![]() |
الصيام الذي يُريده الله
قال ابن القيم : الصائم هو الذي صامَتْ جَوارحه عن الآثام ، ولِسانه عن الكذب والفحش وقول الزور ، وبَطنه عن الطعام والشراب ، وفَرْجه عن الرَّفث ؛ فإن تكلّم لم يَتَكلَّم بِمَا يَجرح صَومه ، وإن فَعل لم يفعل ما يُفسد صومه ؛ فيَخرج كلامه كله نافعا صالحا وكذلك أعماله ، فهي بِمَنْزِلة الرائحة التي يَشمّها مَن جالَس حامِل المسك ، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته ، وأمِن فيها مِن الزور والكذب والفجور والظلم . هذا هو الصوم المشروع لا مُجرد الإمساك عن الطعام والشراب ، ففي الحديث الصحيح : " مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " ، وفي الحديث : " رُبّ صائم حَظّه مِن صيامه الجوع والعطش " . فالصوم هو صَوم الجوارح عن الآثام ، وصَوم البطن عن الشراب والطعام ، فكما أن الطعام والشراب يَقطعه ويُفسِده ، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتُفسد ثَمرته فتُصيِّره بِمَنْزِلة مَن لم يَصُم . اهـ . الصيام الذي يُريده الله http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9963 |
الطريق الواضح لنيل أعظم المرابح : الإيمان بالله والعمل الصالح ..
(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) . .. |
ورفعنا لك ذِكرك ..
قال ابن القيم : مِن أعظم نعم الله على العبد : أن يَرفع له بين العالمين ذِكْره ، ويُعلِي قَدرَه ، ولهذا خصّ أنبياءه ورُسله مِن ذلك بِما ليس لِغيرهم ، كما قال تعالى : (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) . .. |
مَن أحبّ الله وأحبّ ما يُحبّه الله : أحبّه الله .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) : أي : يَحصل لكم فوق ما طلبتم مِن محبتكم إياه ، وهو مَحبته إياكم ، وهو أعظم من الأول ، كما قال بعض العلماء الحكماء : ليس الشأن أن تُحِبّ إنما الشأن أن تُحَبّ . .. |
جِهادَان رمضانيان ..
قال ابن رجب رحمه الله : اعلم أن المؤمن يَجتمِع له في شهر رمضان جِهادَان لنفسه : جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ؛ فمَن جَمَع بين هذَين الْجِهَادَين وَوَفَّى بِحقوقهما وصبر عليهما وُفِّي أجره بغير حساب . قال كعب : يُنادِي يوم القيامة مُنادٍ بأن كل حارث يُعطى بِحرثه ويُزاد غير أهل القرآن والصيام يُعطَون أجورهم بغير حساب . ويَشْفَعَان له أيضا عند الله عز وجل كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقيام يَشفعان للعبد يوم القيامة ؛ يقول الصيام : أيْ ربّ مَنَعته الطعام و الشراب بالنهار ، ويقول القرآن : مَنَعته النوم بالليل فشفعني فيه ؛ فيشفعان " فالصيام يَشفع لمن مَنعه الطعام والشهوات الْمُحَرَّمة كلها ، سواء كان تحريمها يَختصّ بالصيام ؛ كَشَهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها ، أوْ لا يَختص ؛ كَشَهوة فضول الكلام الْمُحَرَّم والنظر الْمُحرَّم والسماع الْمُحرَّم والكسب الْمُحرَّم ؛ فإذا مَنَعه الصيام من هذه المحرمات كلها فإنه يَشفَع له عند الله يوم القيامة ويقول : يا رب مَنَعته شهواته فشفّعني فيه . فهذا لِمن حَفِظ صيامه وَمَنَعه مِن شَهَواته . .. |
العقل الوافر قرين التقوى ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) قال ابن القيم : لا تَجد عاقِلَين أحدهما مُطيع لله والآخر عاصٍ ، إلاّ وعَقل المطِيع منهما أوْفر وأكمل ، وفِكره أصحّ ، ورأيه أسَدّ ، والصواب قَرِينُه . ولهذا تجد خطاب القرآن إنما هو مع أولي العقول والألباب . .. |
مِن أسباب قسوة القلب ..
ذكر ابن عبد البر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خَطَب يوما ، فقال : إياكم والبِطنة ، فإنها مُكسِّلة عن الصلاة ، مُؤذية للجِسم . وعليكم بالقصد في قُوتكم ، فإنه أبعد مِن الأشَر ، وأصح للبَدن ، وأقوى على العبادة ، وإن امرءًا لن يَهلك حتى يؤثر شهوته على دِينه . وقال عمرو بن قيس الملائي : وإياكم والبِطنَة ، فإنها تُقَسِّي القلب . .. |
كل عاصٍ جاهل .. ولو حمل أعلى الشهادات !!
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) قال قتادة : أجْمَع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أنَّ كُل مَعْصِيَة فَهي بِجَهالة عَمْدًا كَانَت أو جَهْلاً . وقاله ابن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد والسّدي . وقال القرطبي : كُلّ مَن عَصَى رَبَّه فهو جَاهِل حتى يَنْزَع عن مَعْصِيَتِه . .. |
قال مُطَرِّف : كان مالِك إذا دخل بيته قال : ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فسُئل عن ذلك فقال : قال الله تعالى : (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ) ، وَجَنّته بَيته . وقيل : إن ذلك كان على باب مالِك مكتوبا ؛ ليتذكّر بِرؤيته قَول ذلك متى دَخَل . (ترتيب المدارك) .. |
كان الاجتهاد في العبادة هو دأب السَّلف في سائر أيامهم ، فكيف إذا اجتهدوا ؟!
قال عبدُ الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموتُ غدا ، ما قَدر أن يزيد في العمل شيئا . وقال عفان بن مسلم : قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة ، ولكن ما رأيت أشدّ مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله من حماد بن سلمة . وقال أبو عوانة : لو قيل لمنصور بن زاذان : إنك تموت غدا ، ما كان عنده مَزِيد . وقال ابن عيينة كان بالكوفة ثلاثة لو قيل لأحدهم : إنك تموت غدا ، ما كان يقدر أن يزيد في عمله : محمد بن سوقة ، وعمرو بن قيس الملائي ، وأبو حَيان التيمي . .. |
الساعة الآن 11:36 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى