![]() |
فضل التوحيد ..
قال ابن القيم : أصل ما تَزكُو به القلوب والأرواح هو التوحيد .اهـ . انشراح الصدر بالتوحيد .. قال ابن القيم : أعظم أسباب شرح الصدر : التوحيد ، وعلى حسب كَمَاله وقُوّته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . قال الله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) .. فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر ، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه . |
مُجاورة الأجرب تُعدي !
لَمّا خالطنا الكفار ، أُعجبنا بهم ، وتشبّهنا بهم وبأخلاقهم وطرائقهم ! قال الله تبارك وتعالى : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا) قال الإمام السمعاني : قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) قال الزجاج : الْمُزَيِّن هو الشيطان . فإن الله تعالى قد زَهّد الْخَلق في الدنيا، ورغّبهم في الآخرة . وقال الأكثرون : الْمُزَيِّن هو الله تعالى ، والتزيين مِن الله هو أنه خَلق الأشياء الحسنة ، والمناظر المعجِبة ، فنَظر الْخَلْق إليها بأكثر مِن قَدْرها ، فأعجَبهم ذلك ؛ فَفُتِنُوا به ؛ فذلك التزيين مِن الله . |
الشكوى إلى الله عزَّ وجَلّ ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أجمع المسلمون على أن المسلم يجوز له أن يشتكي إلى الله ما نَزل مِن الضر ، والله سبحانه في كتابه قد أمر بذلك، وذم من لا يفعله، قال تعالى : (فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) ، وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) ... والعبد إذا اشتكى إلى ربه ما نزل به مِن الضر ، وسأله إزالته لم يكن مذموما على ذلك باتفاق المسلمين ، والشكوى إلى الله لا تُنافي الصبر ، بل الشكوى إلى الخلق قد تنافي الصبر . اهـ . تنبيه على عبارة : " لا تقل : يارب عندي هَمّ كبير " http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6462 |
* لا تحزن إذا لم يَعرف الناس قَدرك ومكانتك !
سارَ أفضل رجلين في زمانهما (موسى والْخَضِر) عليهما السلام ، فَمَرّوا بِقرية فَطَلَبا الضيافة ، (فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا) . * لا تحكم على الناس بمظاهرهم ! مع الأسف أصبح تقييم كثير مِن الناس ونظرتهم للناس بناء على ملابسهم ومظاهرهم ، أو مراكبهم ، أو مساكنهم ، أو أجهزتهم ! بينما قيمة الإنسان الحقيقية فيما يُحسِن ، وليس فيما يلبس ويسكن .. قال يحيى بن بكير : قَدِم جماعة من المصريين المدينة ، فأتوا باب سالم بن عبد الله [ يعني : ابن عمر بن الخطاب] ، فَسَمِعُوا رغاء بعير ، فبينا هم كذلك خَرَج عليهم رجل آدم شديد الأُدْمَة [السُّمْرة] ، مُتَّزِر بِكِساء صوف إلى ثُندوته ، فقالوا له : مولاك داخل ؟ فقال : مَن تريدون ؟ قالوا : سالم بن عبد الله . قال ابن بكير : فلما كَلّمهم جاء شيء غير المنظر ! قال: مَن أردتم ؟ قالوا : سالم . قال : ها أنا ذا ، فما جاء بِكُم ؟ قالوا : أردنا أن نُسائلك ، قال : سَلُوا عمّا شئتم ، وجلس ويده ملطّخة بالدم والقيح الذي أصابه مِن البعير، فسألُوه . (تاريخ دمشق لابن عساكر ، ونَقَله المِزّي في تهذيب الكمال ، والذهبي في سِير أعلام النبلاء) . |
تَرْك بعض العَمل دَفعا لِمَا يُتوهَّم ..
كان عمران بن حصين رضي الله عنه يصلي بعد الجمعة ركعتين ، فقيل له : يا أبا نُجيد ، ما يقول الناس ؟ قال : وما يقولون ؟ قال : يقولون : إنك تصلي ركعتين إلى الجمعة فتكون أربعا . فقال عمران : لأن تختلف النيازك بين أضلاعي أحبّ إليّ مِن أن أفعل ذلك . فلما كانت الجمعة المقبلة صَلَّى الجمعة ، ثم احتبى فلم يُصَلّ شيئا حتى أُقِيمت صلاة العصر . رواه ابن أبي شيبة . النيازك : جَمْع نَيْزَك ، وهو الرمح القصير . |
تواضع أهل العلم ، وعدم أنَفَتِهم مِن التعلَّم وتصحيح الخطأ ..
قال عبد الرحمن بن مهدي : كُنّا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن العنبري ، وهو يومئذ قاضي البصرة ، ومَوضِعه في قومه ، وقَدْره عند الناس ، فتكلَّم في شيء فأخطأ ، فقلت ، وأنا يومئذ حَدَث : ليس هكذا يا أَبي ، عليك بالأثر ، فتزايد عليَّ الناس ، فقال عبيد الله : دَعُوه ، وكيف هو ؟ فأخبرتُه ، فقال : صَدَقت يا غُلام ، إذًا أرجِع إلى قولك وأنا صاغِر . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " . الإمام عبد الرحمن بن مهدي هو شيخ الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله .. |
رجوع الأكابر إلى الحق (3) ..
حَدَّث سليمان بن يسار أن أبا سَلمة بن عبد الرحمن وابن عباس اجتمعا عند أبي هريرة ، وهما يَذكُران المرأة تنفس بعد وفاة زوجها بِلَيال ، فقال ابن عباس : عِدّتها آخر الأجلين ، وقال أبو سلمة : قد حَلَّتْ ، فجعلا يتنازعان ذلك ، قال : فقال أبو هريرة : أنا مع ابن أخي ، يعني أبا سَلمة ، فبَعثوا كُرَيبا مولى ابن عباس إلى أم سلمة يَسألها عن ذلك ، فجاءهم فأخبرهم أن أم سلمة قالت : إن سُبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بِلَيال ، وإنها ذَكَرت ذلك لِرَسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمَرَها أن تتزوج . رواه البخاري ومسلم . |
رجوع الأكابر إلى الحق (4) ..
رجوع عمر بن عبد العزيز رحمه الله عن قَضاء قضى به . قال الإمام الشافعي : أخبرني مَن لا أتّهم عن ابن أبي ذئب ، قال : أخبرني مَخلَد بن خفاف ، قال : ابتعت غلاما فاستغللته ، ثم ظهرتُ منه على عيب ، فخاصمت فيه إلى عمر بن عبد العزيز ، فقضى لي بِرَدِّه ، وقضى عليَّ بِردّ غَلّته ، فأتيت عروة فأخبرته ، فقال : أرُوح إليه العَشيّة ، فأُخبِره أن عائشة رضي الله عنها أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في مثل هذا : أن الخراج بالضَّمَان ، فعَجَّلتُ إلى عُمر رضي الله عنه ، فأخبرته ما أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم . فقال عُمر : فما أيسر عليَّ مِن قضاء قضيته ، والله يعلم أني لم أُرِد فيه إلاّ الحق ، فبلغني فيه سُنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرُدّ قضاء عُمر وأُنْفِذ سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فراح إليه عروة ، فقضى لي أن آخذ الْخَراج مِن الذي قَضى به عليَّ له . مسند الإمام الشافعي ومِن طريقه : البيهقي في " الكُبرى " . قال الزركشي : إذا قال الشافعي في كتبه " أخبرنا الثقة عن ابن أبي ذئب " فهو ابن أبي فُديك . |
رجوع الأكابر إلى الحق (5) ..
قال أبو الجوزاء : سألت ابن عباس عن الصرف يدا بِيد ؟ فقال : لا بأس بذلك اثنين بواحد أكثر مِن ذلك وأقل ، قال : ثم حججت مرة أخرى والشيخ حيّ ، فأتيته فسألته عن الصرف ، فقال : " وزْنًا بِوَزن " قال : فقلت : إنك قد أفتيتني اثنين بواحد ، فلم أزل أُفْتِي به منذ أفتيتَني ، فقال : إنّ ذلك كان عن رأيي ، وهذا أبو سعيد الخدري يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركت رأيي إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الشنقيطي في " أضواء البيان " والألباني والأرنؤوط . قال الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " : وعن أبي الشعثاء قال : سمعت ابن عباس يقول : اللهم إني أتوب إليك مِن الصَّرف ; إنما هذا من رأيي ، وهذا أبو سعيد الخدري يَرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات ، مشهورون مُصرِّحون بالتحديث فيه مِن أولهم إلى آخرهم . |
رجوع الأكابر إلى الحق (6) ..
قال ابن القيم : قال الشافعي : وأخبرني مَن لا أتَّهم مِن أهل المدينة عن ابن أبي ذئب قال : قَضى سعد بن إبراهيم على رجل بِقضيّة بِرأي ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، فأخبرته عن النبي صلى الله عليه وسلم بِخِلاف ما قضى به ، فقال سعدٌ لِرَبيعة : هذا ابن أبي ذئب وهو عندي ثقة يُخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم بِخلاف ما قَضيتَ به . فقال له ربيعة : قد اجتهدتَ ومضى حُكمك ، فقال سعد : واعَجَبا ! أُنْفِذ قضاء سعد ابن أم سعد وأردّ قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! بل أردّ قضاء ابن أم سعد وأنفذ قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَدَعا بِكِتاب القضية فَشَقّه ، وقَضى للمَقْضِيّ عليه . |
الساعة الآن 07:11 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى