![]() |
التَّرَف يَجمع بين أسوأ أمْرَين : ترك الواجبات ، والإصرار على المنكَرات ..
قال الشيخ السعدي : قوله : (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) أي : مَنَعَهم التَّرَف مِن أداء الواجبات ، وكانوا يُصِرّون على عظائم المنكرات ، فلذلك استَحقّوا هذه العقوبات . .. |
أحسنوا الظنّ بِربّكم ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه : والذي لا إله غيره , ما أُعطِي عبدٌ مؤمن مِن شيء أفضل من أن يُحسن بالله ظَنّه , والذي لا إله غيره , لا يُحسن عبد مؤمن بالله ظَنّه إلاّ أعطاه ذلك , فإن كل الخير بيده . رواه ابن المبارك في " الزهد " وابن أبي شيبة والبيهقي في " شُعب الإيمان " . . |
دعاء الأنبياء : رَبّنا رَبّنا ..
قال الحسن : ما زالوا يقولون : رَبّنا رَبّنا حتى استجاب لهم . وقال جعفر الصادق : مَن حَزَبَه أمْر فقال خَمس مرّات (ربّنا) أنْجَاه لله مما يَخاف وأعطاه ما أراد . قيل : وكيف ذلك ؟ قال : اقرءوا إن شئتم : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) إلى قوله : (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) . (تفسير القرطبي) |
التذلل للعزيز عِزّ ..
قال ابن القيم : والله سبحانه وتعالى يُحب تَذلّل عبيده بين يديه ، وسؤالهم إياه ، وطلبهم حوائجهم منه ، وشكواهم إليه ، وعِياذهم به منه ، وفرارهم منه إليه . |
وتصرّم شهر رمضان ..
خَطَب عَدِيّ بن أَرْطَاة بَعْدَ انْقِضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقال : كَأَنَّ كَبِدًا لَمْ تَظْمَأْ ، وَكَأَنَّ عَيْنًا لَمْ تَسْهَرْ ، فَقَدْ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَأُبْقِيَ الأَجْرُ ، فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَنِ الْمَقْبُولُ مِنَّا فَنُهَنِّئَهُ ، وَمَنِ الْمَرْدُودُ مِنَّا فَنُعَزِّيَهُ ؟ فَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمَقْبُولُ فَهَنِيئًا هَنِيئًا ، وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمَرْدُودُ فَجَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَكَ . 🔷 قال ابن رجب رحمه الله : رُوي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة مِن شهر رمضان : يا ليت شعري ! مَن هذا المقبول فَنُهَنّيه ، ومَن هذا المحروم فَنُعَزّيه . 🔷 وعن ابن مسعود أنه كان يقول : مَن هذا المقبول مِنّا فَنُهَنّيه ، ومَن هذا المحروم مِنّا فَنُعَزّيه . أيها المقبول هنيئا لك ، أيها المردود جَبَر الله مصيبتك . ليت شعري مَن فيه يُقْبَل مِنا ... فيُهَنّا ، يا خيبة المردود مَن تَولّى عنه بِغير قَبول ... أرغم الله أنفه بِخِزي شديد |
|
كان يَهمّهم : الإخلاص وقبول العمل ..
قال علي رضي الله عنه : لا تَهْتَمُّوا لِقِلَّةِ الْعَمَلِ وَاهْتَمُّوا لِلْقَبُولِ . ولمّا جاء سائل إلى ابن عمر قال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف السائل قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمتُ أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة وَقَالَ يعقوب المكفوف : الْمُخْلِصُ مَنْ يَكْتُمُ حَسَنَاتِهِ كَمَا يَكْتُمُ سَيِّئَاتِهِ . http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13382 |
|
بعض الناس بلغوا في الترف والتبذير : أن صنعوا مزهريات وورود من العملات الورقية .. بل ظهر بعضهم في مقطع مرئي وهو يرمي الأوراق النقدية للبهائم !
وآخر يرميها في النار .. وهذا من كُفران النعم ، ومن فعل الشياطين وإخوان الشياطين .. (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) ✅ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الشيطان يريد مِن الإنسان الإسراف في أموره كلها . اهـ . نصيحة للمسرفين وتعليق على مَن يغسِل يديه بدهن العود http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14298 من هم المسرفون والمبذرون ؟ http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=24944 |
عنوان السعادة والفَلاح ..
قال ابن القيم رحمه الله : أدَب المرء : عنوان سعادته وفَلاحه ، وقِلّة أدبه : عنوان شقاوته وبَوارِه . فما استُجلِب خير الدنيا والآخرة بِمثل الأدب ، ولا استجلب حِرمَانها بِمثل قِلّة الأدب . فانظر إلى الأدب مع الوالدين : كيف نَجّى صاحبه مِن حَبْس الغار حين أطْبَقَت عليهم الصخرة . والإخلال به مع الأم تأويلا وإقبالا على الصلاة : كيف امْتُحِن صاحبه بِهَدم صَومَعته ، وضَرْب الناس له ، ورَمْيه بِالفاحشة ! وتأمل أحوال كل شَقِيّ ومُغتَرّ ومُدْبِر : كيف تَجد قِلّة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان ؟! |
حكم الخروج من المسجد بعد الأذان ..
هل يجوز الخروج من المسجِد إلى مسجِد آخَر لأن إمام المسجِد الأوّل يُطيل الصلاة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13266 |
الدِّين كله أدب ..
قال ابن القيم : الأدب هو الدِّين كُلّه ؛ فإن سَتر العورة مِن الأدب ، والوضوء وغُسل الجنابة مِن الأدب ، والتطهّر مِن الْخَبث مِن الأدب ، حتى يقف بين يدي الله طاهرا . ولهذا كانوا يَستحبون أن يتجمّل الرجل في صلاته ، للوقوف بين يدي ربه . |
الدِّين كُله خُلُق ..
قال ابن القيم : الدِّين كُله خُلُق ، فمن زاد عليك في الْخُلُق ، زاد عليك في الدِّين . وقال ابن رجب : حُسن الْخُلق قد يُراد به التخَلّق بأخلاق الشريعة ، والتأدّب بآداب الله التي أدّب بها عباده في كتابه ، كما قال تعالى لِرَسوله صلى الله عليه وسلم : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، وقالت عائشة : " كان خُلُقه صلى الله عليه وسلم القرآن " ، يعني أنه يتأدّب بآدابه ، فيفعل أوامِره ، ويتجنّب نواهيه ؛ فَصارَ العمل بالقرآن له خُلُقا كالْجِبِلَّة والطبيعة لا يُفارِقه ، وهذا أحسن الأخلاق وأشرفها وأجملها . وقد قيل : إن الدِّين كُله خُلق . |
🔵 الرضا بالله رَبّا ومالِكا ومُتصرّفا ، والرضا عن الله في أفعاله وفي شَرعه وبأقدَارِه : يُورِث الجنة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا سعيد ، مَن رَضِي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وَجَبَت له الجنة . فَعَجِب لها أبو سعيد ، فقال : أعدها عليّ يا رسول الله . فَفَعَل . رواه مسلم . ✅ قال أبو الدرداء : إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يُرْضَى به . ✅ وقال ابن مسعود : إن الله بِقِسطِه وعَدله جَعل الرَّوح والفَرح في اليقين والرضا ، وجعل الْهمّ والحزن في الشك والسخط ؛ فالراضي لا يتمنى غير ما هو عليه مِن شدة ورَخاء . ✅ قال أبو عبد الله بن خفيف : الرضا قسمان : رضا به ، ورضا عنه ؛ فالرضا به مُدبّرا ، والرضا عنه فيما قضى . وقال أيضا عن الرضا : هو سكون القلب ، إلى أحكام الرب ، وموافقته على ما رضي واختار . (نَقَلَه القرطبي في " الْمُفْهِم ") . ✅ قال أبو زيدٍ القرطبيُّ : لا تجزَعنَّ لِمَكْرُوهٍ تُصَابُ بِهِ *** فَقَدْ يُؤدِيكَ نَحَوَ الصِّحَةِ المرضُ واعْلَمْ بِأنَّكَ عَبْدٌ لا فِكَاكَ لَهُ *** والعَبْدُ لَيْسَ عَلَى مَولاهُ يَعْتَرِضُ |
إنما تظهر حقيقة الرضا والتسليم لله عَزّ وَجَلّ في حال الشدّة ..
كان الإمام الشعبي مِن أوْلَع الناس بهذا البيت : ليست الأحلام في حين الرضا *** إنما الأحلام في حين الغضب قال ابن القيم : الرضا باب الله الأعظم ، وجَنّة الدنيا ، ومُستراح العارفين ، وحياة الْمُحِبِّين ، ونَعيم العابدين ، وقُرّة عيون المشتاقين . |
شارِك العَالَمِين بالصلاة على خير العالَمين النبي الأمّي الأمين ﷺ ..
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) قال ابن كثير رحمه الله : والمقصود مِن هذه الآية : أن الله سبحانه أخبر عِباده بِمَنْزِلة عَبده ونَبِيِّه عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يُثْنِي عليه عند الملائكة الْمُقَرَّبِين ، وأن الملائكة تُصَلِّي عليه . ثم أمَر تعالى أهل العَالَم السُّفْلي بالصلاة والتسليم عليه ، لِيَجْتَمِع الثناء عليه مِن أهل العَالَمَين العلوي والسُّفلي جميعا . |
تعظيم الأمْر مِن تعظيم الآمِر ..
قال ابن القيم : في الإنجيل : يا بني إسرائيل لا تقولوا لِم أمَر ربنا ، ولكن قولوا بِمَ أمَر ربنا . ولهذا كانت هذه الأمة التي هي أكمل الأمم عقولا ومعارف وعلوما لا تسأل نبيها : لِمَ أمَر الله بذلك ، ولِمَ نَهَى عن كذا ، ولِمَ قَدّر كذا ، ولم فعل كذا ؟ لِعِلْمِهم أن ذلك مُضادّ للإيمان والاستسلام ، وأن قَدَم الإسلام لا تثبت إلاّ على درجة التسليم . وذلك يُوجب تعظيم الرب تعالى ، وأمْره ونَهيه ؛ فلا يتم الإيمان إلاّ بتعظيمه ، ولا يتم تعظيمه إلاّ بتعظيم أمْره ونَهيه . فَعَلَى قَدْر تعظيم العبد لله سبحانه يكون تعظيمه لأمْرِه ونَهْيه . وتعظيم الأمر دليل على تعظيم الآمِر . |
الْهُدى في مخالفة الهوى .. !!
قال محمد الكندي : سمعت أشياخنا يقولون : إذا عَرَض لك أمْرَان لا تدري في أيهما الرشاد ، فانظر إلى أقربهما إلى هواك فَخَالِفة ، فإن الحق في مخالفة الهوى . قال ابن القيم : الشيطان يُطيف بالعبد مِن أين يدخل عليه ، فلا يجد عليه مَدْخلا ولا إليه طريقا إلاّ مِن هواه ! فلذلك كان الذي يُخالِف هَواه يَفرَق الشيطان مِن ظِله ، وإنما تُطاق مَخالفة الهوى بالرغبة في الله وثوابه ، والخشية من حجابه وعذابه . وَوَجْد حلاوة الشِّفاء في مخالفة الهوى ، فإن مُتابعته الداء الأكبر ، ومخالفته الشفاء الأعظم . قيل لأبي القاسم الجنيد : متى تَنال النفوس مُناها ؟ فقال : إذا صار داؤها دواها ! فقيل له : ومتى يصير داؤها دواها ؟ فقال : إذا خالَفَتْ هَواها . ومعنى قوله : " يصير داؤها دواها " أن داءها هو الهوى ، فإذا خالفته تَدَاوَت منه بِمُخَالَفته ... والهوى ثلاثة أرباع الهوان ! وهو شارع النار الأكبر ! كما أن مُخالفته شارع الجنة الأعظم ! وقال ابن القيم رحمه الله : مُخالفة الهوى أصعب شىء على النفس ، وليس لها أنفع منه . |
الإيمان يتجدد ويتقوّى بالطاعات .
قال الإمام البخاري : وقال معاذ : اجلس بنا نؤمن ساعة . قال ابن رجب : وقد رُوي مثله عن طائفة من الصحابة ، فَرَوى زبيد عن زِرّ بن حُبيش قال : كان عمر بن الخطاب يقول لأصحابه : هَلِمّوا نزداد إيمانا . فيذكرون الله . ورَوى أبو جعفر الخطمي عن أبيه عن جده عمير بن حبيب بن حماسة - وهو مِن الصحابة - أنه قال : إن الإيمان يزيد وينقص ، قالوا : وما زيادته ونقصانه ؟ قال : إذا ذَكَرنا الله وخَشِيناه ؛ فذلك زيادته ، وإذا غَفَلنا ونَسينا وضيّعنا ؛ فذلك نقصانه . فزيادة الإيمان بالذكر مِن وَجْهين : أحدهما : أنه يُجدد مِن الإيمان والتصديق في القلب ما دُرِس منه بالغفلة ، كما قال ابن مسعود : الذِّكر ينبت الإيمان في القلب كما يُنبت الماء الزرع ... والثاني : أن الذِّكر نفسه مِن خصال الإيمان ، فيزداد الإيمان بِكثرة الذِّكر ، فإن جمهور أهل السنة على أن الطاعات كلها مِن الإيمان فَرضها ونَفلها ، وإنما أخرَج النوافل مِن الإيمان قليل منهم . |
أرضِ وَجهًا ترضى عنك جميع الوجوه ..
قال أبو حازم : لا يُحسن عبدٌ فيما بينه وبين الله تعالى إلاّ أحسن الله فيما بينه وبين العباد ، ولا يُعوّر فيما بينه وبين الله تعالى إلاّ عَوّر الله فيما بينه وبين العباد ، ولَمُصَانَعة وجه واحد أيسَر مِن مُصانَعة الوجوه كلها ، إنك إذا صانَعتَ الله مالَت الوجوه كلها إليك ، وإذا أفسدت ما بينك وبينه شَنأتك الوجوه كلها . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " . |
⭕️ حقيقة الدنيا ..
قال أبو حازم : مَن عَرف الدنيا لم يفرح فيها بِرَخاء ، ولم يَحزن على بلوى . 🅾 الدنيا طُبعت على كَدَر .. قال أبو حازم : ما في الدنيا شيء يَسرّك إلاّ وقد أُلْزِق به شيء يَسوءك . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " |
النهي عن التجمّل والرفاهية الزائدة ..
رَوى عبد الله بن بريدة أن رجلا مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رَحَل إلى فَضالة بن عُبيد وهو بِمصر ، فقدم عليه ، فقال : إني لم آتك زائرا ، إنما أتيتك لحديث بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه عِلم ، فرآه شَعِثا ، فقال : ما لي أراك شعثا وأنت أمير البلد ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير مِن الإرْفَاه ، ورآه حافيا ، فقال : ما لي أراك حافيا ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نَحتفِي أحيانا . رواه الإمام أحمد . وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . قال الخطابي : معنى الإرفاه : الاستكثار مِن الزينة ، وأن لا يَزال يُهيئ نفسه . اهـ . وأوْردَ ابن حجر حديث : " البَذَاذة مِن الإيمان " وقال : وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود . والبذاذة - بِمُوحّدة ومُعجمتين - رَثاثة الْهَيئة . والمراد بها هنا تَرك التَّرَفّه والتنطّع في اللباس ، والتواضع فيه مع القُدرة لا بِسبب جَحد نعمة الله تعالى . كما أوْرَد ابن حجر حديث النهي عن كثير مِن الإرْفَاه . ثم قال : الإرفاه - بِكَسر الهمزة وبِفَاء وآخره هاء - التَّنَعّم والراحة ، ومِنه : الرَّفَه – بِفَتْحتين - وقَيّده في الحديث بـ " الكثير " إشارة إلى أن الوَسط المعتدِل منه لا يُذم . وبذلك يُجمَع بين الأخبار . |
بارك الله فيكم يا شيخنا هل تسمح لنا بنقل ونشر هذا العلم عنك ؟ وبالطبع ننسبه إليك بارك الله فيك
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصلّي على الكرسي : أين يضع يديه في حال السجود ؟ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يضع يديه أخفض مِن رُكبتيه ؛ لعموم حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي على راحلته في التطوع حيثما توجهت به يومئ إيماء ، ويجعل السجود أخفض مِن الركوع . رواه الإمام أحمد . ولِحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : بعثني النبي صلى الله عليه و سلم في حاجة ، فجئت وهو يصلي على راحلته نحو المشرق ، والسجود أخفض من الركوع . رواه الإمام أحمد . وأبو داود والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط ، وأصله في صحيح مسلم دون وصف الركوع والسجد . قال ابن قدامة : وإن عجز عن الركوع والسجود أوْمَأ بِهما ، كما يُومِئ بهما في حالة الخوف ، ويجعل السجود أخفض مِن الركوع . اهـ . وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : من عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ، ويجعل السجود أخفض من الركوع . وفيها أيضا : العاجز عن القيام يُصلّي قاعدا على الأرض أو على كرسي إن كان أرفق به ، ويركع ويسجد في الهواء ، ويجعل السجود أخفض مِن الركوع إذا كان لا يستطيع السجود على الأرض ، ولا يشرع له اتخاذ ماصة ووسادة يسجد عليها . اهـ . وقال شيخنا العثيمين : الواجب على المريض أن يصلي قائما , فإن لم يستطع فقاعدا , يُومئ بالركوع , ويُومئ بالسجود إن عجز عن السجود , ويجعل السجود أخفض مِن الركوع , فإن لم يستطع الجلوس صلى على جنبه ووجهه إلى القبلة , يومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود أخفض , فإن لم يستطع الإيماء صَلّى بِعينه يُغمض للركوع ويغمض للسجود أكثر , فإن لم يستطع ذلك أيضا يصلي بِقَلبه فينوي الركوع والرفع منه بقلبه , والسجود بِقَلبِه , والجلوس بِقَلبِه , حتى يُتمّ الصلاة . اهـ . وسبق الجواب عن : ما هي أحوال وأحكام الصلاة على الكرسي ؟ وما هو الحكم لمن لا يستطيع السجود ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14017 والله تعالى أعلم . |
مشروعية دَفْع التهمة ..
قال عليه الصلاة والسلام : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا " أو قال: " شرًّا " . رواه البخاري ومسلم . قال الإمام الشافعي رحمه الله : أراد عليه الصلاة والسلام أنْ يُعَلِّم أمّته الـتَّبَرِّي مِن التُّهْمَة في مَحِلّها ، لئلا يَقَعَا في محذور ، وهما كانا أتقى لله أن يظنا بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئًا . نقله ابن كثير . |
مِن الاعتداء بالدعاء : رَفع الصوت بالدعاء ..
قال تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيّها الناسُ ، ارْبَعوا على أنفُسكم ، فإنكم لا تَدْعونَ أصمَّ ولا غائبا ، إنهُ معكم إنهُ سميعُ قَريب ، تَبارَكَ اسمهُ ، وتَعالى جَدُّه . رواه البخاري ومسلم . وسمع الإمام مُجاهد رجلا يَرفع صوته بالدعاء فَرَمَاه بالحصى . رواه ابن أبي شيبة . |
افعلوا المعروف تكونوا مِن أهله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة . رواه البخاري في " الأدب المفرَد " ، وصححه الألباني . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : قولوا خيرا تُعرفوا به ، واعملوا به تكونوا مِن أهله ، ولا تكونوا عُجلاء مَذاييع بُذرا . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في " شُعب الإيمان " . وفي لسان العرب : والمِذْياع الذي لا يَكتمُ السرّ ، وقوم مَذايِيعُ . وفي حديث عليّ رضي الله عنه ووصْف الأَولياء : ليسوا بالمَذايِيع البُذُر ، هو جمع مِذْياع مِن أَذاعَ الشيءَ إِذا أَفْشاه . وقيل : أَراد الذين يُشِيعون الفواحِش . |
إنكار ابن عمر للمنكر ..
رَوى نافع أن ابن عمر دخل الحمام مرّة وعليه إزار ، فلما دخل إذا هو بِهم عُراة ، قال : فَحَوَّل وَجهه نحو الجدار ، ثم قال : ائتني بِثوبي يا نافع . قال : فأتيته به ، فالْتَفّ به ، وغَطّى على وجهه ، وناوَلَني يده ، فَقُدْته حتى خرج منه ، ولم يدخله بعد ذلك . رواه عبد الرزاق . الحمام هو مكان الاغتسال الجماعي .. |
الحياء مِن الله تبارك وتعالى ..
حدَّث عروة بن الزبير عن أبيه أن أبا بكر الصديق ، قال وهو يخطب الناس : يا معشر المسلمين ، استحيوا مِن الله ، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء ، مُغطّيًا رأسي استحياء مِن ربي . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في " شُعب الإيمان " . |
حقيقة المحبة والاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ..
قال حماد بن سلمة : حدثنا علي بن زيد قال : بلغ مصعب بن الزبير عن عريف الأنصار شيء ، فَهمّ به ، فَدَخَل عليه أنس بن مالك ، فقال له : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " استوصوا بالأنصار خيرا - أو قال : معروفا - اقبَلُوا مِن مُحسِنهم ، وتجاوَزوا عن مُسِيئهم "، فألقى مصعب نفسه عن سريره ، وألْزَق خَدّه بالبساط ، وقال : أمْر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين ؛ فَتَرَكَه . رواه الإمام أحمد . |
الشّغف بالعِلم ..
قال الحاكم عن شيخه محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم : حَضرت أبا العباس يوما في مسجده ، فخرج ليؤذِّن لصلاة العصر ، فوقَف مَوضع المئذنة ، ثم قال بِصوت عالٍ : أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي . ثم ضحك ، وضحك الناس ! ثم أذّن . |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (١)
جاء في " سير أعلام النبلاء " في ترجمة محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم : حدَّث بِكتاب " الأم " للشافعي عن الربيع . وطال عمره وبَعُد صيته ، وتزاحم عليه الطَّلَبة . وجَميع ما حدّث به إنما رَواه مِن لفظه ، فإن الصمم لَحِقه وهو شاب له بُضع وعشرون سنة بعد رجوعه من الرحلة ، ثم تزايد به ، واستحكم بحيث إنه لا يَسمع نَهيق الحمار . وقد حدَّث في الإسلام ستا وسبعين سنة . |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (٢)
جاء في " سير أعلام النبلاء " في ترجمة محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم : ✅ وبلغني أنه أذّن سبعين سنة في مسجده . ✅ ونَقل الذهبي عن الحاكم قوله : وكان حسن الخلق ، سَخيّ النفس . ✅ سمع منه : الآباء والأبناء والأحفاد ، وكَفَاه شَرَفا أن يُحدِّث طول تلك السنين ولا يَجِد أحد فيه مَغْمَزًا بِحجّة ، وما رأينا الرّحلة في بلاد من بلاد الإسلام أكثر منها إليه . ✅ ورجع أمره إلى أنه كان يُناوَل قَلَما ، فيَعلَم أنهم يَطلبون الرواية . فيُحدّثهم .. 🔷* أعمى أصم ينشر العلم ويُبلّغ دين الله .. ما الذي رفـع قَـدرهـم ؟ http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=10338 |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (٣)
قال بشير بن يسار : لَمّا بُعث معاذ بن جبل إلى اليمن مُعلّما ، قال : وكان رجلا أعرج ، فصلى بالناس في اليمن ، فبَسط رجله فبَسط القوم أرجُلهم ، فلما صَلّى قال : قد أحسنتم ، ولكن لا تَعودوا ، فإني إنما بَسَطت رِجلي في الصلاة لأني اشتَكَيتُها . رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " . |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (٤)
عَمِي ابن عباس في آخر عمره ، فانشد في ذلك : إن يأخذ الله مِن عَينيّ نورهما ** ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذَكيّ وعقلي غير ذي دخل *** وفي فَمي صارم كالسيف مأثور ولَمّا دُفِن ابن عباس قال ابن الحنفية : اليوم مات رَبّانِيّ هذه الأمة . |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (٥)
قال محمد بن سعد : وسَمعت بعض أهل العلم يقول : كان عَطَاء أسود أعور أفطس أعرج ثم عَمِي بعد ذلك ، فانتهت فَتوى أهل مكة إليه وإلى مُجاهِد في زمانهما ، وأكثر ذلك إلى عَطاء . (الطبقات الكبرى) ومع ذلك : قال إبراهيم بن عمر بن كيسان : أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج مناديا يَصيح : لا يُفتي الناس إلاّ عطاء بن أبي رباح ، فإن لم يكن عطاء ، فعبد الله بن أبي نَجيح . وقال أبو حازم الأعرج : فاق عطاء أهل مكة في الفتوى . (سير أعلام النبلاء) |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (٦)
قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " : موسى بن نصير أبو عبد الرحمن اللخمي الأمير الكبير ، مُتوَلّي إقليم المغرب ، وفاتح الأندلس . وكان أعرج ، مَهِيبًا ، ذا رأي وحزم . اهـ . وموسى بن نصير هو القائل : والله ما هُزِمت لي راية قطّ ، ولا بُدّد لي جَمْع ، ولا نُكب المسلمون معي منذ اقتحمت الأربعين إلى أن بَلَغت الثمانين ! |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (٧)
قال إبراهيم بن عرعرة : سمعت يحيى القطان إذا ذُكر الأعمش قال : كان مِن النُّسّاك ، وكان مُحافِظا على الصلاة في جماعة ، وعلى الصفّ الأول ، وهو علاّمة الإسلام . وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول . |
لم تمنعهم العاهات مِن نشر العِلم .. فما عُذر الأصحّاء ؟! (٨)
في ترجمة يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد : وكان أعرج يَخمَع مِن رِجله . (الطبقات الكبرى ، والجرح والتعديل) وقال الذهبي : وكان أعرج مِن رِجليه معًا . وفي ترجمة : محمد بن الوليد المصري النحوي : و كان قد بلغ الخمسين ، وغلب عليه الشيب ، و كان يَخمع من رِجله . ولما عاد إلى مصر تصدّر لإقراء العلم . (إنباه الرواة على أنباه النحاة) |
هل تُريد مرافقة النبي ï·؛ في الجنة ؟
قال ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه : كنتُ أَبِيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بِوَضوئه وحاجته ، فقال لى : سَلْ . فقلت : أسألك مُرَافَقتك في الجنة . قال : أوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعنّي على نفسك بِكثرة السجود . رواه مسلم . . |
الساعة الآن 01:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى