![]() |
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
مِنَ الرِّضَا عَنِ اللهِ : التسليمُ للهِ عزَّ وجَلَّ في مَواقِعِ القَدَرِ وَفِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ لابْنِهِ : أُوصِيكَ بِخِصَالٍ تُقَرِّبُكَ مِنَ اللَّهِ، وَتُبَاعِدُكَ مِنْ سَخَطِهِ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَرْضَى بِقَدَرِ اللَّهِ فِيمَا أَحْبَبْتَ وَكَرِهْتَ . 🔹 وَقَالَ عُمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : مَا أُبَالِيْ عَلَى أيِ حَالٍ أَصبحْتُ وأمسَيْتُ ؛ مِنْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ . |
آجال المخلوقات حتى السماوات والأرض
قال الله تبارك وتعالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى) قال القرطبي : (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) أي : للسماوات والأرض أجل يَنتَهِيان إليه ، وهو يوم القيامة . وفي هذا تنبيه على الفناء ، وعلى أن لِكل مَخلوق أجلاً ، وعلى ثواب المحسن وعقاب المسيء . |
ادْعُوا اللَّه مع الثقة بالاستجابة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ . رواه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وحسّنه الألباني . |
سبحان مُجيب الدعوات ، وقاضي الحاجات
قال الإمام الطحاوي : والله تعالى يَستجيب الدعوات ، ويَقضي الحاجات . 🔸قال ابن أبي العزّ : والذي عليه أكثر الخلق مِن المسلمين وسائر أهل الملل وغيرهم - أن الدعاء مِن أقوى الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار ، وقد أخبر تعالى عن الكفار أنهم إذا مَسّهم الضرّ في البحر دَعوا الله مُخلصين له الِّدين ، وأن الإنسان إذا مَسّه الضرّ دعاه لِجَنبه أو قاعدا أو قائما . 🔸وإجابة الله لدعاء العبد ، مسلما كان أو كافرا ، وإعطاؤه سُؤله - مِن جنس رِزقه لهم ، ونَصره لهم . 🔸وهو مما تُوجِبه الربوبية للعبد مُطلقا ، ثم قد يكون ذلك فِتنة في حقه ومَضَرّة عليه ، إذا كان كُفره وفُسوقه يَقتضي ذلك . |
*شَرف الدنيا والآخرة*
سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابَه : أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط . 🔸وقال ابن مسعود رضيَ اللّهُ عنه : إن الله تعالى قَسَم بينكم أخلاقكم ، كما قَسَم بينكم أرزاقكم ، وإن الله تعالى يُعطي المال مَن أحب ومَن لا يُحب ، ولا يُعطي الإيمان إلاّ مَن يُحب . فمَن ضَنّ بالمال أن يُنفقه ، وخاف العدو أن يُجاهِده ، وهاب الليل أن يُكابِده ، فليكثِر مِن قول : لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " ، وقال الألباني : صحيح موقوف في حُكْم المرفوع . اهـ . ومعنى : ضَنّ : أي بَخِل . |
خيرٌ مِن ذهب الدنيا وكنوزها
* قال عبيد بن عمير : تَسبيحة بِحمد الله في صحيفة مُؤمن خير له مِن جبال الدنيا تجري معه ذهبا . * وقال وَهْب بن مُنَبّه : كان لِسليمان بن داود عليه السلام ألف بَيت ؛ أعلاها قوارير وأسفلها حديد ؛ فَرَكِب الرِّيح يوما ، فَمَرّ بِحَرَّاث ، فنظر إليه الْحَرَّاث فقال : لقد أُوتِي آل داود مُلكا عظيما ! فَحَمَلت الرِّيح كلامه فألْقَته في أُذُن سليمان عليه السلام ، قال : فَنَزل حتى أتَى الْحَرَّاث ، فقال : إني سمعت قولك ، وإنما مَشيت إليك لئلا تتمَنّى ما لاَ تقدر عليه ؛ لَتسبيحة واحدة يَقبلها الله عزّ وجَلّ خير مما أوتي آل داود ، فقال الْحَرَّاث : أذهب الله هَمّك كَمَا أذهَبت هَمّي . رواه الإمام أحمد في الزهد . * قال الألبيري : وأكْثِر ذِكْرَه في الأرض دأبا *** لِتُذكر في السماء إذا ذَكَرتا |
ذِكر الله يُبدِّد المخاوف ، ويُحقق الأمن
قال ابن القيم : ذِكر الله عز و جل يُذهب عن القلب مخاوفه كلها ، وله تأثير عجيب في حصول الأمن ، فليس للخائف الذي قد اشتدّ خوفه أنفع من ذكر الله عز و جل ، إذ بحسب ذِكره يجد الأمن ويزول خوفه حتى كأن المخاوف التي يجدها أمان له . والغافل خائف مع أمنِه حتى كأن ما هو فيه من الأمن كله مخاوف . ومن له أدنى حسّ قد جرب هذا . |
الذِّكْر جلاّب للنِّعَم ، دافِع للنِّقم
قال ابن القيم : ما استُجْلِبتْ نِعَم الله عز وجَلّ ، واستُدْفِعتْ نِقَمه بِمِثل ذِكر الله تعالى . فالذِّكْر جلاّب للنِّعَم ، دافِع للنِّقم . |
طَلب الكمال في أخلاق الناس خِلاف ما أمَرَ الله به
قال الإمام مُجاهد في قوله تعالى : (خُذِ الْعَفْوَ) : مِن أخلاق الناس وأعمالهم بِغير تَحَسُّس . وقال : عَفْو أخلاق الناس، وعَفْو أمورهم . رواهما ابن جرير الطبري في تفسيره . 🔹قال بعض السَّلف : جَلَس داود عليه السلام خاليا ، فقال الله عزّ وجلّ : ما لِي أراك خاليًا ؟ قال : هَجَرتُ الناس فيك يا رب العالمين ، قال : يا داود ، ألاَ أدلّك على ما تَسْتَبْقِي به وُجوه الناس ، وتَبلغ فيه رِضاي ؟ خَالِق الناس بأخلاقِهم ، واحتجز الإيمان بَيني وبَينك . (جامع العلوم والحكم، لابن رجب) ومعنى "خَالِق الناس بأخلاقِهم" بمعنى خُذ العفو .. 🔸قال الراغب : وقوله : (خُذِ الْعَفْوَ) ، أي : ما يَسهل قصده وتناوله ، وقيل معناه : تعاطَ العفو عن الناس . |
السياسة والاقتصاد وسائر الأخبار لا تُصلِح لك قلبك ، ولا تدخل معك قبرك !
ربما صحبت أناسًا 3 أو 4 ساعات فسمعت حديثهم في كل شأن إلاّ في ذِكر الله .. قال يَعْلَى بن عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ : دَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي، أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَعَلَّهُ يَنْفَعُكُمْ فَقَدْ نَفَعَنِي ، قَالَ لَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَعُدُّونَ فُضُولَ الْكَلامِ مَا عَدَا كِتَابَ اللهِ ، أَوْ أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ ، أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ ، أَوْ أَنْ تَنْطِقَ فِي مَعِيشَتِكَ الَّتِي لا بُدَّ لَكَ مِنْهَا ، أَتُنكِرُونَ أَنَّ عَلَيْكُمْ حَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ ، عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ؟ أَمَا يَسْتَحْيِي أَحَدُكُمْ لَوْ نُشِرَتْ صَحِيفَتُهُ الَّتِي أَمْلَى صَدْرَ نَهَارِهِ ، وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِهِ ؟ |
الساعة الآن 11:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى