عليك في جَميع الأمور ، وسَلّمنا أمورَنا إليك ، وفَوّضنَاها إليك . |
عبودية الوقت (6)
المؤمنون يَتَوكَّلون على الله لا على غيره . قال تعالى : (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا) قال الزمخشري : فإن قلت : لم أَخَّر مفعول آمَنّا ، وقَدّم مَفعول تَوكّلنا ؟ قلت : لِوُقُوع (آمَنَّا) تَعرِيضا بالكافرين حين وَرَد عَقيب ذِكْرِهم ، كأنه قيل : آمَنّا ولم نَكفر كما كَفَرتم ، ثم قال : (وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا) خصوصا لم نَتَّكِل على ما أنتم مُتَّكِلُون عليه مِن رِجالكم وأموالكم . * مفعول آمَنّا : (بِه) ، ومَفعول تَوكّلنا : (عليه) |
عبودية الوقت (7)
لا يَصحّ إيمان عبدٍ بالقَدَر إلاّ بالتوكّل على الله . قال الله تبارك وتعالى : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فافتتح الآية بالإيمان بالقَدَر (لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) واختتمها بالتوكّل على الله وحده (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) . ثم قال عَزّ وَجَلّ : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) . قال ابن الجوزي في " المقتَبس " : سَمعت الوزير [يعني : ابن هُبيرة] يقول في قوله تعالى : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) ، قال : إنَّما لمْ يقُل : ما كتِبَ (علَيْنا) ؛ لأنَّه أمرٌ يَتعلّقُ بالمؤمنِ ، ولا يصيبُ المؤمنُ شيءٌ إلاّ وهو له ؛ إن كانَ خيرًا فهو له في العاجلِ ، وإن كانَ شرًا فهو ثَوَاب في الآجل . نَقَله ابن رجب . |
|
عبودية الوقت (8)
مَحبة الله للمُتوكّلين : (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) قال هشام بن عبد الملك لأبي حازِم : يا أبا حازم ما مَالك ؟ قال : خير مالٍ : ثِقتي بالله ، ويأسي مما في أيدي الناس . قال القرطبي : التوكل : الاعتماد على الله مع إظهار العجز . اهـ . وقال ابن القيم : سر التوكل وحقيقته هو: اعتماد القلب على الله وحده ، فلا يَضرّه مُباشرة الأسباب مع خُلُوّ القلب مِن الاعتماد عليها والرُّكون إليها ، كما لا يَنفعه قوله تَوكّلت على الله مع اعتماده على غيره ورُكونه إليه وثقته به . فَتَوَكّل اللسان شيء ، وتَوَكّل القلب شيء . |
عبودية الوقت (9)
الْتَقى سلمان وعبد الله بن سلام ، فقال أحدهما لصاحبه : إن لَقيتَ ربك قَبلِي ، فأخبرني ماذا لقيت منه ؟ ، فقال أحدهما لصاحبه : أيلقى الأحياء الأموات ؟ قال : نعم ، أما المؤمنون فإن أرواحهم في الجنة ، وهي تذهب حيث شاءت . فتوفي أحدهما قبل صاحبه ، فلقيه الحي في المنام ، فكأنه سأله ، فقال الميت : توكل وأبشر ، فلم أر مثل التوكل قط . رواه ابن أبي الدنيا في " المنامات " والبيهقي في " شُعب الإيمان " . |
|
عبودية الوقت (10)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد أمر الله بالتوكّل في غير آية أعظم مِمَّا أمَر بالوُضُوء والغُسْل مِن الْجَنَابة ، ونَهَى عن التَّوكل على غير الله ، قال تعالى : (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) . |
عبودية الوقت (11)
التوكّل على غير الله شِرك.. قال ابن رَجب : وَرَد إطلاق الشِّرك على : الرِّياء ، وعلى الْحَلِف بغير الله ، وعلى التوكّل على غير الله والاعتماد عليه . |
الساعة الآن 10:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى