![]() |
ينتشر حديث في التهنئة بِشهر رمضان ، وفيه :
أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحطّ الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأرُوا الله من أنفسكم خيرا ، فإن الشقي مَن حُرم فيه رحمة الله عز وجل . قال الألباني : موضوع . يعني : مكذوب . ولا يجوز نشْره ولا تناقله . ويُغنِي عنه ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاكم رمضان شهر مبارك فَرض الله عليكم صيامه ، تُفتح فيه أبواب السماء ، وتُغلَق فيه أبواب الجحيم ، وتُغلّ فيه مردة الشياطين ؛ لله فيه ليلة خير مِن ألف شهر ، مَن حُرم خيرها فقد حُرم . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : قال بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان . كيف لا يُبَشَّر المؤمن بِفَتح أبواب الجنان ؟ كيف لا يُبَشَّر المذنب بِغَلق أبواب النيران ؟ كيف لا يُبَشَّر العاقل بِوَقت يُغَلّ فيه الشياطين ؟ من أين يُشبه هذا الزمان زمان ؟ |
ولاية الرجل على المرأة (9)
البيت بيت الزوج ، وللزوج منْع زوجته من الخروج . قالت عائشة رضي الله عنها : لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمَنعهنّ كما مُنِعت نساء بني إسرائيل . قال يحيى بن سعيد : قلت لِعَمْرَة : أو مُنِعن ؟ قالت : نعم . رواه البخاري ومسلم . 🔹 وإنما مُنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لِمَا أحدثن وتوسعن في الأمر من الزينة والطيبِ وحسنِ الثياب . ذكره النووي في شرح مسلم . 🔸 قال ابن المبارك : أكره اليوم الخروج للنساء في العيدين ، فإن أبَت المرأة إلا أن تخرج فليأذن لها زوجها أن تخرج في أطهارها ولا تتزيّن ، فإن أبَتْ أن تخرج كذلك ؛ فللزوج أن يَمنعها مِن ذلك . |
إعجاز وبلاغة القرآن (1)
الإعجاز في كلمتين : (وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ) الأرض مُستقرّة (الأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) وفيها مَتَاع : الماء لم ينضب . والهواء لم يفسد . والطعام لم يَنتهِ . مع ما تضمنه هذا مِن إثبات أن (وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) . |
إعجاز وبلاغة القرآن (2)
وَصْفُ حياة الإنسان مِن أولها إلى آخرها في كلمتين : (خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) قال القرطبي : (خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) أي : جَعَل لكم في أنفسكم آية تدلّ على توحيده . قال ابن عباس: أطوارا : يعني نُطفة ثم علقة ثم مُضغة ، أي طورا بعد طور إلى تَمَام الْخَلْق ... وقيل : أطوارا : صبيانا ، ثم شبابا ، ثم شيوخا وضعفاء ، ثم أقوياء . وقيل : أطوارا ، أي : أنواعا : صحيحا وسقيما ، وبصيرا وضريرا ، وغنيا وفقيرا . وقيل : إن أطوارا اختلافهم في الأخلاق والافعال . اهـ . والآية تحتمل كل ذلك ؛ لأن " الطَّوْرُ فِي اللُّغَةِ : الْمَرَّةُ " . |
إعجاز وبلاغة القرآن (3)
(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ) (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) الله تبارك وتعالى خَلَق كل شيء ، وأتقَن كل شيء ، وتفرّد بالخَلْق والأمر ، ولم يَحتَج إلى أحدٍ مِن خَلقه . *بينما لا توجد شركة تصنع قَلَمًا فَمَا فوقه إلاّ احتاجت إلى شركات اُخرى !* تأمّل في السيارة وفي الطائرة : الزجاج مِن شركة ، والقماش مِن شركة أخرى ، والإطارات مِن شركة ثالثة ، والوقود مِن شركة رابعة ، والمحركات مِن شركة خامسة ، وهكذا .. يَظهر الضعف والحاجة على صناعة البشر ، ويَظهر التفرّد والكمال في صُنع الله وخَلقه . |
إعجاز وبلاغة القرآن (4)
(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) قال ابن جُزيّ : إشارة إلى ما في خِلقة الإنسان من الآيات والعِبر ، ولقد قال بعض العلماء فيه : إن فيه خمسة آلاف حِكمة . اهـ . * وقال ابن القيم : الرَّبّ تبارك اسمه وتعالى جَدّه ولا إله غيره هو الْمُنْعِم على الحقيقة بِصُنوف النِّعم التي لا يُحصيها أهل سماواته وأرضه . فإيجادهم نِعمة منه . وجعلهم أحياء ناطِقين نِعمة منه . وإعطائهم الأسماع والأبصار والعقول نِعمة منه . وإدرار الأرزاق عليهم على اختلاف أنواعها وأصنافها نِعمة منه . وتعريفهم نفسه بأسمائه وصفاته وأفعاله نِعمة منه . وإجراء ذِكْره على ألْسِنتهم ومَحبته ومعرفته على قلوبهم نِعمة منه . وحِفظهم بعد إيجادهم نِعمة منه . وقيامه بِمَصالحهم دَقيقها وجَليلها نِعمة منه . وهدايتهم إلى أسباب مصالحهم ومعايشهم نِعمة منه . وذِكْر نِعَمِه على سبيل التفصيل لا سبيل إليه ولا قُدرة للبشر عليه ، ويكفي أن النَّفَس مِن أدنى نِعمِه التي لا يَكادُون يَعدّونها - وهو أربعة وعشرون ألف نَفَس في كل يوم وليلة - فَلّله على العبد في النَّفَس خاصة أربعة وعشرون ألف نِعمة كل يوم وليلة ! دَعْ ما عدا ذلك مِن أصناف نِعَمِه على العبد ، ولكل نعمة مِن هذه النِّعم حق مِن الشكر يَستدعيه ويَقتضيه ، فإذا وُزّعَت طاعات العبد كلها على هذه النِّعم لَم يَخرج قِسط كل نِعمَة منها إلاّ جَزءا يسيرا جدا لا نِسبة له إلى قَدْر تلك النِّعمة بِوَجْهٍ مِن الوُجوه . اهـ . |
إعجاز وبلاغة القرآن (5)
طَلَب فرعون مِن موسى عليه الصلاة والسلام أن يُعرِّف ربّه ، فقال عليه الصلاة والسلام : (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) . قال ابن القيم : قال مُجاهِد : " أعطى كل شيء خَلقه ؛ لم يُعطِ الإنسان خَلْق البهائم ، ولا البهائم خَلْق الإنسان " ، وأقوال أكثر المفسرين تدور على هذا المعنى . * وقال ابن القيم رحمه الله عن الأسنان : مَن الذي حَبَسها عنك أيام رَضاعك رحمة بأمّك ولُطفا بها ؟ ثم أعطاكها أيام أكْلِك رحمة بك وأحسانا اليك ولُطفا بك ؟ فلو أنك خَرَجْتَ مِن البطن ذا سِنّ وناب وناجِذ وضِرس كيف كان حال أمّك بك ؟ ولو أنك مُنِعتَها وقت الحاجة إليها كيف كان حالك بهذه الاطعمة التي لا تسيغها إلاّ بعد تقطيعها وطحنها ؟ وكلما ازددت قوة وحاجة إلى الأسنان في أكل المطاعم المختلفة زِيد لك في تلك الالات حتى تنتهي الى النواجذ فتُطيق نَهش اللحم وقَطع الخبز وكَسر الصّلب ، ثم إذا ازددت قوة زِيد لك فيها حتى تنتهي الى الطواحين التي هي آخر الاضراس . فمن الذي ساعدك بهذه الآلات ، وانْجَدك بها ، ومَكّنك بها مِن ضروب الغذاء ؟! . اهـ . |
منزلة رسول الله ﷺ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) قَال ابن كثير : وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الآيَة ِ: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ عِبَادَهُ بِمَنْزِلَةِ عَبْدِهِ وَنَبِيِّهِ عِنْدَهُ فِي الْمَلأِ الأعْلَى ، بِأَنَّهُ يُثْنِي عَلَيْهِ عِنْدَ الْملائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْهِ . ثُمَّ أَمَرَ تَعَالَى أَهْلَ الْعَالَمِ السُّفْلِيِّ بِالصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْه ؛ لِيَجْتَمِعَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْعَالَمِينَ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ جَمِيعًا . |
إعجاز وبلاغة القرآن (6)
اختصار ضَعْف ابن آدم (فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ) |
إعجاز وبلاغة القرآن (7)
*الْجَمْع والإفراد* قال ابن القيم : جَمْع الظلمات وإفراد النور ، وجَمع سُبل الباطل وإفراد سُبل الحق ، وجَمْع الشمائل وإفراد اليمين ... وسِرّ ذلك والله أعلم : أن طريق الحق واحد وهو على الواحد للأحد ، كما قال تعالى : (هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) قال مجاهد : الحق طريقه على الله ويَرجع إليه ، كما يُقال طريقك عليَّ ! وقال ابن القيم : ومِن هذا قوله تعالى : (اللهُ وَلَى الَّذِينَ آمَنُوا يَخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) ، فوحّد النور الذى هو سَبيله ، وجَمَع الظلمات التى هى سَبيل الشيطان . ومن فَهِم هذا فَهِم السّر فى إفراد النور وجَمْع الظلمات في قوله تعالى : (الْحَمْدُ للهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) مع أن فيه سِرّا أَلطف مِن هذا ؛ يَعرِفه مَن يَعرف مَنبع النور ، ومِن أَين فاضَ ، وعمّاذا حصل ؟ وأن أَصله كله واحد ، وأَما الظلمات فهى متعددة بِتَعدّد الْحُجُب المقتضية لها ، وهي كثيرة جدا ، لكل حِجاب ظُلمة خاصة ، ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جلّ جلاله أصلاً . |
الساعة الآن 10:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى