![]() |
وَعْد الحقّ حقّ ، ووَعْد الشيطان باطِل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للشيطان لَمّة بِابْن آدم ، وللمَلَك لَمّة ؛ فأمّا لَمّة الشيطان فإيعَاد بِالشّر وتكذيب بِالْحَقّ ، وأما لَمّة الْمَلَك فإيعَاد بالخير وتصديق بِالحَقّ ؛ فمَن وَجَد ذلك فليَعلَم أنه مِن الله فليحمد الله ، ومَن وَجَد الأخرى فليتَعَوّذ بِالله مِن الشيطان الرجيم ، ثم قرأ (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) . رواه الترمذي ، وقوّاه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله . اللمّة : المرّة الواحدة مِن الإلمام ، وهو القُرب مِن الشيء ، والمراد بها : الهمّة التي تقع في القلب مِن فعل الخير والشر والعَزْم عليه . (جامع الأصول في أحاديث الرسول ﷺ ، لابن الأثير) |
نعوذ بالله مِن الْحَوْر بعد الكَوْر
قال عُمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : فيمَ تَرَون هذه الآية نزلت : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ) ؟ قالوا : الله أعلم ، فغضِب عُمر فقال : قولوا نَعلم أو لا نَعلم . فقال ابن عباس : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين . قال عُمر : يا ابن أخي ، قُل ولا تحقر نفسك . قال ابن عباس : ضُربِت مثلا لِعَمل . قال عمر : أيّ عَمل ؟ قال ابن عباس : لِعَمَل . قال عمر : لِرَجل غَنِيّ يَعمَل بطاعة الله عز وجل ، ثم بَعث الله له الشيطان ، فعَمِل بالمعاصي حتى أغْرَق أعماله . رواه البخاري . هل هذا الحديث صحيح : " اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور " ، وما معناه ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19649 |
عَادة الله : حِفْظ الصالحين
وبالصلاح تُحفظ الذراري والأرواح في دُعاء النوم : سبحانك اللهم ربي بك وَضَعت جَنْبِي ، وبِك أرفَعه ، إن أمسَكت نَفْسِي ، فاغفِر لها ، وإن أرسلتها فاحفَظها بما تَحفظ به عبادك الصالحين . رواه البخاري ومسلم . 🔸تأمّل القُدرة والقوّة والعَظَمة : كل إنسان ينام فَنَفْسُه عند الله وفي الملكوت الأعلى . فالله أحصاها وتَوفّاها وأمسَكَها ، وهو القائم (عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 🔹قال ابن كثير : يُخبِر تعالى أنه يَتوفّى عباده في منامهم بالليل ، وهذا هو التّوفّي الأصغر ... وذَكَر في هذه الآية الوَفَاتَين : الكُبرى والصّغرى ، وهكذا ذَكَر في هذا المقام حُكم الوَفَاتَين الصُّغرى ثم الكُبرى . 🔸وقال في آية الزّمَر : قال تعالى مُخبِرا عن نفسه الكريمة بأنه المتَصرِّف في الوجود بما يَشاء ، وأنه يَتَوفّى الأنفس الوفاة الكبرى ، بما يُرسِل مِن الحفَظَة الذين يقبضونها مِن الأبدان ، والوفاة الصغرى عند المنام ... وفي هذه الآية ذَكَر الكبرى ثم الصغرى ؛ ولهذا قال : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وفيه دلالة على أنها تجتمع في الملأ الأعلى . |
بِالصّلاح تُحفظ الذّراري والأرواح
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) قال : حُفِظا بِصلاح أبِيهِمَا ، وما ذُكِر منهما صلاح . وقال الْحَسَن هذه الآية : حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِحِفْظِ أَبِيهِمَا . حِفْظ الأهل والوَلد بِصلاح الوالِد ◀️ قال ابن المبرَد الحنبلي عن الصالحين : وأولادهم ومَن بَعدهم مَحفوظون ِبحفظِهم ، وأزواجهم وكُلّ مَن سَمْتُهم كذلك ثم ذَكَر قول عيسى عليه الصلاة والسلام : طُوبى للمُؤمن ، ثم طُوبى له ، كيف يَحفظ الله عزّ وَجَلّ وَلَده مِن بعده . (رسائل ابن عبد الهادي) 🔹قال القاسمي في تفسير قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا): في الآية إشارة إلى أن تَقْوَى الأصول تَحْفَظ الفُرُوع ، وأن الرجال الصالحين يُحفَظون في ذريّتهم الضِّعاف . 🔸قال محمد بن المنكدر : إن الله يَحفظ بِصلاح العبد ولده وولد ولده ، وعترته وعشيرته وأهل دُويرات حوله ؛ فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم . 🔸وقال سعيد بن المسيب : إني لأُصلّي فأذكر وَلَدي ؛ فأزيد في صلاتي . |
قال ابن الأثير : عِتْرَة الرَّجُلِ: أخَصُّ أقَارِبه .
وعِتْرَة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَنْو عَبْد المُطَّلب. وَقِيلَ: أهلُ بيتِه الأقْرَبُون، وَهُمْ أوْلادُه وعليٌّ وأوْلادُه. وَقِيلَ: عِتْرَتُه الأقْربُون والأبْعدُون مِنْهُم . |
مِن عجيب صُنع الله :
أن السمك إذا أُخرِج من الماء مات في الهواء (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) . وابن آدم يعيش في رحم أمه في الماء ، فإذا أُخرِج إلى الهواء عاش ، ولو أُعِيد إلى الماء لمات !! (وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلا تُبْصِرُونَ) |
*خُطورة تَرْك الصلاة*
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : لا يَختلف المسلمون أنّ تَرْك الصلاة المفروضة عَمْدا مِن أعظم الذنوب وأكبر الكبائر ، وأن إثْمَه عند الله أعظم مِن إثم قَتْل النفس ، وأخذ الأموال ، ومِن إثم الزنا والسرقة وشُرب الخمر ، وأنه مُتَعَرِّض لِعُقوبة الله وسَخَطه وخِزْيِه في الدنيا والآخرة . (الصلاة وأحكام تاركها) وبَين الإنسان وبَين ترك الصلاة عِدّة خطوات ؛ فأولها ترك النوافل ، ثم التكاسل عن الصلاة ، ثم ترك الجماعة . فالذي يشقّ عليه فوات النافلة لا يَطمع الشيطان في تركه للصلاة . |
مِن أعظم أسباب النصر : حُسْن العلاقة مع الله
قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ ، أَوْ سَرِيَّةٍ ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا ، وَلاَ تَغْدِرُوا ، وَلاَ تَمْثُلُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . رواه مسلم . 🔸قال أبو الدرداء رضي الله عنه : عَمَل صالح قبل الغزو ؛ فإنكم إنما تُقاتِلون بأعمالكم . رواه ابن المبارك في كتاب " الجهاد " وعلّقه الإمام البخاري . 🔸 وعَهِد عُمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله : عليك بِتقوى الله في كل حال يَنْزِل بِك ، فإن تقوى الله أفضل العُدّ ة، وأبلغ الْمَكِيدة ، وأقوى القُوّة ، ولا تكن في شيء من عداوة عدوك أشد احتِرَاسًا لِنفسك ومَن معك مِن معاصي الله ؛ فإن الذُّنوب أخوف عندي على الناس مِن مَكيدة عدوّهم ، وإنما نُعادي عدونا ونَستنصر عليهم بمعصيتهم ، ولولا ذلك لم تكن لنا قوّة بهم ؛ لأن عددنا ليس كَعَدَدهم ، ولا قوّتنا كَقُوّتهم ، فإن لا ننصر عليهم بِمَقْتِنا لا نَغْلِبهم بِقُوّتنا ، ولا تكونن لِعداوة أحد مِن الناس أحذر منكم لذنوبكم ، ولا أشدّ تعاهدا منكم لذنوبكم ، واعلموا أن عليكم ملائكة الله حَفَظَة عليكم ، يَعلَمُون ما تفعلون في مَسِيرِكم ومنازِلكم ، فاستَحْيوا منهم ، وأحسنوا صحابتهم ، ولا تؤذُوهم بمعاصي الله ، وأنتم زَعمتم في سبيل الله ، ولا تقولوا أن عدوّنا شرّ مِنّا ، ولن يُنْصَروا علينا وإن أذْنَبْنا ، فَكَم مِن قوم قد سُلِّط عليهم بِأشَرّ مِنهم لِذنوبهم ، وسَلُوا الله العَون على أنفسكم كما تَسألونه العَون على عدوكم ، نسأل الله ذلك لنا ولكم . رواه أبو نُعيم في " حِليَة الأولياء " . 🔸وقال والِد علي بن المديني : خَرَجْنَا مع إبراهيم بن عبد الله بن الْحَسَن بن علي رضي الله عنهم ، فَعَسْكَرْنا بِبَاخَمْرا ، فطُفْنَا ليلة ، فسَمِع ابراهيم أصوات طَنَابير وغِناء ، فقال : ما أطمع في نَصْر عَسْكر فيه هذا ! (سِيَر أعلام النبلاء) بَاخَمْرا : موضع بين الكوفة وواسط . |
شهادة عليّ رضي اللّه عنه بِخيرية الشيخين : أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما
قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي - علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أيّ الناس خير بعد رسول الله ﷺ ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم مَن ؟ قال : ثم عُمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال: ما أنا إلاّ رجل من المسلمين . رواه البخاري . |
تقديم النبي ﷺ لأبي بكر في الصلاة دليل على تقديمه في الإمامة العُظمى
رَوَى الحسَن عن عليّ رضي الله عنه قال : لقد أمَرَ النبي ﷺ أبا بَكر أن يُصَلّي بالناس ، وإني لَشَاهِد ما أنا بِغائب ، ولا في مَرَض ؛ فَرِضَينا لِدُنْيانا مَن رَضي به النبي صلى الله عليه وسلم لِدِينِنا . (الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، الشريعة ، للآجُرِّيّ ، الإبانة الكبرى ، لابن بَطّة ، وفضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم ، لأبي نُعيم الأصبهاني ، وتاريخ دمشق ، لابن عساكر) . |
الساعة الآن 07:36 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى