منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   منتـدى الحـوار العـام (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=2)
-   -   اقتناص الفوائد .. مُتجدِّد (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14497)

عبد الرحمن السحيم 29-01-2017 04:05 PM

متحانات الإيمان (6)

لَمّا تَمّت النعمة التي أرادها نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام قال :

(هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)

قال ابن القيم : النعم ابتلاء من الله وامتحان يَظهر بها شُكر الشكور وكُفر الكفور ، كما أن الْمِحَن بَلْوَى منه سبحانه ؛ فهو يبتلي بالنِّعم كما يَبتلي بالمصائب .

عبد الرحمن السحيم 29-01-2017 04:06 PM

امتحانات الإيمان (7)


مراقبة الله في الخلوة والجلوة ..

ثَبَت يوسف عليه الصلاة والسلام أمام إغراء وسُلطان امرأة العزيز ، فلَمّا قالت : (هَيْتَ لَكَ) قال : (مَعَاذَ اللَّهِ) .

ولَمّا اخْتَفَت مريم عليها السلام عن الأنظار وتَمثّل لها جبريل في صورة بَشَر ، قالت : (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) .
قال أبو وائل : علِمتْ مريم أن التَّقيّ ذو نُهْيَة ، حين قالت : (إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) علَّقَه البخاري .
قال القسطلاّني : ذو نُهْيَة ، أي : عقل ؛ لأنه يَنْهَى صاحبه عن القبائح . اهـ .

وفي حديث السّبْعَة الذين يُظِلُّهُم اللَّهُ فِي ظِلِّه : وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فقال : إنِّي أَخَافُ اللَّه . رواه البخاري ومسلم .

عبد الرحمن السحيم 30-01-2017 08:07 AM

امتحانات الإيمان (8)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل أُمّة فتنة وفِتنة أُمّتي المال . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .

قال الإمام البخاري : باب ما يُتّقى من فتنة المال ، وقول الله تعالى : (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) .

قال ابن حجر : قوله : " مِن فِتنة المال " أي : الالْتِهَاء به .
وقوله : " وقول الله تعالى : (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) أي : تَشغَل البال عن القيام بالطاعة . اهـ .

قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : ابْتُلِينا بالضراء فَصَبَرْنا ، وابْتُلِينا بالسراء فلم نَصبر . رواه عبد الرزاق .

وهذا محمول على التواضع واتّهام النفس .

عبد الرحمن السحيم 31-01-2017 08:02 AM

امتحانات الإيمان (9)

فتنة النساء والافتتان بالصّور ..

قال عطاء : لو ائتُمِنتُ على بيتِ مالٍ لكنت أمينًا ، ولا آمَن نفسي على أمَة شَوهاء !

قال ابن القيم : كلما كان القلب أضعف توحيدا وأعظم شركا كان أكثر فاحشة وأعظم تعلّقا بالصّوَر وعِشقا لها .

عبد الرحمن السحيم 02-02-2017 08:04 AM

ما أعدل الحسد .. بدأ بصاحبه فقَتَله !!

قال الربيع بن أنس : مكتوب في الكتاب الأول : إن الحاسد لا يَضر بِحسده إلاّ نفسه ليس ضارًّا مَن حسد ، وإن الحاسد يُنقِصه حسده ، وإن المحسود إذا صبر أنجاه تَصبُّره ؛ لأن الله يقول : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) . رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .

عبد الرحمن السحيم 04-02-2017 08:30 AM

إخلاص العمل من أعظم أسباب الثبات وصَرف السوء .

قال الشيخ السعدي في تفسير قوله تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)

ويدلّ مفهومها على أن مَن لم يُشاقق الرسول ، ويتّبع سبيل المؤمنين ، بأنْ كان قصده وجه الله ، واتّباع رسوله ، ولزوم جماعة المسلمين ، ثم صدر منه من الذنوب أو الهمّ بها ما هو من مقتضيات النفوس ، وغلبات الطباع ؛ فإن الله لا يوليه نفسه وشيطانه ، بل يتداركه بلطفه ، ويَمنّ عليه بحفظه ، ويعصمه من السوء ، كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام : (كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) أي : بسبب إخلاصه صرفنا عنه السوء ، وكذلك كل مُخلِص ، كما يدل عليه عموم التعليل .

عبد الرحمن السحيم 06-02-2017 11:18 PM

الإخلاص سبيل الخلاص ..

قَالَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلاثٌ لا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ : إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّه ِ، وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الأَمْر ِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ . رواه الإمام أحمد بإسناد حسن .

🔹 قَالَ ابنُ عبدِ البَرِّ : مَعْنَاهُ لا يَكُونُ الْقَلْبُ عَلَيْهِنَّ وَمَعَهُنَّ غَلِيلا أَبَدًا ، يَعْنِي : لا يَقْوَى فِيهِ مَرَضٌ وَلا نِفَاقٌ إِذَا أَخْلَصَ الْعَمَلَ لِلَّهِ وَلَزِمَ الْجَمَاعَةَ وَنَاصَحَ أُولِي الأَمْرِ . اهـ .

🔸 وقَالَ ابنُ رجبٍ : هذه الثلاثُ الخصالُ تنفِي الغِلَّ عن قلبِ المسلم . اهـ .

عبد الرحمن السحيم 07-02-2017 07:50 AM

*سبب ذل الأمة*
إذا انتشرت الأغاني والمهرجانات الغنائية والخمور والفواحش والمنكرات في بلاد المسلمين ؛ سلّط الله عليهم أعداءهم يسومونهم سوء العذاب ، بل ويأخذون ما في ايديهم ، ويَسفكون دماءهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لَمّا ظهر النفاق والبدع والفجور المخالِف لدين الرسول صلى الله عليه وسلم سُلِّطت عليهم الأعداء فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة ، وأخذوا الثغور الشامية شيئا بعد شيء إلى أن أخذوا بيت المقدس في أواخر المائة الرابعة ، وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق ، وكان أهل الشام بأسوأ حالٍ بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة إلى أن تولّى نور الدين الشهيد وقام بما قام به من أمر الإسلام وإظهاره والجهاد لأعدائه ، ثم استنجد به ملوك مصر بنوا عبيد على النصارى فانجدهم ، وجرت فصول كثيرة إلى أن أُخذت مصر من بنى عبيد أخذها صلاح الدين يوسف بن سادي وخطب بها لبنى العباس ، فمن حينئذ ظهر الإسلام بمصر بعد أن مكثت بأيدي المنافقين المرتدين عن دين الإسلام مائة سنة ، فكان الإيمان بالرسول والجهاد عن دينه سببا لخير الدنيا والآخرة ، وبالعكس البدع والإلحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والآخرة .
فلما ظهر في الشام ومصر والجزيرة الإلحاد والبدع سُلِّط عليهم الكفار ، ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم الله على الكفار تحقيقا لقوله :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
وكذلك لَمّا كان أهل المشرق قائمين بالإسلام كانوا منصورين على الكفار المشركين من الترك والهند والصين وغيرهم ، فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والإلحاد والفجور سلط عليهم الكفار . اهـ .

عبد الرحمن السحيم 08-02-2017 07:27 AM

*فضل صدقة وعمل آخر الليل وأول النهار*

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يَنْزِل الله في السماء الدنيا لِشطر الليل ، أو لِثلث الليل الآخر ، فيقول : مَن يدعوني فأستجيب له ، أو يسألني فأعطيه ، ثم يقول : مَن يُقرض غير عديم ولا ظلوم . رواه مسلم . وأصله متّفق عليه .

🔸قال النووي : قوله سبحانه وتعالى : " مَن يُقرض غير عديم ولا ظلوم " المراد بالقرض -والله أعلم - عمل الطاعة سواء فيه الصدقة والصلاة والصوم والذكر وغيرها من الطاعات ، وسمّاه سبحانه وتعالى قرضا ملاطفة للعباد وتحريضا لهم على المبادرة إلى الطاعة ، فإن القرض إنما يكون ممن يعرفه المقترض وبينه وبينه مؤانسة ومحبة فحين يتعرض للقرض يُبادر المطلوب منه بإجابته لفرحه بتأهيله للاقتراض منه وإدلاله عليه وذكره له . وبالله التوفيق .

عبد الرحمن السحيم 09-02-2017 08:00 AM

معنى التحيات لله ..

قال ابن رجب : التحيات : جمع تَحِيّة ، وفُسِّرت التحية بالملك ، وفُسِّرت بالبقاء والدوام ، وفُسِّرت بالسلامة .
وفُسِّرت بالعَظَمَة . وقيل : إنها تَجمَع ذلك كله ، وما كان بِمَعناه ، وهو أحسن .

* والمعنى : أن السلامة مِن الآفات ثابِت لله ، واجب له لِذاتِه .


الساعة الآن 06:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى