منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   منتـدى الحـوار العـام (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=2)
-   -   اقتناص الفوائد .. مُتجدِّد (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14497)

عبد الرحمن السحيم 05-08-2017 06:53 AM

يَقِين الْمُتّقِين (5)

في خبرِ عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه وقَتْله لِخالد بن سفيان الهذلي ، قال :

فلمّا قَدِمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَآنِي ، فقال : " أفلَح الوَجه " قال : قلتُ : قَتَلْتُه يا رسول الله ، قال : " صدقت " قال : ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بي بيته فأعطاني عصَا ، فقال : " أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس " قال : فَخَرَجْتُ بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصَا ؟ قال : قلت : أعطَانِيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمرني أن أُمسِكها ، قالوا : أوَلا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك ؟ قال : فَرَجَعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله لِمَ أعطيتني هذه العصَا ؟ قال : " آيَة بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقلّ الناس الْمُتَخَصِّرون يومئذ " قال : فَقَرَنَها عبدُ الله بِسَيفِه ، فلم تَزل معه حتى إذا مات أَمَرَ بها فَصُبّت معه في كَفَنِه ، ثم دُفِنا جميعا . رواه الإمام أحمد وابن خزيمة ، ورواه أبو داود مُختَصَرا .
وحسنه الحافظان : العراقي وابن حجر .

🔸وفي رواية ابن خزيمة : فعلّقها في سيفه ، لا يفارقه ، فلم يُفارقه ما كان حيا ، فلما حضرته الوفاة أمَرنا أن تُدفَن معه قال : فجُعِلت والله في كَفَنِه .

عبد الرحمن السحيم 07-08-2017 06:39 AM

يَقِين الْمُتّقِين (6)

لَمّا كان يوم أُحُد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قومُوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين ، فقام عمرو بن الجموح وهو أعرج ، فقال : والله لأقحَزّن عليها في الجنة ، فقاتَل حتى قُتل .

وفي رواية : أرأيت إن قُتلتُ اليوم أطأ بِعَرجَتي هذه الجنة ؟ قال : نعم . قال : فو الذي بعثك بالحق لأطأنّ بها الجنة اليوم - إن شاء الله - فقال لغلام له كان معه يُقال له سُليم : ارجع إلى أهلك . قال : وما عليك أن أصيب اليوم خيرا معك ؟ قال : فتقدّم إذًا . قال : فتقدم العبد ، فقاتَل حتى قُتل ، ثم تقدم وقاتل هو حتى قُتل . رواه ابن المبارك في " الجهاد " .

في القاموس : قَحَزَ : وَثَبَ وقَلِقَ .

🔸ولَمّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى جَنة عرضها السموات والأرض .
قال عمير بن الحُمَام الأنصاري : يا رسول الله ، جَنة عرضها السموات والأرض ؟ قال : نعم ، قال : بخ بخ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يَحملك على قولك بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسول الله ، إلاّ رَجاءة أن أكون مِن أهلها ، قال : فإنك مِن أهلها ، فأخرج تَمَرات مِن قَرْنِه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، قال : فَرَمى بما كان معه مِن التمر ، ثم قاتلهم حتى قُتِل . رواه مسلم .

قال النووي : قوله : " فأخرج تمرات مِن قَرنه " هو بقاف وراء مفتوحتين ثم نون أي : جُعبَة النّشّاب .

عبد الرحمن السحيم 07-08-2017 06:41 AM

يَقِين الْمُتّقِين (7)

أين نلتقي ؟

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : سألتُ النبيَّ صلى الله عليه و سلم أن يَشفع لي يوم القيامة ، فقال : أنا فاعِل ، قال : قلتُ : يا رسول الله فأين أطلُبك ؟ قال : اطْلُبني أول ما تَطلُبني على الصراط ، قال : قلت : فإن لم ألْقَك على الصراط ؟ قال فاطْلُبني عند الميزان قلت فإن لم ألْقَك عند الميزان ؟ قال فاطْلُبْني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .

عبد الرحمن السحيم 08-08-2017 06:26 AM

يَقِين الْمُتّقِين (8)

قال الأصمعي : أقبلت ذات مرة مِن مسجد البصرة إذ طلع أعرابي جَلف جاف على قَعود له متقلدا سيفه ، وبيده قوسه ، فَدَنا وسلّم ، وقال : ممن الرَّجُل ؟

قلت : مِن بني أصمع .

قال : أنت الأصمعي ؟

قلت : نعم .

قال : ومِن أين أقبلتَ ؟

قلت : مِن موضع يُتلَى فيه كلام الرحمن .

قال : والرحمن كلام يَتْلُوه الآدميون ؟!

قلت : نعم .

قال : فَاتْلُ عليّ منه شيئا ، فقرأت (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) إلى قوله (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) .

فقال الأعرابي : يا أصمعي هذا كلام الرحمن ؟

قلت : إي والذي بعث محمدا بالحق إنه لَكَلامه ، أنْزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

فقال لي : يا أصمعي حَسبك .

ثم قام إلى ناقته فنَحَرها ، وقطّعها بِجلدها ، وقال : أعنِّي على توزيعها ، ففَرّقناها على مَن أقبل وأدبر ، ثم عَمد إلى سيفه وقوسه فكسَرهما ، ووضعهما تحت الرَّحْل ، وولّى نحو البادية ، وهو يقول : (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) .

قال الأصمعيّ : فَمَقَتُّ نفسي وَلُمْتُها ، ثم حججتُ مع الرشيد ، فبينما أنا أطوف إذا أنا بِصوت رقيق ، فالْتَفَتُّ ، فإذا أنا بالأعرابي وهو ناحِل ، فسلّم عليّ ، وأخذ بيدي ، وقال : اتلُ عليّ كلام الرحمن ، وأجلسني مِن وراء المقَام ، فقرأتُ (وَالذَّارِيَاتِ) حتى وصلتُ إلى قوله تعالى : (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) فقال الأعرابي : لقد وجدنا ما وَعدنا الرحمن حقّا ، ثم قال : يا أصمعي ، هل غير هذا للرحمن كلام ؟ قلتُ : نعم ؛ يقول الله عَزّ وَجَلّ : (فوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) فصاح الأعرابي ، وقال : يا سبحان الله ! مَن ذا أغضب الجليل حتى حَلَف ؟ ألم يُصدّقوه في قوله حتى ألْجَئوه إلى اليمين ؟؟ فقالها ثلاثا ، وخَرَجَت بها نفسه . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

عبد الرحمن السحيم 09-08-2017 09:48 AM

يَقِين الْمُتّقِين (9)

*" مَن يستعفف يُعفّه الله ، ومَن يَستغن يُغنِه الله ، ومَن يتصبر يُصبره الله "*

رَوَى ابن أبي الدنيا مِن طريق أَبِي السَّلِيلِ ضُريب بن نُقير قال : حدثني صِلة بن أشيَم قال : كنت أسير بهذه الأهواز ، إذ جُعت جوعا شديدا ، فلم أجد أحدا يَبيعني طعاما ، فجعلت أتَحرّج أن أُصيب أحدا مِن أهل الطريق شيئا ، فبينا أنا أسِير إذْ دعوتُ ربي ، فاستَطعَمتُ ، فسَمعتُ وَجْبة خَلفِي ، فإذا أنا بِثوب أو منديل فيه دَوخَلَة ملأى رُطبا ، فأخذته وركبت دابتي ، فأكلت حتى شَبِعت ، فأدركني المساء ، فَنَزَلتُ إلى راهب في دَيْرٍ له ، فحدثته الحديث ، فاستطعمَني مِن الرُّطَب ، فأطعمته رُطَبَات ، قال : ثم إني مررت على ذلك الراهب بعد زمان فإذا نَخْلات حِسان حِمَال ، فقال : إنهن مِن رُطباتك التي أطعمتني ، وجاء بالثوب إلى أهله ، فكانت امرأته تُريه الناس .

في لسان العرب : الدَّوْخَلَة : هي سَفِيفة من خُوص كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يُتْرَك فيها الرُّطَب .

قال لسان الدِّين بن الخطيب :

وإني لأرجُو الله حتى كأنني *** أرى بجميل الظن ما الله صانِع

عبد الرحمن السحيم 10-08-2017 08:12 AM

يَقِين الْمُتّقِين (11)

دَفَع به إبراهيم بن أدهم رحمه الله الأسد واللصوص بالدعاء مع اليقين

روى ابن أبي الدنيا - ومِن طريقه : اللالكائي في " كرامات الأولياء " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " - مِن طريق خلف بن تميم قال : حدثني عبد الجبار بن كثير قال : قيل لإبراهيم بن أدهم : هذا السبع قد ظهر لنا . قال : أرُِونِيه ، فلما رآه ، قال : يا قَسوَرة ، إن كنت أُمِرْتَ فينا بشيء فامْضِ لِمَا أُمِرْتَ به ، وإلاَّّ فَعَودك على بدئك ! قال : فَوَلَّى السَّبُع ذاهبا . قال : أحسبه قال : يُصَوِّت بِذَنبه . قال : فتعجّبت كيف فَهِم السَّبُع كلام إبراهيم بن أدهم ، فأقبل علينا إبراهيم ، فقال : قولوا : اللهم احْرُسْنا بِعينك التي لا تنام ، واكْفِنا بِرُكْنِك الذي لا يُرام ، وارحمنا بِقُدرتك علينا ، ولا نَهلك وأنت رَجاؤنا . قال خلف : فما زِلت أقولها منذ سمعتها ، فما عَرَض لي لصّ ولا غيره .
تحتاج

* ورواه أبو نُعيم في " الحلية " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " مِن طريق خلف بن تميم قال : كنا مع إبراهيم بن أدهم في سَفَر له ، فأتاه الناس فقالوا : إن الأسد قد وَقف على طريقنا ! قال : فأتاه فقال : يا أبا الحارث ! إن كنت أُمِرْتَ فِينا بِشيء فامضِ لِمَا أُمِرْتَ به ، وإن لم تكن أُمِرت فينا بشيء فَتَنَحّ عن طريقنا ، قال : فمضى وهو يُهَمْهم ! فقال لنا إبراهيم بن أدهم : وما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول : اللهم احْرُسْنا بِعينك التي لا تنام ، واحفظنا بِرُكْنِك الذي لا يُرام ، وارحمنا بِقُدرتك علينا ، ولا نَهْلِك وأنت الرجاء . قال إبراهيم : إني لأقولها على ثيابي ونفقتي ، فما فَقَدت منها شيئا .

وإسناد هذه القصة صحيح إلى إبراهيم بن أدهم رحمه الله .

عبد الرحمن السحيم 12-08-2017 08:13 AM

اقتناص الفوائد:
يَقِين الْمُتّقِين (12)

قال سفيان بن عيينة : دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بِسالِم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فقال له : يا سالم ، سَلْنِي حاجة ، فقال : إنني استحيي ِمن الله تبارك وتعالى أن أسأل في بيت الله غير الله ، فلما خَرَج خَرج في إثره ، فقال له : الآن قد خَرجتَ ، فَسَلْني حاجة ، فقال له سالم : مِن حوائج الدنيا أم مِن حوائج الآخرة ، فقال : مِن حوائج الدنيا ، فقال له سالم : أمَا والله ما سألت الدنيا مَن يملكها ، فكيف أسأل مَن لا يملكها . (تاريخ دمشق لابن عساكر)

* ولمّا دخل سليمان بن عبد الملك المدينة حاجًّا ، قال : هل بها رَجل أدرك عِدّة مِن الصحابة ؟ قالوا : نعم ، أبو حازم ، فأرسل إليه ، فلما أتاه قال : يا أبا حازم ما هذا الجفاء ؟ قال : وأيّ جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين ؟ قال : وجوه الناس أتوني ولم تأتني ، قال : والله ما عرفتني قبل هذا ولا أنا رأيتك ، فأي جفاء رأيت مني ؟ فالتفت سليمان إلى الزهري فقال : أصاب الشيخ ، وأخطأت أنا ، فقال : يا أبا حازم ما لنا نَكرَه الموت ، فقال: عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة ، فتكرهون الخروج مِن العمران إلى الخراب ، قال : صدقت ...

ثم قال : يا أبا حازم ارفع إليّ حاجتك ، قال : نعم ، تُدخلني الجنة ، وتُخرجني مِن النا ر ، قال : ليس ذاك إليّ ، قال : فما لي حاجة سِواها . (حلية الأولياء)

عبد الرحمن السحيم 13-08-2017 08:03 AM

عواقب الذّنوب

قال أحمد بن إبراهيم : سمعت رجلا من أهل أصبهان يُحدّث عبد الرحمن بن مهدي قال : كتب أخو محمد بن يوسف يشكو إليه خبر العمال ، فكتب إليه : يا أخي بلغني كتابك تذكر ما أنتم فيه ، وأنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن يُنكر العقوبة ، وما أرى ما أنتم فيه إلاّ مِن شؤم الذنوب .

http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/76.htm

عبد الرحمن السحيم 14-08-2017 07:57 AM

*وِقاية السيئات رَحمة*

في دعاء الملائكة للمؤمنين : (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .

قال ابن القيم : هذا يتضمن طلب وقايتهم مِن سيئات الأعمال وعقوباتها التي تسوء صاحبها ؛ فإنه سبحانه مَتى وَقَاهم عَمل السيئ وقاهم جزاء السيئ ، وإن كان قوله : (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ) أظهر في عقوبات الأعمال المطلوب وقايتها يومئذ .

* وقال :
وقاية السيئات نوعان :
أحدهما : وِقَاية فعلها بالتوفيق ؛ فلا تَصدر منه .
والثاني : وِقَاية جزائها بالمغفرة ؛ فلا يُعاقَب عليها ، فتضمنت الآية سؤال الأمْرَين .

* وتأمل ما تضمنه هذا الخَبر عن الملائكة مِن مَدْحِهم بالإيمان والعمل الصالح والإحسان إلى المؤمنين بالاستغفار لهم ، وقَدَّموا بين يدي استغفارهم تَوسّلهم إلى الله تعالى بِسَعة عِلمه وسَعة رحمته . اهـ .

◻قَال مُطَرِّف : وَجَدْنَا أَنْصَحَ عِبَادِ اللهِ لَعِبَادِ اللهِ الْمَلائِكَةَ ، وَوَجَدْنَا أَغَشَّ الْعِبَادِ لَعِبَادِ اللهِ الشَّيَاطِينَ .

عبد الرحمن السحيم 15-08-2017 08:32 AM

التمكين مِن فعل السيئات : خُذلان

قال ابن القيم :
أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو أن لا يَكِلك الله إلى نفسك ، وأن الخذلان هو أن يُخلي بينك وبين نفسك .


الساعة الآن 02:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى