![]() |
الموفّق من نظر إلى العواقب..
قال ابن الجوزي : الموفّق مَن تلمّح قِصَر الموسم المعمول فيه ، وامتداد زمان الجزاء الذي لا آخر له : فانْتَهَب حتى اللحظة ، وزَاحَم كل فضيلة ، فإنها إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها . . أوَ ليس في الحديث يُقال للرجل : اقرأ وارق فمنزلك عند آخر آية تقرؤها . فلو أن الفِكر عَمِل في هذا حقّ العمل حفظ القرآن عاجلاً . ومعنى " انْتَهَب " أي : استغلّ . |
عَجِبتُ من ثلاثة ..
قال يحيى بن معاذ الرازي : عَجِبت مِن رَجل يُرائي بِعَمَله الناس وهُم خَلْق مِثله . ومِن رَجل بَقِي له مَال وربّ العِزّة يَسْتَقْرِضه . ورَجل رَغِب في مَحبة مخلوق والله يدعو إلى مَحَبّته ، ثم تلا : (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ) . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " . |
|
ليس كل عمل صالِح يَقبله الله ..
قال نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ) . والمؤمن إذا بَلغ أشدّه قال : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ) . وضلّ سَعي أقوام يظنون أنهم يعملون صالحا يَرضاه الله (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) ولا يُقبَل مِن الأقوال إلاّ الصَّوَاب (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) . |
العِوض مِن الله ..
قال ابن القيم : إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد مَن تَركها لِغير الله ، فأمّا مَن تركها صادقا مخلصا مِن قَلبه لله فإنه لا يَجد في تركها مَشقّة إلاّ في أول وَهلة لِيُمْتَحَن : أصَادِق هو في تركها أم كاذب ؟ فإن صَبر على تلك المشقة قليلا استَحَالَت لَذّة . قال ابن سيرين : سَمعت شُرَيحا يَحلف بالله ما تَرك عبد لله شيئا فَوَجَد فَقْدَه . وقولهم : " مَن تَرك لله شيئا عوّضه الله خيرا منه " حق ، والعِوض أنواع مُختلفة ، وأجَلّ ما يُعوَّض به : الأُنس بالله ، ومَحبته ، وطُمأنينة القلب به ، وقُوّته ونشاطه ، وفرحه ورضاه عن رَبّه تعالى . |
ليست العبرة أن يجد الناس لك أثرا بعد رحيلك ، إنما العبرة أن يكون هذا الأثر مقبولا عند الله..
قال الشيخ السعدي في قوله تعالى : (فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) أي : باطلا مُضمَحِلاًّ قد خَسروه وحُرِموا أجره وعوقبوا عليه ؛ وذلك لفقده الإيمان ، وصُدوره عن مُكذِّب لله ورُسله ، فالعمل الذي يَقبله الله : ما صدر عن المؤمن المخلِص المُصدِّق للرُّسُل المُتّبِع لهم فيه . |
حياة القلب وعافيته أهمّ مِن حياة البَدن وعافيته ..
قال ابن القيم : الْعجب مِمَّن تَعرِض له حَاجة فَيَصْرِف رَغبته وهِمّته فيها إلى الله لِيَقضِيها له ولا يَتَصَدَّى للسؤال لِحَياة قَلبه مِن مَوت الْجَهْل والإعراض ، وشِفائه مِن دَاء الشَّهَوَات والشُّبُهات ، ولكن إذا مَات الْقلب لم يَشْعر بِمَعصيته . |
مَن ابتُلِي فليستتر ؛ فإن المجاهَرة بالذَّنب ذَنْب آخر ..
ïقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ما دام الذنب مَستورا ، فَعُقُوبته على صاحبه خاصة ، وإذا ظهر ولم يُنْكَر كان ضرره عامًّا . فكيف إذا كان في ظهوره تَحريك لِغَيره إليه ؟ وقال ابن القيم : مَرَاتب الفاحِشة مُتفاوتة بِحسب مفاسِدها ، فالْمُتَّخذ خِدْنا مِن النساء والْمُتَّخِذَة خِدْنا مِن الرِّجال أقل شَرًّا مِن الْمُسَافِح والْمُسَافِحَة مع كل أحَد ، والْمُسْتَخْفِي بِمَا يَرتكبه أقلّ إِثْمًا مِن الْمُجَاهِر الْمُسْتَعْلِن ، والكَاتِم له أقلّ إثْمًا مِن الْمُخْبِر الْمُحَدِّث للناس به ، فهذا بَعيد عن عافية الله تعالى وعَفْوه . |
نزول الغيث رحمة .. وعند نزول الرحمات تُفتَح أبواب السماء ويُشرَع الدعاء ..
قال الله تبارك وتعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثنتان ما تردّان - أو قَلّما تُرَدّان - : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر . رواه الحاكم ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ومِن طريقه أخرجه البيهقي . وحسّنه الألباني . قال ابن كثير في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) : أي : بَين يَدَي المطَر . وقال : وقوله : (وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) أي : يَعمّ بها الوجود على أهل ذلك القُطر وتلك الناحية . |
صلاح الآباء يُدرِك الأولاد .. قال تبارك وتعالى : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : حُفِظا بِصَلاح أبِيهما ، ولم يُذكَر لهما صلاح . * وقال سعيد بن المسيب : إني لأُصلّي فأذْكُر وَلَدي فأزيد في صلاتي . * وقال محمد بن المنكدر : إن الله يَحفظ بصلاح العبد وَلده ووَلد وَلَده وعِترته وعشيرته وأهل دُويرات حوله ، فما يَزالون في حفظ الله ما دام فيهم . * وقال الحافظ ابن كثير : وقوله : (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفَظ في ذُريّته ، وتَشمَل بَرَكة عبادته لهم في الدنيا والآخرة ، بشفاعته فيهم ورَفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقرّ عينه بهم ، كما جاء في القرآن ووردت السنة به . اهـ . |
الساعة الآن 11:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى