![]() |
الإعانة والْمَكْر على نَوْعَين : إمّا لك ، وإمّا عليك
وأفعالك هي التي تُحَدّد لك اختيارك ! وفي التّنْزِيل : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) 💎 وفي دعائه صلى الله عليه وسلم : ربِّ أعِنّي ولا تُعِن عليّ ، وانْصُرني ولا تَنْصُر عليّ ، وامْكُر لي ولا تَمْكُر عليّ ، واهْدِني ويَسِّر الْهُدَى لي ، وانْصُرني على مَن بَغَى عليّ ، ربّ اجعلني لك شكّارا ، لك ذكّارا ، لك رهّابا ، لك مُطْوَاعا ، إليك مُخْبِتا ، لك أوّاها مُنِيبا ، ربِّ تقبّل دعوتي ، واغْسِل حَوبَتِي ، وأجِب دَعْوَتي ، وثبّت حُجّتي ، واهدِ قَلبي ، وسَدّد لِسَاني ، واسْلُل سَخِيمة قلبي . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط . 🔸 قالَ مَكْحُول : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ لَهُ ، وَثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ عَلَيْهِ . فَأَمَّا الأَرْبَعُ اللاتِي لَهُ : فَالشُّكْرُ ، وَالإيمَانُ ، وَالدُّعَاءُ ، وَالاسْتِغْفَارُ . قَالَ اللهُ تَعَالَى : (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ) [النساء: 147] ، وَقَالَ : (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 33] ، وَقَالَ : (مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ) [الفرقان: 77] . وَأَمَّا الثَّلاثُ اللاتِي عَلَيْهِ : فَالْمَكْرُ ، وَالْبَغْيُ ، وَالنَّكْثُ . قَالَ اللهُ تَعَالَى : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ) [الفتح:10] ، وَقَالَ : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43] ، وَقَالَ : (إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) [يونس: 23] . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . |
َن دَعا إلى الْهُدَى قُبِل منه ، وإن كان بَغِيضا بَعيدا ، ومَن دَعا إلى الباطِل رُدّ ، وإن كان حَبِيبًا قريبا
💎 قال رَجُل لِعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : عَلّمْنِي كلمات جَوامِع نَوافِع ، فقال : لا تُشْرِك به شيئا ، وزِلْ مع القرآن حيث زَال ، ومَن جاءك بِالْحَقّ فاقْبَل منه ، وإن كان بَعيدا بَغِيضا ، ومَن جاءك بالباطل فارْدُده عليه ، وإن كان قَريبا حَبيبا . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . 💎 وقَالَ رَجُلٌ لأبيّ بن كَعْبٍ رضي الله عنه : عِظْنِي ، وَلا تُكْثِرْ عَلِيَّ فَأَنْسَى . فَقَالَ لَهُ : اقْبَلِ الْحَقَّ مِمَّنْ جَاءَكَ بِهِ وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا بَغِيضًا ، وَارْدُدِ الْبَاطِلَ عَلَى مِنْ جَاءَكَ بِهِ وَإِنْ كَانَ حَبِيبًا قَرِيبًا . ذَكَرَه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . 💎 وقِيلَ لابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَالْخَوَارِجِ وَالْخَشَبِيَّةِ : أَتُصَلِّي مَعَ هَؤُلاءِ وَمَعَ هَؤُلاءِ ، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا ؟ قَالَ : مَنْ قَالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ أَجَبْتُهُ ، وَمَنْ قَالَ : حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ أَجَبْتُهُ ، وَمَنْ قَالَ : حَيَّ عَلَى قَتْلِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ وَأَخْذِ مَالِهِ قُلْتُ : لا . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " والبيهقي في " السّنن الكبرى : ومِن طريقه : ابن عساكر في " تاريخ دمشق " . |
َنْز في رُبع دقيقة
محاسبة السّلَف لأنفسهم ، وعَدّهم لِكَلِماتهم 💎 قال حَسَّان بن عَطِيَّةَ : كَانَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ مَنْزِلا ، فَقَالَ لِغُلامِهِ : ائْتِنَا بِالسُّفْرَةِ نَعْبَثْ بِهَا ، فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلاّ وَأَنَا أَخْطِمُهَا وَأَزُمُّهَا غَيْرَ كَلِمَتِي هَذِهِ ، فَلا تَحْفَظُوهَا عَلَيَّ ، وَاحْفَظُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزُوا هَؤلاءِ الْكَلِمَاتِ : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي . 🔹 قوله : " أَخْطِمُهَا وَأَزُمُّهَا " يعني : أجعل لها خِطاما وزِمَاما ، كالخطام والزمام الذي تُقاد به الدابة أي أنه يضبط كلامه ويَزِنه قبل أن يتكلّم به . |
إذا سألت الله ، فاسأله بُلوغ الآمال في عَفْو وعَافِية
💎 روى الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرَد " مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تَمَنّى أحدكم فلينظر ما يَتَمَنَّى ، فإنه لا يَدرى ما يُكْتَب له مِن أُمنيته . 🔘 قال القرطبي : أي من عاقبتها ، فَرُبّ أمنية يُفْتَتَنُ بها أو يَطغى ، فتكون سببا للهلاك دُنيا وأخرى ، لأن أمور الدنيا مُبهمة عواقبها ، خطرة غائلتها ، وأما تَمَنِّي أمور الدين والأخرى فَتَمَنِّيها محمود العاقبة ، محضوض عليها ، مندوب إليها . اهـ . 🔴 قال أَبو بكر بن الخلاّل : سَمِعْتُ أَحمد بن حنبل يقول : كنتُ أحفظ القرآن ، فلمّا طَلَبْتُ الحديث اشْتَغَلْتُ – فقلتُ : متى ؟ فسأَلتُ اللهَ عزّ وَجَلّ أَن يَمُنَّ عليّ بِحِفْظه ولم أقُل : في عَافِية ، فَمَا حَفِظته إلاّ في السّجْن والقُيُود ، فإذا سأَلت الله حاجة فتقول : في عَافِية . رواه ابن الجوزي في " مناقب الإمام أحمد " . رُبَّ امرئ حَتْفُه فيما تَمَنّاه ! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6511 |
الأمّ تَنْسَى نَفْسَها ولا تَنْسى أولادَها !
قال أبو الحسين أحمد بن الحسن بن المثنى : كانت أُمّي قد رأت لَيلة القَدر ، فَدَعَت الله بِدُعاء كثير ، فلمّا كان مِن الغد ، قال لها أَبِي : هل دعوتِ الله لي ؟ فقالت : شَغَلَنِي الدعاء لأولادك عن الدعاء لك . قال : فَكُنّا نَرى أن ما أفَاء الله تعالى علينا مِن نِعْمَة بعد ذلك إنما كان بِدُعَائها . (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ، للتنوخي) |
جَزَاء الاستهزاء بِالسّنّة
رَوَى الخطيب البغدادي في كتاب " الرّحْلَة في طَلَب الحديث " بإسناده إلى الإمام الطبراني أنه قَال : سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى السَّاجِيّ قال : كُنَّا نَمْشِي فِي أَزِقَّةِ الْبَصْرَةِ إِلَى بَابِ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ فَأَسْرَعْنَا الْمَشْيَ ، وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مَاجِنٌّ مُتَّهَمٌ فِي دِينِهِ ، فَقَالَ : ارْفَعُوا أَرْجُلَكُمْ عَنْ أَجْنِحَةِ الْمَلائِكَةِ لا تَكْسِرُوهَا ، كَالْمُسْتَهْزِئِ ، فَمَا زَالَ مِنْ مَوْضِعِهِ حَتَّى جَفَّتْ رِجْلاهُ وَسَقَطَ . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَلِهَذَا نَظَائِرُ نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الاعْتِصَامَ بِكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَاتِّبَاعَ مَا أَقَامَ مِنْ دَلِيلِهِ . 🔹 وهذه القصة ذكرهاشيخ الإسلام ابن تيمية ونَسَبها إلى الطبراني في " كِتَاب السُّنَّة " . |
إن الله يُدافِع عن الذين آمنوا
🔵 قال أَبو الطيب الطّبَري : كُنَّا في حَلْقة النّظَر بِجَامِع المنصور ، فجاء شاب خُرَاسَاني ، فسأل عَن مَسْألة الْمُصَرَّاة ، فَطَالَب بِالدّلِيل ، فاحْتَجّ الْمُسْتَدِلّ بِحَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الْوَارِد فِيهَا ، فقال الشّابّ - وَكَان حَنَفيًا - : أَبُو هُرَيْرَةَ غير مَقْبُول الحديث ، فَمَا اسْتَتَم كَلامَه حَتَّى سَقَطَت عَلَيْهِ حَيّة عَظيمة مِن سَقْف الْجَامِع ، فَوَثَب النَّاس مِن أجْلِها، وهَرَب الشّاب وَهِيَ تَتْبَعه ، فقيل لَه : تُبْ تُبْ ، فقال : تُبْتُ . فَغَابَت الْحَيّة ، فَلَم يُرَ لها أثَر . 🔹 قال الإمام الذهبي : إِسْنَادُهَا أَئِمَّة . وَأَبُو هُرَيْرَةَ : إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي حَفِظِ مَا سَمِعَهُ مِنَ الرَّسُوْلِ عليه الصلاة والسلام ، وَأَدَائِهِ بِحُرُوْفِهِ ، وَقَدْ أَدَّى حَدِيْثَ الْمُصَرَّاةِ بِأَلْفَاظِهِ ، فَوَجَبَ عَلَيْنَا العَمَلُ بِهِ ، وَهُوَ أَصْلٌ بِرَأْسِهِ . (سِيَر أعلام النبلاء، وتاريخ الإسلام) قال ابن الْمُلَقِّن عن إسناد القصة : وهذا إسناد جَلِيل صَحيح ، رواته كلهم ثقات . (الإعلام بفوائد عمدة الأحكام) . 💎 قال أبو هريرة رضي الله عنه : شَهِدتُ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وقال : مَن يَبْسُط رِدَاءه حتى أقضي مَقَالَتي ثم يَقْبِضه فلن يَنْسى شيئا سَمِعه مِنّي ، فَبَسَطْتُ بُرْدَة كانت عليّ ، فوالذي بَعَثَه بِالْحَقّ ما نَسِيت شيئا سَمِعْتُه منه . رواه البخاري . 🔘 قال ابن حَجَر عن هذا الحديث : وهو مِن عَلامات النّبُوّة ؛ فإن أبا هريرة كان أحْفَظ مِن كُلّ مَن يَرْوي الحديث في عَصْره ، ولم يأتِ عن أحَدٍ مِن الصحابة كلهم ما جاء عنه . اهـ . 🔸 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ مِنْ أَحْفَظِ الأُمَّةِ ، وَقَدْ دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحِفْظِ . قَال : فَلَمْ أَنْسَ شَيْئًا سَمِعْته بَعْدُ . والصَّحَابَةَ كُلَّهُم كَانُوا يَأْخُذُونَ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، كَعُمَرِ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ ، وَمَنْ تَأَمَّلَ كُتُبَ الْحَدِيثِ عَرَفَ ذَلِكَ . |
إن الله يُدافِع عن المؤمنين وينصرهم ويُؤيّدهم
💎 قال عامِر بن سَعد بن أبي وقّاص : بينما سَعدٌ رضي الله عنه يَمْشِي ، إذْ مَرّ بِرَجُل وهو يَشْتِم عَلِيّا وطلحة والزبير ، فقال له سَعدٌ : إنك تَشْتُم قَومًا قد سَبَق لهم مِن الله مَا سَبَق ، فَوالله لَتَكُفّنّ عن شَتْمِهم ، أوْ لأدْعُونّ الله عَزّ وجَلّ عَليك . فقال : تُخَوّفُنِي كأنّك نَبِيّ !! فقال سَعدٌ : اللهم إنّ هذا يَشْتُم أقْوَامًا سَبَق لهم مِنْك ما سَبَق ، فاجْعَله اليَوم نَكَالاً ، فَجَاءت بُخْتِيّة فأفْرَج الناس لها ، فَتَخَبّطَتْه ، فَرَأيتُ الناس يَتّبِعُون سَعْدا ، ويَقولون : اسْتَجَاب اللهُ لك يا أبا إسحاق . رواه الطبراني في الكبير . وقال الهيثمي في " مَجْمَع الزوائد " : رواه الطبراني ورِجَاله رِجال الصحيح . اهـ . ورَواه ابن أبي شيبة مُخْتَصَرًا . 🔹 قال الإمام الذهبي : في هذا كَرَامة مُشْتَرَكة بين الدّاعِي والذين نِيلَ مِنْهم . اهـ . 🔳 ورَوَى مصعب بن سعد عن سعد أن رَجُلاً نَالَ مِن عَليّ رضي الله عنه ، فَدَعَا عليه سعد بن مالك ، فَجَاءته نَاقَة أو جَمَل فَقَتَله ؛ فأعْتَق سَعدٌ نَسَمَة ، وحَلَف أن لا يَدْعو على أحَد . رواه الحاكم . 🔘 قال ابن الأثير : البُخْتِيَّة : الأُنْثَى مِنَ الجِمال البُخْت ، وَالذَّكَرُ بُخْتِي ّ، وَهِيَ جِمال طِوَال الأَعْنَاقِ، وتُجْمع عَلَى بُخْت وبَخَاتِيّ، وَاللَّفْظَةُ مُعَرَّبَةٌ. اهـ . 🔹 شيخ مفتون http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=12350 |
https://c.top4top.net/m_1024jnnfs1.mp4
هذه مقتطفات مِن مقطع لعجوز غربية تبلغ 90 عاما.. يُراد إخراجها من دار العجزة إلى السجن لعدم قدرتها على سداد المصاريف وتُلحظ السلاسل في يديها ورجليها.. كأنها مِن عُتاة المجرمين !! نسخة بلا تحية لأدعياء تحرير المرأة .. هكذا تُهان المرأة الكبيرة عند الغرب ، أدعياء تحرير وتكريم المرأة !! بينما في الإسلام هي محل العناية والرعاية وكلما كبُر الإنسان زاد عدد البارّين به أنا لا أتكلّم عن ممارسات فردية شاذّة.. أتكلّم عن العموم : حال المرأة ووضعها عند الغرب ، ومعاملتها رسميا وحال المرأة ووضعها في الإسلام الحمد لله على أكبر نِعمَة ، وهي نِعمَة الإسلام |
رَفَع الإسلام مِن شأن امرأة هَلَكَتْ في غَابِر الدّهْر !
🔘 يسْعَى المسلِمون بين الصّفا والْمَرْوَة تَعبّدا لله عَزّ وَجَلّ ، وسَيْرًا على خُطا (هاجَر) أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام ، بل ويُسْرِعون في الموضِع الذي أسْرَعَتْ فيه ، ويمشون في الْمَوْضِع الذي مَشَتْ فيه ! 🔹 والأعجَب مِن هذا : أنها كانت (جارية ممْلُوكة) ، أُعْطِيَت لـ (سارة) زوجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فأهْدَتْها (سارة) إلى زوجها الخليل عليه الصلاة والسلام . 💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ بِسَارَةَ فَأَعْطَوْهَا (آجَرَ) ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ : أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ ، وَأَخْدَمَ وَلِيدَة . رواه البخاري ومسلم . 💡 قال النووي : قَوْلها : " وَأَخْدَمَ خَادِمًا " ، أَيْ : وَهَبَنِي خَادِمًا ، وَهِيَ هَاجَرَ ، وَيُقَال : (آجَر)َ بِمَدِّ الأَلْف . وَالْخَادِمُ يَقَع عَلَى الذَّكَر وَالأُنْثَى . 💡 وقال القسطلاّني : " وأخْدَم " أي : الكَافِر ، " وَلِيدَة " جَارِية ، أي : وَهَبَها لأجْل الْخِدْمَة . 🔹 أوّل مَن نَصر الإسلام امرأة http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=21564 |
إذا صَدَقَت الْمَحَبّة تَنازَل الْمُحِبّ عَمّا يُحِبّ لأجل مَن يُحِبّ
🔸 أهْدِيَت (هاجَر) إلى (سارة) ، فأهْدَتْها إلى زوجها إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام . والقصة بِطُولها في الصحيحين . 💎 وفي خَبَر عائشة رضي الله عنها : لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي ، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي . قالت : قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَكَ ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ . رواه ابن حِبّان ، وحسّنه الألباني ، وصححه الأرنؤوط . 🔵 اشترى يَزيد بن عبد الملك حَبّابَة بِأربعة آلاف دينار ، وكان صاحِب لَهْو ، فَحَجَر عليه سليمان فَرَدّها ، فلمّا وَلي يزيد وكانت تحته سَعْدَة بنت عبد الله بن عُمر بن عثمان ، وكانت حُرة عاقِلة ، قالت : يا أمير المؤمنين ، هل بَقِي في نَفسك مِن الدنيا شيء تَتَمَنّاه ؟ قال : نعم ، حَبّابَة ، فسألت عنها ، فقيل : اشتراها رَجُل مِن أهل مِصر ، فأرْسَلَتْ مَن اشتراها بِأربعة آلاف ، وقَدِم بها ، فصَنعتها حتى ذهب عنها آثار السفر . ثم أتت بها فِراش يَزيد ، وأجْلَستها وراء السّتر ، وقالت : هل بَقِي مِن الدنيا شيء تَتَمَنّاه ؟ فقال : ألَم تَسألِيني عن هذا مَرّة ؟ فَرَفَعَت السّتر وقالت : هذه حَبّابَة ، وقَامَت وخَلّتْها ، فحَظِيت سَعْدة عِنده . (ربيع الأبرار ، للزَمخشري ، والبداية والنهاية ، لابن كثير) |
في المَال سُؤالان : مِن أين اكْتَسَبته ؟ وفِيمَ أنْفَقْته ؟
قال أَبو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حَانُوتًا إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ يَغُلُّ لِي كُلَّ شَهْرٍ عِشْرِينَ دِينَارًا أَتَصَدَّقُ بِهَا كُلّها ، لا تُخْطِئُنِي صَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُسْأَلَ : مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا ؟ وَكَيْفَ صَنَعْتَ فِيهَا ؟ وَكَيْفَ كَانَ نِيَّتُكَ فِيهَا ؟ رواه أبو داود في " الزّهد " . |
مِن أبْوَاب الرّزق
🔸 في وصيّة نَبِيّ الله نُوح عليه الصلاة والسلام لابْنِه : وآمْرَك بِسُبْحَان الله وبِحَمْده ؛ فإنها صَلاة كُلّ شيء ، وبِهَا يُرْزَق كُلّ شَيء . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " ، وصححه الألباني والأرنؤوط . 🔹 ألاَ تُحِبّ أن تُجِيب ، ويُذكَر اسْمك في الملأ الأعلى ؟ قال الله عَزّ وَجَلّ : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) وقال تبارك وتعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) 🔘 قال الحسن بن صالح بن حَيّ : لَيْسَ الإِيمَانُ بِالتَّحَلِّي وَلا بِالتَّمَنِّي ، وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ ، وَصَدَّقَتْهُ الأَعْمَالُ ، مَنْ قَالَ حَسَنًا وَعَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ رَدَّهُ اللهُ عَلَى قَوْلِهِ ، وَمَنْ قَالَ حَسَنًا وَعَمِلَ صَالِحًا رَفَعَهُ الْعَمَلُ ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " . |
موعِظَة بَلِيغة : لِمَاذا يدخل النار مَن كان يَكْفِيه مِلء كَفّ مِن تَمْر ؟
💎 قال مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ :َ دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ الْفَجْرِ فِي بَيْتٍ كَانَ يَخْلُو فِيهِ فَلا يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحْدٌ ، فَجَاءَتْهُ جَارِيَةٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ صَيْحَانِيٌّ ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ التَّمْرُ ، فَرَفَعَ بِكَفِّهِ مِنْهُ فَقَالَ : يَا مَسْلَمَةَ ، أَتَرَى لَوْ أَنَّ رَجُلا أكَلَ هَذَا ثُمَّ شَرِبَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ، أَكَانَ يَجْزِيهِ إِلَى اللَّيْلِ ؟ قُلْتُ : لا أَدْرِي . قَالَ : فَرَفَعَ أَكْثَرَ مِنْهُ فَقَالَ : هَذَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ كَانَ كَافِيَهِ دُونَ هَذَا حَتَّى لا يُبَالِي أَنْ لا يَذُوقَ طَعَامًا غَيْرَهُ . فَقَالَ : فَعَلامَ يَدْخُل النَّارَ ؟ قَالَ مَسْلَمَة : فَمَا وَقَعَتْ مِنِّي مَوْعِظَةٌ مَا وَقَعَتْ هَذِهِ . رواه الإمام أحمد في " الَوَرَع " . |
لذّة العِلم ومُدارسَته
في خَبَر أهْل الجَنّة : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) قال الشيخ السّعدي : لَمّا ذَكَر تعالى نعيمهم وتمام سرورهم بالمآكِل والمشارِب ، والأزواج الحسان ، والْمَجَالِس الْحَسَنة ، ذَكَر تذاكرهم فيما بينهم ، ومُطَارَحَتهم للأحاديث عن الأمور الماضية ... ومِن المعلوم أن لَذّة أهْل العِلْم بِالتّساؤل عن العِلْم والبَحْث عنه فوق اللذّات الجارِية في أحاديث الدّنيا ، فَلَهُم مِن هذا النوع النّصيب الوافِر ، ويحصل لهم مِن انكشاف الحقائق العلمية في الجنة ما لا يُمْكِن التعبير عنه . وَتَمايُلي طَرَبا http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7467 |
لا يَنْفَع إلاّ الإخلاص لله عَزّ وَجَلّ
💎 لَمّا هَرَب عِكْرمة بن أبي جهل مِن النبي صلى الله عليه وسلم ، رَكِب البَحْر ، فأصَابَتْهُم عَاصِف ، فقال أهل السّفِينة : أخْلِصُوا ، فإن آلِهَتَكم لا تُغْنِي عنكم شيئا !! فقال عِكْرمة : لئن لم يُنَجّنِي في البَحْر إلاّ الإخلاص لا يُنَجّني في البَرّ غيره ، اللهم إن لك عليّ عَهدا إن أنت عافَيتَني مما أنا فيه لآتِينّ محمدا حتى أضَع يَدِي في يَدِه . رواه البَزّار والنسائي في " الكبرى " وأبو يَعلَى في " مُسْنَده " والبيهقي . 🔸 قال ابن القيم : التَّوْحِيد مفزع أعدائه وأوليائه . فَأَما أعداؤه فيُنَجّيهم مِن كُرَب الدُّنْيَا وشدائدها (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) . وَأما أولياؤه فيُنَجّيهم بِهِ مِن كُرُبَات الدُّنْيَا وَالآخِرَة وشدائدها ؛ وَلذَلِك فَزِع إِلَيْهِ يُونُس فنَجّاه الله مِن تِلْكَ الظُّلُمَات ، وفَزِع إِلَيْهِ أَتْبَاع الرُّسُل فنَجَوا بِهِ مِمَّا عُذّب بِهِ الْمُشْركُونَ فِي الدُّنْيَا وَمَا أعدّ لَهُم فِي الآخِرَة . وَلَمّا فَزِع إِلَيْهِ فِرْعَوْن عِنْد مُعَاينَة الْهَلاك وَإِدْرَاك الْغَرق لَهُ ؛ لم يَنْفَعهُ ؛ لأَن الإِيمَان عِنْد المعاينة لا يُقْبَل ؛ هَذِه سُنّة الله فِي عِبَاده . فَمَا دُفِعَت شَدَائِد الدُّنْيَا بِمِثل التَّوْحِيد ، وَلذَلِك كَانَ دُعَاء الكرب بِالتَّوْحِيدِ ، ودعوة ذِي النُّون الَّتِي مَا دَعَا بهَا مَكْرُوب إِلاّ فرّج الله كَرْبه بِالتَّوْحِيدِ . فَلا يُلْقِي فِي الكُرَب الْعِظَام إِلاّ الشّرك ، وَلا يُنَجّي مِنْهَا إِلاّ التَّوْحِيد . فَهُوَ مفزع الْخَلِيقَة ومَلْجَؤها وحِصْنها وغِيَاثها . |
اللهُ غَنِيّ عن تعذيب العِباد
💎 قال الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) 🔹 قال ابن كثير : هَذَا تَنْبِيهٌ مِنْهُ لِعِبَادِهِ عَلَى خَوْفِهِ وَخَشْيَتِهِ ، وَأَلاّ يَرْتَكِبُوا مَا نَهَى عَنْهُ وَمَا يَبْغضه مِنْهُمْ ، فَإِنَّهُ عَالِمٌ بِجَمِيعِ أُمُورِهِمْ ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى مُعَاجَلَتِهِمْ بِالْعُقُوبَةِ ، وإنْ أَنْظَرَ مَنْ أَنْظَرَ مِنْهُمْ ، فَإِنَّهُ يُمْهِلُ ثُمَّ يَأْخُذُ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ... قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ : مِنْ رَأْفَتِهِ بِهِمْ حَذَّرَهُمْ نَفْسَهُ . وَقَالَ غَيْرُهُ : أَيْ : رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ ، يُحِبُّ لَهُمْ أَنْ يَسْتَقِيمُوا عَلَى صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ وَدِينِهِ الْقَوِيمِ ، وَأَنْ يَتَّبِعُوا رَسُولَهُ الْكَرِيمَ . اهـ . 💎 بشرى وقال الله تعالى : (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ) 🔹 قال القرطبي : نَبَّهَ تَعَالَى أَنَّهُ لا يُعَذِّبُ الشَّاكِرَ الْمُؤْمِنَ ، وَأَنَّ تَعْذِيبَهُ عِبَادَهُ لا يَزِيدُ فِي مُلْكِهِ ، وَتَرْكَهُ عُقُوبَتَهُمْ عَلَى فِعْلِهِمْ لا يَنْقُصُ مِنْ سُلْطَانِهِ . اهـ . 💎 ورأى النبيّ صلى الله عليه وسلم شَيْخًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ ، فَقَالَ : مَا بَالُ هَذَا ؟ قَالُوا : نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ . قَال : إِنَّ اللهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ . رواه البخاري ومسلم . |
العَبد الْمَنِيب هو مَن يَنْتَفِع بِالآيات
قال تعالى : (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) قال الشيخ السّعدي : كلما كان العبد أعظم إنابة إلى الله ، كان انتفاعه بالآيات أعظم ، لأن الْمُنِيب مُقْبِل إلى ربه ، قد تَوَجّهَت إرادَاته وهَمّاته لِرَبّه ، ورَجع إليه في كُل أمْر مِن أمُوره ، فصار قريبا مِن رَبه ، ليس له هَم إلاّ الاشتغال بِمَرْضَاته ، فيكون نَظَرَه للمَخْلُوقات نَظَر فِكْرة وعِبْرة ، لا نَظَر غَفْلة غير نافعة . |
سورة الفَتح تُعلّمنا التفاؤل واسْتِشْرَاف الْمُسْتَقبَل ..
📕 في حديث أنس رضي الله عنه : لَمَّا نَزَلَتْ : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ) إِلَى قَوْلِهِ : (فَوْزًا عَظِيمًا) مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ يُخَالِطُهُمْ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ ، وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَقَالَ : لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية للبخاري من حديث عمر رضي الله عنه : لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ قَرَأَ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) . 🔶 قال ابن كثير عن سُورة الفَتْح : نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ الْكَرِيمَةُ لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، حِينَ صَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْوُصُولِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لِيَقْضِيَ عُمْرَتَهُ فِيهِ، وَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَالُوا إِلَى الْمُصَالَحَةِ وَالْمُهَادَنَةِ، وَأَنْ يَرْجِعَ عَامَهُ هَذَا ثُمَّ يَأْتِيَ مِنْ قَابِل ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ ... فَلَمَّا نَحَرَ هَدْيَهُ حَيْثُ أُحْصِرَ ، وَرَجَعَ ، أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ السُّورَةَ فِيمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِهِمْ ، وَجَعَلَ ذَلِكَ الصُّلْحَ فَتْحًا بِاعْتِبَارِ مَا فِيهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ ، وَمَا آلَ الأمْرُ إِلَيْهِ ، كَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَغَيْرِهِ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّكُمْ تَعُدُّونَ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ ، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ صُلْحَ الْحُدَيْبِيَةِ . وَقَالَ الأَعْمَشُ : عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : مَا كُنَّا نَعُدُّ الْفَتْحَ إِلاّ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ . فَقَوْلُهُ : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) أَيْ : بَيِّنًا ظَاهِرًا ، وَالْمُرَادُ بِهِ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ ؛ فَإِنَّهُ حَصَلَ بِسَبَبِهِ خَيْرٌ جَزِيلٌ ، وَآمَنَ النَّاسُ وَاجْتَمَعَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، وَتَكَلَّمَ الْمُؤْمِنُ مَعَ الْكَافِرِ ، وَانْتَشَرَ الْعِلْمُ النَّافِعُ وَالإِيمَانُ . اهـ . ☑️ في الوقت الذي حَزن فيه بعض الصحابة ، وعَلَتْهم الكآبة ، وصُدُّوا عن الكعبة ؛ تَنَزّلَت هذه السُّورة التي تُبشِّر بالفَتْح . |
📌 شُبهة حول تدوين السنة وتباعد زَمن أصحاب كُتب السُّنّة المعروفة عن زمن النبي ﷺ
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19658 📌 هل الأحاديث التي في مسلم والبخاري جميعها صحيحة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=987 📌 الرد على من أنكر صيام عاشوراء وطَعَنَ في صحيح البخاري http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12509 |
طريقة أهل العلم في التوفيق بين النصوص التي ظاهرها التعارض : هو الْجَمْع بين النصوص ما أمكن .
💡 قَال ابنُ حَزْم : القَوْلَين إذا تَعَارَضَا وأمْكَن أن يُستَثْنَى أحَدُهما مِن الآخَر فيُسْتَعْمَلان جَمِيعًا ، لم يَجُز غَير ذَلك ، وسَوَاء أيْقَنَّا أيُّهُمَا أوّل أوْ لَم نُوقِن ، ولا يَجَوز القَول بالنَّسْخ في ذَلك إلاَّ بِبُرْهَان جَلِيّ مِن نَص ، أو إجْمَاع ، أو تَعَارُض لا يُمْكِن مَعَه اسْتِثْنَاء أحَدِهما مِن الآخَر . 🕯 وقال الشيخ الشنقيطي في الجمع بين النصوص : وإنما قلنا إن هذا القول أرجح عندنا لأن الجمع واجب إذا أمكن ، وهو مقدم على الترجيح بين الأدلة كما علم في الأصول . اهـ . 🕯 وقال الشيخ أحمد شاكر : إذا تعارَض حديثان ظاهرا ، فإن أمكن الجمع بينهما فلا يُعدَل عنه إلى غيره بِحالٍ ، ويجب العمل بهما . وأحاديث الصحيحين (البخاري ومسلم) صحيحة بلا ريب 💎 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : جُمْهُورَ مُتُونِ الصَّحِيحَيْنِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا بَيْنَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ ، تَلَقَّوْهَا بِالْقَبُولِ ، وَأَجْمَعُوا عَلَيْهَا ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ عِلْمًا قَطْعِيًّا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَهَا . اهـ . 📕 ما هو المقصود من كلام بعض أهل العلم حول غَلط ما ذكره الإمام مسلم عن خلق التربة يوم السبت ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9630 📘 هل حديث " تطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " ضعيف ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12495 |
هل يجوز الجمع مع وُجود مطر خفيف ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4416 هل ثبتَ عن رسول الله أنه جَمَع الصلاة في وقت المطر ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15647 |
مَن خَضَع لله ، رَفَعه الله
قال ابن كثير في تفسير سورة الفَتْح : (وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) أَيْ : بِسَبَبِ خُضُوعِكَ لأَمْرِ اللَّهِ يَرْفَعُكَ اللَّهُ وَيَنْصُرُكَ عَلَى أَعْدَائِكَ ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : " وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاّ عِزًّا ، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاّ رَفَعَهُ اللَّهُ " . وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : مَا عَاقَبْتَ أَحَدًا عَصَى اللَّهَ تَعَالَى فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ . اهـ . |
تعريف السَّفَلَة
🔴 سئِلَ جَعْفَرُ بن مُحَمَّد عَنِ السَّفَلَة ؟ فَقَالَ : مَنْ لا يُبَالِي مَا قَالَ ، وَلا مَا قِيلَ فِيهِ . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " . 🔸 وقال إسماعيل بن أبي أويس : سمعت خالي مالك بن أنس يقول : قال لي ربيعة الرأي - وكان أستاذ مالك - : يا مَالِك مَن السَّفَلة ؟ قال : قلت : مَن أكَل بِدِينِه . فقال : مَن سَفَلة السَّفَلة ؟ قال : مَن أصْلَح دُنْيا غيره بِفَسَاد دِينِه . قال : فَصَدّرني . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " . ◀️ وسئل ذو النون عن السّفَلَة ؟ فقال : مَن لا يَعرف الطريق إلى الله ولا يَتَعَرّف . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " . |
حَارَبَت اليهود الإسلام قديما وحديثا ، وظَلّ وسَيَظلّ دِين الله مَنصُورا ، وستَظلّ اليهود مُذلّة مُهانَة
قال الله عَزّ وَجَلّ عن اليهود : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) 🗡 ولَمّا جِيءَ بِحُيَيّ بْنِ أَخْطَب إلَى بَيْنِ يَدَيْ النبي صلى الله عليه وسلم بعد نَقْض اليهود للعَهْد ، وَوَقَعَ بَصَرُهُ عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَمَا وَاَللّهِ مَا لُمْت نَفْسِي فِي مُعَادَاتِك ، وَلَكِنْ مَنْ يُغَالِبْ اللّهَ يُغْلَبْ ، ثُمّ قَالَ : يَا أَيّهَا النّاسُ ، لا بَأْسَ ، قَدَرُ اللّهِ وَمَلْحَمَةٌ كُتِبَتْ عَلَى بَنِي إسْرَائِيل ، ثُمّ حُبِسَ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ . (زاد المعاد ، لابن القيم) |
ليست العِبْرَة بِمَعرِفة الْحقّ ، وإنما العِبْرَة باتِّبَاع الْحَقّ ، والانقياد له
قال الله عَزّ وَجَلّ عن آل فِرعون : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) ولَمّا تَبيّن لِهِرَقْل - رئيس النصارى في زمانه – الْحَقّ لم يَتّبِعه . فقد قال هِرَقْل لأبي سُفيان رضي الله عنه في شأن النبي صلى الله عليه وسلم : إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أنه خَارِج ، وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّه منكم ، وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُص إليه لأَحْبَبْت لِقَاءَه ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عن قَدَمَيْه ، وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُه ما تَحْتَ قَدَمَيَّ . رواه البخاري ومسلم . ومع كلّ هذه الْمَعرِفة والاعتراف بِنُبوّة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إلاّ أن هِرَقْل لم يُسلِم ، بل حارَب الإسلام حتى هَلَك ، وبَقِي الإسلام عزيزا مَنصُورا ، لم يضرّه هِرقْل ولا غيره ، بل مَن حارَب الإسلام أضَرّ بِنفسِه !! |
اللهم إني أعوذ بك مِن الحَوْر بعد الكَوْر
هل هذا الحديث صحيح : " اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور " ، وما معناه ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19649 https://m.youtube.com/watch?v=DpJpQ5...ature=youtu.be |
المسارعة إلى الطاعات
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فِرَاشِه ، فإذا أذَّنَ المؤذن وَثَبَ . رواه البخاري ومسلم . قال الإمام النووي : " وَثَبَ " أي قام بِسُرعة ، ففيه الاهتمام بالعبادة والإقبال عليها بِنَشاط . اهـ . |
اكتشاف مادة في الزيتون تقضي على أخطر أمراض العصر
https://mobile.sabq.org/mkCnFt صَدَق الله وصَدَق رسوله الذي لا يَنْطِق عن الهوى قال الله تبارك وتعالى : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ) [المؤمنون:20] . 🔹 قال ابن كثير : وقوله : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) تقديره : تَخْرُج بِالدّهْن ، أو تأتي بِالدّهن ؛ ولهذا قال : (وَصِبْغٍ ) أي : أُدْم . اهـ . 💎 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتَدِمُوا بِالزّيت ، وادّهِنُوا به ؛ فإنه مِن شَجَرة مُبَارَكة . رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم ، وصححه ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني . 🔶 وذَكَر ابن القيم في " زاد المعاد " منافِع الزيتون ، ومنها : والزيت بِحَسب زيتونه ؛ فالمُعْتَصَر مِن النّضِيج أعدله وأجوده ... ومِن الأسود يُسَخّن ويُرَطّب بِاعتدال ، ويَنْفع مِن السّمُوم ، ويُطْلِق البّطن ، ويُخْرِج الدّود . والعتيق منه أشدّ تَسْخِينًا وتَحلِيلا . وما استُخْرِج مِنه بِالماء ، فهو أقل حرارة ، وألْطَف وأبْلَغ في النّفْع ، وجميع أصنافه مُلَيّنة للبَشرة ، وتُبطئ الشّيب . وماء الزيتون المالِح يَمْنَع مِن تَنَفّط حَرْق النار ، ويَشد اللّثَة ، وورقه ينفع من الحمرة، والنّمْلة، والقُروح الوَسِخة ... ويمنع العَرَق . ومَنَافِعه أضْعَاف ما ذَكَرنا . وقال : النّمْلَة : قُرُوح تَخْرج في الجَنْبَيْن ، وهو دَاء مَعروف ، وسُمّي نَمْلة ؛ لأن صاحبه يُحِسّ في مكانه كأن نَمْلَة تَدَبّ عليه وتَعضّه . اهـ . ومعنى " ائتَدِمُوا " أي : اجْعَلوه إدَامًا . |
بعض الناس إذا تَكلّم في شخص ، فأُنْكِر عليه ، قال : أنا مُستَعِدّ أن أقول هذا أمَامَه وفي وَجْهه !
وهذا يَجْمَع بين الْهَمْز واللّمْز ! وهو مُتوعّد بالوَيْل : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) وفي تفسير القرطبي : قال ابن زيدٍ : الْهَمَّاز الذِي يَهْمِز النَّاس بِيَدِه وَيَضْرِبهم ، وَاللَّمَّاز بِاللِّسَان ... وقيل : الْهَمَّاز الذِي يَذكر النَّاس في وُجُوهِهِم ، وَاللَّمَّاز الذي يَذْكُرُهُم فِي مَغِيبِهِم . وَقَالَ مُقَاتِل ضِدَّ هذا الكلام : إن الْهُمَزَة الذي يَغْتَاب بِالغَيبة ، وَاللُّمَزَة الذي يَغْتَاب في الْوَجْه . |
مِن السلامة : أن يكون الإنسان عَفِيف اللسان ، سَلِيم القَلب ، وهذا هو سبيل أهل العِلْم والإيمان .
كَتَب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما : أن اكْتُب إليّ بالعِلم كله . فكتب إليه : إن العِلم كثير ، ولكن إن استطعت أن تَلْقَى الله خفيف الظّهْر مِن دماء الناس ، خَمِيص البَطْن مِن أموالهم ، كافّ اللّسَان عن أعْرَاضِهم ، لازِمًا لأمْر جماعتهم ؛ فافعل . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " . |
حقيقة الاستسلام والانقياد
💎 جاء رَجُلٌ إلى ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه عنهما فسأله عَنِ اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ . فَقَالَ ابن عُمَر : رَأَيْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُه وَيُقَبِّلُه . فقَالَ الرّجُل : أَرَأَيْتَ إِن زُحِمْتُ ؟ أَرَأَيْتَ إِن غُلِبْتُ ؟ قَالَ : اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ ! رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ . رواه البخاري . 💎 وعن أَبِي مِجْلَزٍ عَنِ ابْنِ عُمَر ، قال : قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ : صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، وَالْوِتْرُ رَكْعَة . قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِن غَلَبَتْنِي عَيْنِي ، أَرَأَيْتَ إِن نِمْتُ ؟ قَالَ : اجْعَلْ أَرَأَيْتَ عِنْدَ ذَاكَ النَّجْمِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا السِّمَاكُ ، ثُمَّ أَعَادَ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، وَالْوِتْرُ رَكْعَة قَبْلَ الصُّبْح . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط . قوله : " فَإِذَا السِّمَاكُ " هو نَجْم مِن النّجُوم . 🔹 والله لا أُكلّمك أبداً http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2143 |
مِن الحرمان والخذلان والغَبْن والخُسران أن يمتد ليل الشتاء - في بعض الدول - قُرابة 10 ساعات ثم لا يكون لك فيها ركعة واحدة ، ولا قراءة قرآن ، ولا تسبيحة ، أو تحميدة ، أو تكبيرة ، أو تهليلة
💎 قال أبو وائل شَقِيق بن سَلَمة : غَدَونا على عبد الله بن مسعود يوما بعدما صلّينا الغَداة ، فسلّمنا بالباب ، فأُذن لنا . قال : فمَكثنا بالباب هُنية . قال : فخرجت الجارية ، فقالت : ألاَ تدخلون ؟ فدخلنا فإذا هو جالس يُسبّح ، فقال : ما منعكم أن تدخلوا ، وقد أُذن لكم ؟ فقلنا : لا إلاّ أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم . قال : ظننتم بِآل ابن أم عبدٍ غفلة ؟! قال : ثم أقبل يُسبّح حتى ظنّ أن الشمس قد طلعت ، فقال : يا جارية، انظري هل طلعت ؟ قال : فنَظَرتْ ، فإذا هي لم تطلع ، فأقبل يُسبّح حتى إذا ظنّ أن الشمس قد طلعت ، قال : يا جارية ، انظري هل طلعت ؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت ، فقال : الحمد لله الذي أقَالَنا يومَنا هذا . رواه مسلم . |
لَمّا ذَكَر الله تبارك وتعالى كُفْر النصارى قال بعد ذلك : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
فإذا كان هذا تَودّده سبحانه وتعالى إلى أعدائه ، فكيف بِتَودّده وتَحبّبه إلى أوليائه ؟ 💎 قال الفضل بن عيسى الرقاشي عند قَوله : (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا) : يا مَن يَتَحَبّب إلى مَن يُعَادِيه ، فَكَيف بِمَن يَتَولاّه ويُنَادِيه ؟ (تفسير ابن أبي حاتم) |
مِن تَودّده سبحانه وتعالى إلى عِباده
قال الله عزّ وَجَلّ : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) . وقال تبارك وتعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) [غافر:61] . وقال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر:64] . وقال سبحانه وبحمده : (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) [الشورى:19] . 🔶 قال ابن القيم : [ الله] غَنِيّ بِالذّات عن كل ما سواه ، وهو - مع ذلك - يَودّ عِباده ويُحِبّهم ، ويَتَوَدّد إليهم بإحسانه إليهم ، وتَفَضّله عليهم . اهـ . |
لا يَلِيق بالْحُرّ التّذلّل للعبيد
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : رَأيتُ في النّوم كأن قائلا يَقول لي : أو يَحْسُن بِالْحُرّ أن يَتذَلّل للعَبيد وهو يَجِد عند مَوْلاه ما يُريد ؟ رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . 💎 قال القرطبي : العبودية هي التّذَلّل والافتِقار لِمَن له الْحُكم والاختيار . 💡 وقال ابن رجب : والله سبحانه يُحِبّ أنْ يُسأل ، ويُرْغَبَ إليه في الحوائج ، ويُلَحَّ في سؤاله ودُعائه ، ويَغْضَبُ على مَن لا يَسأله ، ويَستدعي مِنْ عباده سُؤاله ، وهو قادِر على إعطاء خَلْقِه كُلِّهم سُؤْلَهم مِن غير أنْ يَنْقُصَ مِن مُلكه شيء ، والمخلُوق بِخلاف ذلك كُلّه : يَكْرَه أنْ يُسأل ، ويُحبُّ أنْ لا يُسألَ ، لِعجزه وفَقْره وحَاجته . ولهذا قال وهب بن مُنَبه لِرَجل كان يأتي الملوك : ويْحَك ! تأتي مَن يُغلِقُ عنك بَابَه ، ويُظهِرُ لك فَقرَه ، ويُوارِي عنك غِناه ، وتَدَع مَن يفتحُ لك بَابَه بِنِصف الليل ونِصف النهار ، ويُظهِر لك غِناه ، ويقول : ادْعُنِي أستَجِب لك . |
ما حُـكم قول القائل " ادعُ الله بكلّ ما يخطر في بالك " ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=81018 |
أدب السّلَف مع الله عزّ وَجَلّ
قال عروة بن الزبير : خَطَبْتُ إلى عَبْدِ الله بن عمر ابْنَتَهُ وَنَحْن فِي الطَّوَاف فَسَكَتَ ولم يُجِبْنِي بِكَلِمَة ، فَقُلْت : لو رَضِي لأَجَابَنِي ، وَالله لا أُرَاجِعُه فيها بِكَلِمَة أبدا ، فَقُدِّر له أن صَدَرَ إلى الْمَدِينَة قَبْلِي ، ثم قَدِمْتُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْت عليه وَأَدَّيْتُ إليه مِن حَقِّه ما هو أَهْلُه ، فَأَتَيْتُه وَرَحَّب بي ، وقال : مَتَى قَدِمْتَ ؟ فَقُلْتُ : هذا حين قُدُومِي . فقال : أَكُنْتَ ذَكَرْتَ لِي سَوْدَة بنت عبد الله وَنَحْنُ في الطَّوَافِ نَتَخَايَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَعْيُنِنَا ، وَكُنْتَ قَادِرًا أن تَلْقَانِي في غير ذلك الْمَوْطِن ؟ فَقُلْتُ : كَانَ أَمْرًا قُدِّرَ . قال : فَمَا رَأْيُكَ اليوم ؟ قلت : أَحْرَص ما كُنْتُ عليه قطّ ، فَدَعَا ابْنَيْه سَالِمًا وعبد الله فَزَوَّجَنِي . رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " وأبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . واليوم ترى في الطواف مشَاهِد لا تدلّ على الأدب مع الله تبارك وتعالى . |
أدب السلف مع بيوت الله
💎 قال السَّائِب بن يَزِيد رضي الله عنه : كُنْتُ قَائِمًا فِي المَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُل ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَر بن الخَطَّابِ ، فَقَال : اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْن ، فَجِئْتُه بهما . قال : مَن أنتما - أَوْ مِن أين أنتما ؟ - قالا : مِنْ أَهْلِ الطَّائف . قَال : لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لأَوْجَعْتُكُما ، تَرْفَعَان أَصْوَاتَكُما في مَسْجِدِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ رواه البخاري . حَصَبَنِي : أيْ : رَمَاني بِالْحَصْبَاء . 📙 وهذا مِن أدب عمر رضي الله عنه وتأدّبه مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ووأدبه في المساجد ، فلم يَرفع صوته ليُنادِي الرّجُلين ، ولا رفع صوته ليُنادِي السائب بن يَزِيد ، بل رَمَاه ببعض الحصى الصّغَار لِيَنْتَبه له . وفَهِم الإمام البخاري رحمه الله عُموم النّهي عن رَفْع الصوت في المساجد ، فَبَوّب على هذا الحديث : بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي المَسَاجِدِ . ولا شك أن أولى الناس بالاحترام والتوقير هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فَلَيْت مَن يأتون إلى زيارة قَبْر النبي صلى الله عليه وسلم يتأدّبون بهذا الأدب مع جَناب النبي صلى الله عليه وسلم ومَقَامه . 💡 قال أبو علي الدّقّاق : العَبْد يَصِل بِطاعة الله إلى الجنّة ، ويَصِل بِأدَبِه في طاعته إلى الله . وقال : رأيت مَن أرَاد أن يَمُدّ يَدَه في الصلاة إلى أنْفه فقَبَض على يَدِه . (مدارِج السالكين ، لابن القيم) 📞 ما حكم الحديث في أمور الدنيا في المساجد ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14200 |
مِن آداب المساجِد :
🔶 قال القرطبي : وَمِمَّا تُصَان عنه الْمَسَاجِد وَتُنَزَّهُ عنه : الرَّوَائِح الْكَرِيهَة ، وَالأَقْوَال السَّيِّئة، وغير ذلك ؛ وذلك مِن تَعْظِيمها ... 💎 وَسَمِعَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه صَوْت رَجُل فِي الْمَسْجد فقال : مَا هذا الصَّوْت ؟ أَتَدْرِي أين أنت ؟! 💎 وَكَانَ خَلَف بن أيوب جَالِسا فِي مسجده ، فأتاه غلامه يسأله عن شيء ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَجَابَه ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَال : مَا تَكَلَّمْت في الْمَسْجِد بِكلام الدُّنْيَا مُنْذ كذا وكذا ، فَكَرِهْت أن أتكلّم اليوم . 📙 وقال ابن المسيبِ : مَن جَلَس في مَسْجِدٍ فإنما يُجَالِس رَبَّهُ ، فَمَا حَقّه أَن يقول إِلاّ خَيْرا . 💎 وَقَدْ جَمَع بَعْض الْعُلَمَاء في ذلك خَمْس عَشْرَة خَصْلَة ، فَقَالَ : مِنْ حُرْمة الْمَسْجد : 1 - أَنْ يُسَلِّمَ وَقْتَ الدُّخُولِ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ جُلُوسًا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَد قَالَ : السَّلام علينا وعلى عِبَاد اللَّه الصَّالِحِينَ . 2 - وَأَنْ يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ . 3 - وَأَلاّ يَشْتَرِيَ فِيهِ وَلا يَبِيعَ . 4 - ولا يَسُلَّ فِيهِ سَهْمًا وَلا سَيْفًا . 5- وَلا يَطْلُبَ فِيهِ ضَالّة . 6 - ولا يَرْفَع فيه صَوتا بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلا يَتَكَلَّمَ فِيهِ بِأَحَادِيثِ الدُّنْيَا . 7 - وَلا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ . 8 - وَلا يُنَازِعَ فِي الْمَكَانِ . 9 - وَلا يُضَيِّقَ عَلَى أَحَدٍ فِي الصَّفِّ . 10 - وَلا يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ مُصَلٍّ . 11 - وَلا يَبْصُقَ ، ولا يَتَنَخَّمَ ، ولا يَتَمَخَّطَ فِيهِ . 12 - ولا يُفَرْقِعَ أَصَابِعَهُ ، وَلا يَعْبَثَ بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ . 13 - وَأَنْ يُنَزَّهَ عَنِ النَّجَاسَاتِ وَالصِّبْيَانِ وَالْمَجَانِينِ . 14 - وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ . 15 - وَأَنْ يُكْثِرَ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى وَلا يَغْفُلَ عَنْهُ . فَإِذَا فَعَلَ هَذِهِ الْخِصَالَ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ حِرْزًا لَهُ وَحِصْنًا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي) 🔶 لَم تُبْنَ لهذا http://saaid.net/Doat/assuhaim/128.htm هذه الآداب حقّها أن تُطبع وتُعلق في المساجد ؛ ليقرأها كل مسلم |
الساعة الآن 05:21 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى