![]() |
القلوب الطاهرة ، والقلوب النّجِسَة
القلوب الطاهرة لا تضرّها فتنة ما دامت السماوات والأرض 🔸 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تُعرَض الفِتَن على القلوب كالحَصِير عُودا عُودا ، فأيّ قَلْب أُشْرِبها نُكِت فيه نُكْتَة سَوداء ، وأيّ قَلْب أنكرها نُكِت فيه نُكْتَة بيضاء ، حتى تَصِير على قَلْبَيْن : على أبيض مثل الصّفَا ، فلا تضره فِتْنَة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسود مُرْبَادّا كَالكُوز مُجَخّيا ، لا يَعرِف معروفا ولا ينكر منكرا إلاّ ما أُشْرِب مِن هواه . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لِمُسلم . 🔘 قال ابن القيم : وإنّما سُمّيت الشُّبْهَة شُبْهَة لاشْتِبَاه الْحَقّ بِالْبَاطِلِ فِيهَا ؛ فإنها تَلْبَس ثَوْب الْحَقّ على جسم الْبَاطِل ! وَأكْثر النَّاس أصحاب حِسّ ظَاهر ، فَينْظر النَّاظِر فِيمَا الْبِسَته مِن اللبَاس فيعتقد صِحَّتهَا ، وأما صَاحب الْعلم وَالْيَقِين فانه لا يغتر بذلك بل يُجَاوز نظره الى بَاطِنهَا وماتحت لباسها فينكشف لَهُ حَقِيقَتهَا . وَمِثَال هَذَا : الدِّرْهَم الزائف ؛ فَإِنَّهُ يغتر بِهِ الْجَاهِل بِالنَّقْدِ نظرا الى مَا عَلَيْهِ من لِبَاس الْفضة ، والناقد الْبَصِير يُجَاوز نظره الى مَا وَرَاء ذَلِك ، فَيطلع على زيفه . فاللفظ الْحسن الفصيح هُوَ للشُّبْهَة بِمَنْزِلَة اللبَاس من الْفضة على الدِّرْهَم الزائف ، وَالْمعْنَى كالنحاس الَّذِي تَحْتَهُ . (مفتاح دار السعادة) |
* التّلاوة الحقيقية
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ) ، وقال عزّ وَجَلّ : (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ) 🔘 قال ابن القيم : هَذِه التِّلاوَة وَسِيلَة وَطَرِيقَة ، وَالْمَقْصُود التِّلاوَة الْحَقِيقِيَّة ، وَهِي : تِلاوَة الْمَعْنى واتّبَاعه تَصْدِيقًا بِخَبَرِهِ ، وائتِمَارًا بِأَمْرِه ، وانْتِهاء عن نَهْيِه ، وائتِمَامًا بِهِ حَيْثُ مَا قادَك انْقَدْت مَعَه . فَتِلاوة الْقُرْآن تتَنَاوَل تِلاوَة لَفظه وَمَعْنَاهُ ، وتِلاوة الْمَعْنى أشْرَف مِن مُجَرّد تِلاوَة اللَّفْظ ، وَأَهْلهَا هُم أهْل الْقُرْآن الَّذين لَهُم الثَّنَاء فِي الدُّنْيَا والاخرة ؛ فَإِنَّهُم أهل تِلاوَة ومُتَابَعة حَقًا . (مفتاح دار السعادة) |
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) [سورة الفتح]
🔸 قال الإمام السمعاني : (وَتُوَقِّرُوهُ) أي : تُفَخِّمُوه وتَبَجِّلُوه . اهـ . 🔘 *بِقَدْر تَوقِيرك للنبي صلى الله عليه وسلم يكون تَوقِيرك لِوَرَثته* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يُورّثوا دينارا ولا درهما ؛ إنما ورّثوا العِلم ، فمن أخذه أخَذَ بِحَظّ وافِر . رواه الإمام أحمد وأهل السنن . |
الرحمة بالْخَلْق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ لاَ يَرْحَم لاَ يُرْحَم . رواه البخاري ومسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . وقال صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَضَعُ اللهُ رَحْمَتَهُ إِلاَّ عَلَى رَحِيمٍ " قالوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكُلُّنَا رَحِيم . قَال : لَيْسَ الَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ خَاصَّةً ، وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ النَّاسَ عَامَّةً . رواه أبو يَعلَى في مُسنَده والبيهقي في " شُعب الإيمان " ، وأورده الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أهل السنة والجماعة يَتّبِعُون الكتاب والسنة ويُطِيعون الله ورسوله ؛ فَيَتّبِعُون الْحَقّ ويَرْحَمُون الْخَلْق . وقال رحمه الله : أهل السنة والعِلم والإيمان يَعرِفون الْحَقّ ويَتّبِعُون سُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويَرْحَمُون الْخَلْق ويَعْدِلُون فيهم . |
الله يسعدكم
أنواع السعادات : قال ابن القيم : انواع السَّعَادَة الَّتِي تُؤثِرها النُّفُوس ثَلاثَة : 🔸 سَعَادَة خارجية عَن ذَات الإنسان ، بل هِيَ مُسْتَعَارَة لَهُ من غَيره ، يَزُول باسْتِرْدَاد الْعَارِيّة ، وَهِي سَعَادَة المَال والحياة ، فَبَيْنَا الْمَرْء بهَا سَعيدا مَلْحوظا بِالعناية مَرْمُوقًا بِالأبْصَار إِذ أصْبَح فِي الْيَوْم الْوَاحِد أذل مِن وَتَد بِقَاع يُشَجّ رَأسه بالفهرواجي ! 🔹 فالسعادة والفَرح بِهَذِهِ كَفَرح الأقْرَع بِجُمّة ابن عَمّه ! وَالْجمال بهَا كجمال الْمَرْء بِثِيابه وبزّته . ⏪ ويُحْكَى عَن بعض الْعلمَاء أنه رَكِب مَعَ تُجّار فِي مَرْكب فَانْكَسَرت بهم السَّفِينَة فأصْبَحوا بعد عِزّ الْغنى فِي ذلّ الْفقر ، وَوصل الْعَالم الى الْبَلَد فأُكْرِم وَقُصِد بأنواع التّحَف والكَرَامَات ، فَلَمَّا أرادُوا الرُّجُوع الى بِلادهمْ قَالُوا لَهُ : هَل لَك إلى قَوْمك كتاب أو حَاجَة ؟ فَقَالَ : نعم ، تَقولُونَ لَهُم : إذا اتّخَذتم مَالاً لا يغرق إذا انْكَسَرت السَّفِينَة ، فاتّخِذُوا الْعِلْم تِجَارَة . 🔸 السَّعَادَة الثَّانِيَة : سَعَادَة فِي جِسْمه وبَدَنه ؛ كَصِحّته واعْتِدال مِزَاجه ، وتَنَاسب أعضائه ، وَحُسْن تَرْكِيبه ، وصَفاء لَونه ، وَقُوَّة أعضائه . فَهَذِهِ ألْصَق بِهِ مِن الأولى ، وَلَكِن هِيَ فِي الْحَقِيقَة خَارِجَة عَن ذَاته وَحَقِيقَته ، فإن الإِنْسَان إنسان بِرُوحِهِ وَقَلبه لا بجسمه وبَدَنه ! 🔸 السَّعَادَة الثَّالِثَة : هِيَ السَّعَادَة الْحَقِيقِيَّة ، وَهِي سَعَادَة نَفْسَانِيّة رُوحِيّة قَلْبِيّة ، وَهِي سَعَادَة الْعلم النافع وثَمَرَته ؛ فإنها هِيَ الْبَاقِيَة على تَقَلّب الأحوال ، والْمُصَاحِبة للْعَبد فِي جَمِيع أسفاره وَفِي دوره الثَّلاثَ : أعْنِي دَار الدُّنْيَا ، وَدَار البرزخ ، وَدَار الْقَرَار ، وَبهَا يَتَرَقّى مَعارِج الْفَضْل ودَرجات الْكَمَال . أمّا الأولى فإنها تَصحَبه فِي الْبقْعَة الَّتِي فِيهَا مَاله وجَاهُه . وَالثَّانِيَة فَعُرْضة للزّوال والتّبَدّل بِنَكْس الْخَلْق ، وَالرَّدّ إلى الضعْف . ⏺ فَلا سَعَادَة فِي الْحَقِيقَة إلاّ فِي هَذِه الثَّالِثَة الَّتِي كُلّما طَال الأمَد ازْدَادَات قُوَّة وعُلُوًّا ، وَإِذا عُدِم المَال والْجَاه فَهِيَ مَال العَبْد وجاهه ، وَتَظْهر قُوّتها وأثَرها بعد مُفَارقَة الرّوح الْبَدَن إذا انْقَطَعت السعادتان الأوّلَتَان . ✅ وَهَذِه السَّعَادَة لا يَعرِف قَدْرهَا وَيبْعَث على طَلبَهَا إلاّ الْعِلْم بهَا ؛ فَعَادَت السَّعَادَة كُلّهَا إلى الْعِلم وَمَا تقضيه ، وَالله يوفق من يَشَاء لا مَانِع لِمَا أعْطى وَلا مُعْطي لِمَا مَنَع . (مفتاح دار السعادة) ما الذي رَفَع قَدْرهم ؟ http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=10338 |
شمس الرسالة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كَمَا أنّ نُور العَيْن لا يَرَى إلاّ مَع ظُهور نُور قُدّامَه ، فَكَذَلك نُور العَقل لا يَهْتَدِي إلاّ إذا طَلَعَت عليه شَمْس الرّسَالة ؛ فلهذا كان تبليغ الدِّين مِن أعظم فرائض الإسلام ، وكان مَعرِفة ما أمر الله به رسوله وَاجِبًا على جميع الأنام . |
طريقة السّلَف تُوافِق النّقْل والعَقْل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : اعْلَم أن ليس في العَقل الصّريح ولا في النّقل الصحيح ما يُوجِب مُخَالَفَة الطّرَيقة السّلَفِيّة أصلاً . |
نِعَم الله تترَى علينا ..
الله جَلّ جلاله يَتحَبّب إلينا بالنِّعَم ، وهو الغني عنّا ، ونَحن نَتَبغّض إليه بالمعاصي، ونحن الفقراء إليه . 🔸 وفي بعض الآثار الإلهية : عبادي يُبَارِزُونَني بِالعظائم ، وأنا أكْلَؤهم على فُرُشِهم ، إني والجنّ والإنس في نبأ عظيم : أخْلُق ويُعْبَد غيري ، وأرْزُق ويُشْكَر سِواي ، خَيري إلى العِباد نازِل ، وشَرّهم إليّ صَاعِد ، أتَحَبّب إليهم بِنِعَمِي ، وأنا الغنيّ عنهم ، ويَتَبَغّضُون إليّ بِالمعاصي ، وهُم أفْقَر شيء إليّ . 🔘 قال الدينوَري في " المجالسة " : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ؛ قَالَ : كَتَبَ حَكِيمٌ إِلَى حَكِيمٍ : أَمَّا بَعْدُ ! فَقَدْ أَصْبَحْنَا وَبِنَا مِنْ نِعَمِ اللهِ مَا لا نُحْصِيهِ ، وَلا نَدْرِي أَيَّمَا نَشْكُرُ ، أَجَمِيلٌ مَا يُنْشَرُ ، أَمْ قَبِيحٌ مَا يُسْتَرُ ؟! |
الْغِناء مِن أفعال الْفُسّاق والْمُخَنّثِين !
🔸 في كتاب " الوسيط في الْمَذْهَب " للغَزالي في تفسير معنى " الكُوبَة " : طَبْل الْمُخَنّثِين ، وهو طَبْل طَويل مُتّسِع الطّرَفَين ضَيّق الوَسَط . 🔹 وقال ابن قدامة رحمه الله عن ضَرْب الدّفّ : وَأَمَّا الضَّرْبُ بِهِ لِلرِّجَالِ فَمَكْرُوهٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ ؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا كَانَ يَضْرِبُ بِهِ النِّسَاءُ ، وَالْمُخَنَّثُونَ الْمُتَشَبِّهُونَ بِهِنَّ ، فَفِي ضَرْبِ الرِّجَالِ بِهِ تَشَبُّهٌ بِالنِّسَاءِ ، وَقَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ . 🔘 ورَحِم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ كان يقول : وَلَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ النِّسَاءِ كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ مُخَنَّثًا ! وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث ، وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي كَلامِهِمْ . وقال في موضع آخر : كَانُوا يُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث . اهـ . ما قولك في التعاون الشِعري بين داعية ومطرِب ؟؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10160 |
🔕🔇 أفعال السفهاء 🔇🔕
🔷 قال ابن القيم عن الغِناء : وأما سَمَاعه مِن المرأة الأجنبية أو الأمرد ؛ فمن أعظم المحرمات ، وأشدّها فَسَادا للدّين . 🔳 قال الشافعي رحمه الله : وصاحِب الجارية إذا جَمَع الناس لِسَمَاعِها ، فهو سَفِيه تُرَدّ شَهادته ، وأغْلَظ القَول فيه ، وقال : هو دِيَاثَة ؛ فَمَن فَعَل ذلك كان دَيّوثا ! قال القاضي أبو الطيب : وإنما جَعَل صَاحِبها سَفِيهًا ؛ لأنه دَعَا الناس إلى الباطل ، ومَن دَعَا الناس إلى الباطل كان سَفِيها فَاسِقًا . قال : وكان الشافعي يكره التغبير، وهو الطّقْطَقَة بِالقَضِيب ، ويقول : وَضَعَتْه الزّنَادِقة لِيَشْغلوا بِه عن القرآن . قال : وأما العود والطّنْبُور وسائر المَلاهي ؛ فَحَرَام ، ومُسْتَمِعه فَاسِق . 🔴 وقال ابن القيم : حَكَى أبو عَمْرو بن الصّلاح الإجْماع على تحريم السّمَاع الذي جَمَع الدّفّ والشّبابة والغِناء ، فقال في فتاويه : أمّا إبَاحَة هذا السّمَاع وتَحْلِيله ، فليُعْلَم أن الدّفّ والشّبابة والغِناء إذا اجْتَمَعت فاسْتِمَاع ذلك حَرَام عند أئمة المَذَاهب وغيرهم مِن عُلماء المسلمين . ولم يَثْبت عن أحدٍ مِمّن يُعْتَدّ بِقَوله في الإجماع والاختلاف أنه أبَاح هذا السّمَاع . اهـ . قال أبو هلال العسكري في " التلخيص " : واليَرَاعةُ : القَصَبةُ الَّتِي يَزْمُر بها الرَّاعي ، والعامَّةُ تسمِّيها الشَّبَّابةَ ، وهيَ مولَّدةُ . ويقولونَ : قَصَبَ فلانٌ يَقصبُ ، إِذَا زمرَ بِاليَرَاعِ . والنَّايُ فارسيٌّ ، وهوَ بالعربيَّةِ المزمارُ . اهـ . ما حكم الموسيقى بشكل عام ؟ وهل سماع الموسيقى في الأغاني الإسلامية حرام ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18343 |
لا يمتهن الغناء عاقل ولا مَن يحترم نفسه ، وذلك في كل مجتمع
وإنما هُم سَقَط المجتمعات قال رجل للحسن البصري : ما تقول في الغناء يا أبا سعيد ؟ فقال : نِعْم العَون على طاعة الله تعالى ؛ يَصِل الرَّجُل به رَحِمه ، ويُواسي به صديقه . قال : ليس عن هذا أسألك . قال : وَعَمّ سألتني ؟ قال : أن يُغَنِّي الرَّجُل . قال : وكيف يُغَنّي ؟ فجعل الرَّجُل يَلوي شِدْقيه ، ويفتح منخريه ! فقال الحسن : والله يا ابن أخي ، ما ظننت أن عاقلا يفعل بنفسه هذا أبدا ! ⏺ والغناء فِعْل أهل الفسق والفجور والسَّخافة ! وقد بَيَّن ابن الجوزي أن الغناء يُخْرِج الإنسان عن الاعتدال ، ويُغير العَقْل . قال : وبيان هذا : أن الإنسان إذا طَرِب فَعَل ما يَستَقْبِحه في حال صَمْتِه مِن غيره ، مِن تَحْريك رأسه ، وتَصْفَيقِ يَديه ، ودَقّ الأرض بِرِجْلَيه ، إلى غير ذلك مما يَفعله أصحاب العقول السخيفة ! والغناء يُوجِب ذلك ، بل يُقارِب فِعْلُه فِعْل الخمر في تَغطية العقل ، فينبغي أن يَقع المنع منه . اهـ |
رخّص بعض العلماء للمرأة إذا كانت بِحَضْرة رِجال أجانب أن تُصلي جالسة ؛ لأنه أستر لها .
🔸 قال القرافي في " الذخيرة " : فلو كانت امرأة لم تَجِد مكانا تَسْتَتِر به عن الرّجال ، قال مالك في العُتْبِيّة : تُصلي جالسة ، وإن كانت خَلوة صَلّت قائمة . اهـ . 🔹 وقال الطَحطاوي في حاشيته : لو كانت المرأة إذا صَلّت قائمة ينكشف رُبْع عُضْو منها ، وإن صَلّت جالسة اسْتَتَرت ؛ تُصَلّي جالسة ؛ لأن ترك القيام أهْوَن . اهـ . 🔘 فإذا كان هذا في عِبادَة ربّها ؛ فكيف يُؤذن لها أن تحضر مجامِع الناس ، وأقبَح مِنه : حُضور المنكرات والحفلات المْختَلَطَة ؟! قول الإمام مالك في العُتْبِيّة : *تُصلي جالسة ، وإن كانت خَلوة صَلّت قائمة* . اهـ . 1/ هذا في صلاة الفرض؛ لأنه يجوز أن تصلي المرأة النافلة جالسة، ولو من غير عُذر . 2/ قوله : " وإن كانت خَلوة صَلّت قائمة " أي : إذا لم تكن بحضرة رجال أجانب عنها . فإذا كانت في معزل صلّت قائمة . |
مَن عامَل الله بِصِدْق فَلَن يَخِيب
قال الأستاذ أبو إسحاق : صَحِب ذُو النّون الْحُوت أيامًا قَلائل فإلَى يَوم القيامة يُقَال له : ذُو النّون ، فمَا ظَنّك بِعَبدٍ عَبَدَه سَبْعِين سَنَة ؛ يَبْطُل هذا عنده ؟! لا يُظَنّ به ذلك . (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي) يَعني : يُقال لِيونس عليه الصلاة والسلام : ذو النّون . والنّون هو الْحُوت . |
ما حُكم عبارة (عزيزي الجو بخصوص أن حرارتك 48 شدّ حيلك درجتين وتصبح 50) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11561 |
مَنْع الاختلاط بين الرجال والنساء
ومَنْع التّبرّج 🔹 قال ابن القيم : وَلِيّ الأمر يجب عليه أن يَمْنَع اختلاط الرّجال بِالنّساء في الأسواق والفُرَج ومَجَامِع الرّجَال . 🔸 قال مالك رحمه الله ورضي عنه : أرَى للإمام أن يَتَقَدّم إلى الصّيّاغ في قُعُود النساء إليهم ، وأرَى ألاّ يَتْرُك المرأة الشّابّة تَجْلس إلى الصّيّاغ ، فأما المرأة الْمُتَجَالّة والْخَادِم الدّون التي لا تُتّهَم على القعود ولا يُتّهَم مَن تَقْعد عِنده ؛ فإني لا أرَى بذلك بأسًا . انتهى . فالإمام مَسئول عن ذلك ، والفتنة به عظيمة . اهـ . ⏪ قال ابن القيم : العَوْرَة عَوْرَتَان : عَوْرَة في النّظَر ، وعَوْرَة في الصلاة ؛ فالْحُرّة لها أن تُصَلّي مَكْشُوفة الوَجْه والكَفّين ، وليس لها أن تَخْرُج في الأسواق ومَجَامِع الناس كذلك . اهـ . ⏺ وصلاة المرأة مَكْشُوفة الوَجْه والكَفّين إذا لم تكن بحضرة رجال أجانب ، أما إذا كانت بحصرة رجال أجانب فيجب عليها ستر جميع بدنها . 🔘 هل الاختلاط حرام ؟ وهل يوجد دليل على وجوب الفصل بين الجنسين في التعليم ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=607 |
هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان
قال ابن القيم : الاحسان له جزاء معجل ولا بُدّ ، والإساءة لها جزاء معجل ولا بُدّ . ولو لم يكن إلاّ ما يُجازى به المُحسن من انشراح صدوره في انفساح قلبه وسروره ولذاته بِمُعامَلة ربه عز وجل وطاعته وذِكره ونعيم روحه بمحبته . وذكره وفرحه بِربّه سبحانه وتعالى أعظم مما يفرح القريب مِن السلطان الكريم عليه بسلطانه . |
بِمَ تُنال درجة الولاية ؟
كيف تكون وَلِيّا لله عزّ وجل؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن عظّم حُرمات الله ، وأحسَن إلى عباد الله ؛ كان مِن أولياء الله المتّقِين . |
ثلاثة أصوات مُستقْذرَة ، وهي عند الطّعام أشدّ اسْتِقْذَارًا : صَوْت الْمَضْغ ، وصَوْت تَنْظيف الأنْف ، وصَوْت الْجُشاء .
والْجُشَاء : رِيح يَخْرُج مِن الفَم مع صَوْت عند الشّبَع . 🔸 تجشّأ رَجل عند النبي فقال له : كُفّ عنّا جُشَاءك ، فإن أكثرهم شِبَعًا في الدنيا أطولهم جُوعًا يوم القيامة . رواه الترمذي وابن ماجه ، وحسّنه الألباني بِمَجموع طُرُقه . وفي آداب الطعام : 🔹 قال العلاّمة ابن الْمُلَقِّن الشافعي : لِيَتَوَقّ تِسعَة وعشرين عَيبًا ، رويناها في كتاب " فوائد الموائد " ، وذَكَر مِنها : لا يجعل اللقمة في فَمِه يَرْشِفها ويُسْمَع لَهَا حِسّ ، ولا يَنْفض أصابعه وهو يَأكُل ، ولا يَهْتَدِم اللقْمَة بِأسْنَانِه ثم يَضَعها في الصّحْفَة (التوضيح لشرح الجامع الصحيح) . 🔸 وفي " آداب الأكْل " لِشِهاب الدّين الأقفهسي : ينبغي للآكِل أن يَضمّ شَفَتَيه عند الأكْل ؛ لِمَعْنَيَيْن : الأول : أنه يَأمَن مما يَتَطَايَر مِن البُصَاق في حال الْمَضْغ ، وقد يَقَع ذلك في الطعام فيُورِث قَنَافة . (يعني : تَقَذّرُا وتَقَرّفًا) الثاني : أنه إذا ضَمّ شَفَتَيْه لم يَبْقَ لِفَمِه فَرْقَعَة ! 🔹 وقال القسطلاني : هذه آداب تتعلق بالأكل ، لا بأس بِإيرَادِها : اعلم أنه يُسْتَحبّ غَسْل اليَد قبل الطعام . ▪️ويَنْبَغِي للآكِل أن يَضمّ شَفَتَيْه عند الأكل ؛ لِيَأمَن مما يَتَطايَر مِن البُصاق حال الْمَضْغ ، ولا يَتَنَخّم ، ولا يَبْصُق بِحَضْرة آكِلٍ غَيره ، فإن عَرَضَ له سُعَال حَوّل وَجْهَه عن الطعام . |
مِن تأثير الوعظ وفوائده
وعظ الله تبارك وتعالى المؤمنين : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىظ° وَيَنْهَىظ° عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ غڑ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (ظ©ظ*)' [سورة النحل] âڈ؛ وأمر الله جل جلاله رسولَه صلى الله عليه وسلم بأن يَعِظ المنافقين : (أُولَظ°ئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا) (ظ¦ظ£)' [سورة النساء] ووَعَظ النبي صلى الله عليه وسلم وحذّر وخوّف مِن النار قال النعمان بن بشير رضي اللّه عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فقال : أنذرتكم النار ، أنذرتكم النار ، أنذرتكم النار . فما زال يَقولها حتى لو كان في مَقامي هذا لَسَمِعه أهل السّوق ، وحتى سَقَطَت خَمِيصة كانت عليه عند رِجْلَيه . رواه الإمام أحمد والدارمي، والحاكم وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي . ⬅ï¸ڈ ووَعَظ الصالحون أبناءهم (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ غ– إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم)ٌ (ظ،ظ£)' [سورة لقمان] قال عكرمة : قال لقمان لابْنِه : قد ذُقْت المرارة فليس شيء أمرّ مِن الفقر ، وحَمَلت الحِمل الثقيل فليس شيء أثقل مِن جار السوء ، ولو أن الكلام مِن فضّة لكان الصمت مِن ذهب . رواه أبو نعيم في حِليَة الأولياء . ولا زلت أذكر موعظة سمعتها عام 1401 أو 1402 هـ وأنا صغير . سمعتها مِن الشيخ إبراهيم المحيميد رحمه اللّه ، وذَكَر مثالاً لحال الإنسان في هذه الحياة ، وحاله بعد الانتقال ، وأنه يَقْدم على ما قدّم مِن عَمَل .. |
مِن تأثير الوعظ وفوائده
وعظ الله تبارك وتعالى المؤمنين : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٩٠)' [سورة النحل] ⏺ وأمر الله جل جلاله رسولَه صلى الله عليه وسلم بأن يَعِظ المنافقين : (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا) (٦٣)' [سورة النساء] 🔸 ووَعَظ النبي صلى الله عليه وسلم وحذّر وخوّف مِن النار قال النعمان بن بشير رضي اللّه عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فقال : أنذرتكم النار ، أنذرتكم النار ، أنذرتكم النار . فما زال يَقولها حتى لو كان في مَقامي هذا لَسَمِعه أهل السّوق ، وحتى سَقَطَت خَمِيصة كانت عليه عند رِجْلَيه . رواه الإمام أحمد والدارمي، والحاكم وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي . ⬅️ ووَعَظ الصالحون أبناءهم (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم)ٌ (١٣)' [سورة لقمان] 🔹 قال عكرمة : قال لقمان لابْنِه : قد ذُقْت المرارة فليس شيء أمرّ مِن الفقر ، وحَمَلت الحِمل الثقيل فليس شيء أثقل مِن جار السوء ، ولو أن الكلام مِن فضّة لكان الصمت مِن ذهب . رواه أبو نعيم في حِليَة الأولياء . 🔘 ولا زلت أذكر موعظة سمعتها عام 1401 أو 1402 هـ وأنا صغير . سمعتها مِن الشيخ إبراهيم المحيميد رحمه اللّه ، وذَكَر مثالاً لحال الإنسان في هذه الحياة ، وحاله بعد الانتقال ، وأنه يَقْدم على ما قدّم مِن عَمَل .. |
مَن لم يكن له مِن نفسه واعِظ لم تنفعه المواعظ .
القلب إذا مَرِض بالشهوات لم تنجَع فيه المواعظ . من أراد صفاء قلبه فليُؤثر الله على شهوته . القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بِقَدر تعلّقها بها . (ابن القيم) |
المواعِظ شفاء للقلوب الْحَيّة
قال حَكيم مِن حُكماء بني تميم : إن هِمَم الأبْرَار مُتّصِلَة بِمَحَبّة الرحمن ، وقلوبهم تَنْظر إلى مَواضِع العِزّ مِن الآخرة بِنُور أبْصَارِهم ، فأهْوَاؤهم بها مُتَعَلّقة ، وأنْفُسهم إليها مُتَطَلّعة ، وأعْيُنهم نحوها طَامِحَة . ◀️ وكان يقول : مَن لم تَنْفعه الْمَواعِظ كان الغِنى أضَرّ عليه . وعند التّرَاخِي عن شُكْر النّعم تَحلّ النّقْم . 🔹 أما رَأيت مَن بَاتَ صَحِيحا ثم أصْبَح بِأنْواع البلاء مُتَلَوّثا ؟ أوَ مَا دَعَاك إلى خِدْمَته حُسْن بَلائه عندك ؟ 🔸 وكان يقول : الْمَواعِظ مَشَافٍ ، ولن يَتَشَاغل الْخَلْق بِمِثْل النّصيحة لله عَزّ وَجَلّ . (المحبة لله سبحانه ، لأبي إِسْحَاق إبراهيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد) |
مِن إعْجَاز وبَلاغة القُرآن
* قال الْغَزْنَوِيّ في شأن سُورَةِ الْحَجّ : وَهِيَ مِنْ أَعَاجِيبِ السُّوَرِ ؛ نَزَلَتْ لَيْلا وَنَهَارًا ، سَفَرًا وَحَضَرًا ، مَكِّيًّا وَمَدَنِيًّا ، سِلْمِيًّا وَحَرْبِيًّا ، نَاسِخًا وَمَنْسُوخًا ، مُحْكَمًا وَمُتَشَابِهًا (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي) https://static.xx.fbcdn.net/images/e...1/16/1f518.png وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : سُورة الحج فيها مَكيّ ومَدَنيّ ، ولَيْلِيّ ونَهَارِيّ ، وسَفَرِيّ وحَضَري ، وشِتَائي وصَيْفِيّ . https://static.xx.fbcdn.net/images/e.../1/16/23ea.pngوتَضَمّنت مَنَازِل الْمَسِير إلى الله ، بحيث لا يَكون مَنْزِلة ولا قَاطِع يَقْطَع عنها . https://static.xx.fbcdn.net/images/e.../1/16/23ee.png ويُوجَد فيها ذِكْر القُلُوب الأربعة : الأعمَى والْمَرِيض والقَاسِي والْمُخْبِت الْحَيّ الْمُطْمِئن إلى الله . = وفيها مِن التّوحِيد والْحِكَم والْمَوَاعِظ على اختصارها ما هو بَيَّن لِمَن تَدَبّره . = وفيها ذِكْر الوَاجِبات والْمُسْتَحَبّات كُلّها تَوحِيدًا وصَلاة وزَكَاة وحَجًّا وصِيامًا ؛ قد تَضَمّن ذلك كُلّه قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77] فيَدْخُل في قوله : (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) كُلّ وَاجِب ومُسْتَحَبّ ؛ فخَصَّصَ في هذه الآية وَعَمَّم ، ثم قال : (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) [الحج:78] فهذه الآية وما بَعدها : لم تَتْرُك خَيْرًا إلاّ جَمَعَتْه ، ولا شَرًّا إلاّ نَفَتْه . |
بَلاغَة التعبير القُرآني بِحَسب حَال الْمُخَاطَب
قال الله عَزّ وَجَلّ في خَبَر زكريّا عليه الصلاة والسلام : (قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) وفي خَبَر مريم عليها السلام : (قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) * قال أبو حيّان الأندلسي في " البَحْر الْمُحِيط " : في قِصّة زَكَرِيّا (يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) مِن حَيث إن أمْرَ زَكَرِيّا دَاخِل في الإمكان العادي الذي يُتَعَارَف ، وإن قَلّ . وفي قصة مَرْيَم : (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) ؛ لأنه لا يُتَعَارَف مِثْله ، وهو وُجُود وَلَد مِن غَير وَالِد ، فهو إيجاد واخْتِرَاع مِن غير سَبَب عادي ، فلذلك جاء بلفظ : (يَخْلُقُ) الدّالّ على هذا الْمَعْنَى . |
🔸 قال ابن الجوزي : كَم تَعَرْقَل في فَخّ الْهَوَى جَنَاح حَازم ؟!
🔹 قال ابن رجب الْحَنبَلِيّ رحمه الله : جميع المعاصي إنما تَنْشَأ مِن تقديم هَوى النفوس على مَحَبة الله ورَسُوله صلى الله عليه وسلم . وقد وَصَف الله المشركين باتِّبَاع الْهَوى في مَواضِع مِن كِتَابه ، وقال تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) [القصص: 50] . 🔘 وكذلك البِدَع ، إنما تَنْشَأ مِن تَقديم الْهَوى على الشّرْع ، ولهذا يُسَمّى أهلها : أهل الأهواء . 🔘 وكذلك المعاصي ، إنما تَقَع مِن تَقديم الْهَوى على مَحَبة الله ومَحَبة ما يُحِبّه . وكذلك حُبّ الأشخاص : الوَاجِب فيه أن يَكون تَبَعًا لِمَا جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . فيَجِب على المؤمِن مَحَبة الله ومَحَبّة مَن يُحِبّه الله مِن الملائكة والرُّسُل والأنبياء والصّدّيقين والشهداء والصالحين عُمُوما ؛ ولهذا كان مِن علامَات وُجُود حَلاوة الإيمان : أن يُحِبّ الْمَرْء لا يُحِبّه إلاّ لله . |
🛑 انتشرت رسالة بعد خُسوف القَمَر ، وفيها : أن الشمس سوف تنكسف يوم السبت أو الجمعة التي تَلِي يوم الخسوف
وهذا كَذِب وخطأ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الخسوف والكُسوف لهما أوقات مُقَدّرة كَمَا لِطُلوع الهلال وَقْت مُقَدّر ، وذلك ما أجرى الله عادته بالليل والنهار ، والشتاء والصيف وسائر ما يَتْبَع جَرَيَان الشمس والقمر . وذلك مِن آيات الله تعالى . كذلك أجرى الله العادَة أن الشمس لا تَكسِف إلاّ وقت الاسْتِسْرَار ، وأن القَمَر لا يَخْسِف إلاّ وَقْت الإبْدَار ، وَوَقْت إبْدَاره هي الليالي البِيض التي يُسْتَحَبّ صِيام أيامها : ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر . فالقمر لا يَخْسِف إلاّ في هذه الليالي . والهلال يَسْتَسِر آخر الشهر : إمّا لَيْلة وإمّا لَيْلَتَين ، كَما يَسْتَسِر لَيلة تِسْع وعشرين وثلاثين ، والشمس لا تَكسِف إلاّ وَقت اسْتِسْرَارِه . 🔸 ومَن قال مِن الفقهاء إن الشمس تَكسِف في غير وَقْت الاسْتِسْرَار ؛ فقد غَلِط ، وقال ما ليس له به عِلْم . اهـ . فعلى هذا : الشمس لا تنكسف منتصف الشهر ولا قبل يوم 29 من الشهر الهجري . 🔘 وفي رسالة لبعض أهل العلم قال بِيقِين وُقوع الخسوف إذا أخْبَرُوا به . والواقع يُكذّب ذلك ، فكم أخْبَروا بخسوف ولم يَقَع . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والعِلْم بِوَقْت الكُسُوف والخسوف - وإن كان مُمْكِنًا - لكن هذا الْمُخْبِر الْمُعَيَّن قد يَكُون عَالِمًا بِذَلك وقد لا يكون ، وقد يكون ثِقَة في خَبَرِه وقد لا يكون . وخَبَر الْمَجْهُول الذي لا يُوثَق بِعِلْمِه وصِدْقه ولا يُعْرَف كَذِبه مَوْقُوف . ولو أخْبَر مُخْبِر بِوَقْت الصلاة وهو مَجْهُول لم يُقْبَل خَبَره ، ولكن إذا تواطأ خَبَر أهْل الْحِسَاب على ذلك فلا يَكَادُون يُخْطِئون ، ومع هذا ، فلا يَتَرَتّب على خَبَرِهم عِلْم شَرْعِيّ ؛ فإن صلاة الكُسُوف والْخُسُوف لا تُصَلّى إلاّ إذا شَاهَدْنا ذلك . |
طَهَارَة القلب تَرْفَع صاحِبها مع يَسير العَمل
قال الله عَزّ وَجَلّ : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) قال مُطَرّف بن عبد الله : فَضْل العِلم أفضل مِن فَضْل العبادة ، وخَيْر دِينِكم الوَرَع . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " وأبو خَيْثَمة في " العِلْم " والبيهقي في " شُعب الإيمان " . * قال ابن رجب الْحَنبَلِيّ رحمه الله : الاشتغال بِتطهير القلوب أفضل مِن الاستكثار مِن الصوم والصلاة مع غِشّ القُلُوب ودَغَلِها ... و لم يكن أكثر تَطَوّع النبي صلى الله عليه وسلم وَخَوَاصّ أصحابه بِكثرة الصوم والصلاة بَل بِبِرّ القُلوب وطهارتها وسَلامتها وقُوّة تَعَلّقها بالله : خَشْيَة له ومَحَبّة وإجْلاَلاً وتَعْظِيما ورَغْبَة فيما عِنده ، وزُهْدًا فيمَا يَفْنَى . |
رُبّ نائم على فِراشِه قد سَبَق القائم في لَيلِه
في الحديث : رُبّ صائم حَظّه مِن صيامه الْجُوع والعَطش ، ورُبّ قائم حظّه مِن قيامه السّهَر . رواه الإمام أحمد ، وقال الأرنؤوط : إسناده جَيّد . وصححه الألباني . 🔸 قال أبو الدرداء رضي الله عنه : يا حَبّذَا نَوْم الأكْيَاس وإفطارهم . كيف يَغْبنون سَهَر الْحَمْقَى وصيامهم . ولَمِثْقَال ذَرّة مِن صاحِب تَقوى ويَقين أعظم وأفضل وأرْجَح مِن أمْثال الْجِبَال عِبَادة مِن الْمُغْتَرّين . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " ومِن طريقِه : رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " . الأكْيَاس : جَمْع كَيّس ، وهو عكس الأحْمَق 🔹 قال يحيى بن معاذ الرازي: كَم مِن مُسْتَغْفِر مَمْقُوت ، وسَاكِت مَرْحُوم . قال يحيى : هذا مُسْتَغْفِر وقَلْبه فَاجِر ، وهذا سَاكِت وقَلْبه ذَاكِر . رواه الخطيب البغدادي في " الزهد والرقائق " . |
يا حَبّذَا صُحْبَة الصَالِحِين
قال الله عَزّ وَجَلّ عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) وقال الخليل : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) وقال حَفِيدُه : (أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) وقال نَبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام : (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) وفي خَبَر يَحيَى عليه الصلاة والسلام : (وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) وفي خَبَر ابن مريم عليه الصلاة والسلام : (وَمِنَ الصَّالِحِينَ) وفي أخبار المؤمنين : (وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) 🔸 ونِعْم الصُحبَة صُحبَة الصّالِحين : (فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) قال ابن القيم : أوّل مَنَازِل القَوْم : (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) . وأوسطها : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) . وآخِرُها : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) . |
احذر أن لا تكون مِن عباد الله الصالحين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صَلّى أحدكم فَلْيَقُل : التّحِيّات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قُلْتُمُوها أصَابَتْ كُلّ عبدٍ لله صالح في السماء والأرض . رواه البخاري ومسلم . 🔘 قال ابن القيم : إذا كان الله ورسوله في جانب ، فاحْذَر أن تكون في الجانب الآخَر ؛ فإن ذلك يُفْضِي إلى الْمُشَاقّة والْمُحَادّة . (الفوائد) |
يَا حَبّذَا نَوْم الأكْيَاس
🔸 قال مُطَرّف بن عبد الله بن الشّخّير : لأن أبِيت نائمًا وأُصْبِح نَادِمًا ، أحبّ إليّ مِن أن أبيت قائما فأُصْبِح مُعْجبًا . رواه الإمام ابن المبارك في " الزّهد " والإمام أحمد في " الزّهد " . 🔹 قال الإمام الذهبي بعد أن ذَكَر هذا القَول : لا أفلح والله مَن زَكّى نَفْسه أو أعْجَبَتْه . 🔹 قال محمد بن المنكَدِر : بِتّ أغْمِز رِجْل أُمّي ، وبَاتَ عُمر – أخِي - يُصَلّي ، وما يَسُرّني أن لَيْلَتِي بِلَيْلَتِه . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " . |
ادّخِر لأخِرَتك ، ولا تجعل هَمّك : مظهرك وبطنك !!
🔸 قال عُمر لابنه عاصم : يا بني ، كُلْ في نِصْف بَطْنك ، ولا تَطْرَح ثَوبًا حتى تَسْتَخْلِقه ، ولا تَكُن مِن قَوم يَجْعَلون ما رَزَقَهم الله في بُطُونهم وعلى ظُهُورهم !! 🔸 وقال ابن عباس : مَن أنْفَق مائة ألف في حَقّ فليس بِسَرَف ، ومَن أنْفَق دِرْهَمًا في غير حَقّه فهو سَرَف ، ومَن مَنَع مِن حَقّ عليه ؛ فقد قَتّر . 🔘 قال القرطبي : النّفَقَة في مَعْصِية أمْر قد حَظَرَت الشريعة قليله وكثيره ، وكذلك التّعَدّي على مَالِ الغَيْر . (الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي) |
كَسْر التّعاظُم في النّفْس
قال مصعب بن سعد : رَأى سعد رضي الله عنه أن له فَضْلاً على مَن دُونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تُنْصَرون وتُرْزَقُون إلاّ بِضُعَفائكم . رواه البخاري . وفي رواية النسائي مِن طريق طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظَنّ أن له فَضْلاً على مَن دُونه مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال نَبِيّ الله صلى الله عليه وسلم : إنما يَنْصُر الله هذه الأُمّة بِضَعِيفها : بِدَعْوَتهم وصَلاتهم وإخْلاصِهم . 🔘 قال ابن بطّال : وتأويل ذلك : أن عِبادة الضّعَفاء ودُعَاءهم أشدّ إخْلاصًا وأكثر خُشُوعًا ؛ لِخَلاء قُلوبهم مِن التّعَلّق بِزُخْرف الدّنيا وزَيِنتها ، وصَفَاء ضَمَائرهم مما يَقْطَعهم عن الله ، فَجَعَلُوا هَمّهم واحِدًا ؛ فَزَكَتْ أعمالهم ، وأُجِيب دُعَاؤهم . 🔹 قال الْمُهَلّب : إنما أراد صلى الله عليه وسلم بهذا القول حَضّ سَعد على التّواضُع ، ونَفْي الكِبْر والزّهْو عن قلوب المؤمنين . فَفِيه مِن الفِقه : أن مَن زَهَا على مَن هو دونه أنه يَنْبَغي أن يُبَين مِن فَضله ما يُحْدِث له في نَفْس الْمَزْهُوّ مِقْدارًا أو فَضلا حتى لا يَحْتَقِر أحَدًا مِن المسلمين . ألاَ تَرى أن الرسول أبان مِن حال الضعفاء ما ليس لأهل القُوّة والغناء ، فأخبر أن بِدُعائهم وصَلاتهم وصَومهم يُنْصَرُون . اهـ . 🔸 وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابْغُوني الضّعيف ؛ فإنكم إنما تُرْزَقُون وتُنْصَرُون بِضُعَفَائكم . رواه الإمام أحمد وابو داود والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . |
|
أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم أن يَكون مع الفقراء والضّعفاء ، ولا يَنظُر إلى الأغنياء .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) وقال تبارك وتعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) قال ابن كثير : وقوله: (وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) قال ابن عباس : ولا تُجَاوِزهم إلى غيرهم : يعني : تَطْلُب بَدَلهم أصحاب الشّرَف والثّرْوَة . اهـ . |
الله عَزّ وَجَلّ يَغْضَب لِغضَب ضُعَفاء وفُقراء المسلمين
مَرّ أبو سفيان على سَلمان وصُهيب وبِلال في نَفَر ، فقالوا : والله مَا أَخَذَت سُيوف الله مِن عُنُق عَدُوّ الله مأخَذها . قال فقال أبو بكر : أتَقولون هذا لِشَيخ قريش وسَيّدهم ؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخْبَره ، فقال : يا أبا بكر لَعلّك أغْضَبْتَهم ، لئن كنت أغْضَبْتَهم ، لقد أغْضَبْتَ رَبّك . فأتاهم أبو بكر فقال : يا إخْوَتاه أغْضَبْتُكم ؟ قالوا : لا ، يَغْفِر الله لك يا أُخَيّ . رواه مسلم . 🔘 قال النووي : وهذا الإتْيَان لأبي سفيان كان وهو كَافِر ، في الْهُدْنَة بعد صُلْح الْحُدَيْبِيَة . وفي هذا فَضِيلة ظَاهِرة لِسَلْمَان ورُفْقَته هؤلاء ، وفيه مُرَاعاة قُلُوب الضّعَفاء وأهل الدِّين وإكْرَامهم ومُلاطَفتهم . |
جَوامِع الْخَيْر
قال مُطَرّف بن عبد الله : تَذَكّرت ما جِمَاع الْخَيْر ، فإذا الخير كَثير : الصوم والصلاة ، وإذا هو في يَدِ الله عزّ وَجَلّ ، وإذا أنت لاَ تَقْدِر على ما في يَدِ الله عزّ وَجَلّ إلاّ أن تسأله فيُعْطِيك ؛ فإذا جِمَاع الْخَيْر : الدّعَاء . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " . 🔹 قال ابن القيم رحمه الله : إذا كان كلُّ خيرٍ أصله التوفيق ، وهو بِيـدِ الله لا بِيَـدِ العبـد ؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصِدقِ اللجأ والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أَعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يَفتَح لـه … وما أُتي من أُتي ، إلاّ مِن قِبَل إضاعةِ الشكر وإهمالِ الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظَفِر – بمشيئة الله وعونه – إلاَّ بِقِيامه بالشكر وصِدق الافتقار والدعاء . اهـ . |
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما العَمل في أيام العَشر أفضل مِن العَمل في هذه . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلاّ رَجُل خَرَج يُخَاطِر بِنَفْسِه ومَالِه فلم يَرْجِع بِشيء . رواه البخاري . 🔸 وفى رواية للدّارِمِيّ : مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ وَلا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الأَضْحَى . قِيلَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ . قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ . 🔹 قال ابن رَجَب : هذا الحديث حديث عظيم جليل . 🔘 وهذا الحديث نَصّ في أن العَمَل المفْضُول يَصير فَاضِلا إذا وَقَع في زمان فاضِل ، حتى يَصِير أفضل مِن غيره مِن الأعمال الفاضلة ؛ لِفَضْل زَمَانِه . 🔘 وفيه أن العَمل في عشر ذي الحجة أفضل مِن جميع الأعمال الفاضلة في غيره ، ولا يُستثنى مِن ذلك سِوى أفضل أنواع الجهاد ، وهو أن يَخْرُج الرّجُل بِنَفْسِه ومَالِه ثم لا يَرْجِع مِنْهُما بِشَيء . |
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (2)
نَوّه الله بشأن عَشْر ذِي الْحِجَّة 🔸 قال الإمام البغوي في تفسيره : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) يَعْنِي : عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ . 🔘 قال الإمام البخاري : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) : أَيَّامُ العَشْرِ ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا . وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ . |
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (3)
أكثروا فيها من ذِكر الله تبارك وتعالى . في حديث ابن عمر رضيَ اللّهُ عنهما عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط . |
الساعة الآن 10:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى