![]() |
القلوب الطاهرة ، والقلوب النّجِسَة
القلوب الطاهرة لا تضرّها فتنة ما دامت السماوات والأرض 🔸 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تُعرَض الفِتَن على القلوب كالحَصِير عُودا عُودا ، فأيّ قَلْب أُشْرِبها نُكِت فيه نُكْتَة سَوداء ، وأيّ قَلْب أنكرها نُكِت فيه نُكْتَة بيضاء ، حتى تَصِير على قَلْبَيْن : على أبيض مثل الصّفَا ، فلا تضره فِتْنَة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسود مُرْبَادّا كَالكُوز مُجَخّيا ، لا يَعرِف معروفا ولا ينكر منكرا إلاّ ما أُشْرِب مِن هواه . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لِمُسلم . 🔘 قال ابن القيم : وإنّما سُمّيت الشُّبْهَة شُبْهَة لاشْتِبَاه الْحَقّ بِالْبَاطِلِ فِيهَا ؛ فإنها تَلْبَس ثَوْب الْحَقّ على جسم الْبَاطِل ! وَأكْثر النَّاس أصحاب حِسّ ظَاهر ، فَينْظر النَّاظِر فِيمَا الْبِسَته مِن اللبَاس فيعتقد صِحَّتهَا ، وأما صَاحب الْعلم وَالْيَقِين فانه لا يغتر بذلك بل يُجَاوز نظره الى بَاطِنهَا وماتحت لباسها فينكشف لَهُ حَقِيقَتهَا . وَمِثَال هَذَا : الدِّرْهَم الزائف ؛ فَإِنَّهُ يغتر بِهِ الْجَاهِل بِالنَّقْدِ نظرا الى مَا عَلَيْهِ من لِبَاس الْفضة ، والناقد الْبَصِير يُجَاوز نظره الى مَا وَرَاء ذَلِك ، فَيطلع على زيفه . فاللفظ الْحسن الفصيح هُوَ للشُّبْهَة بِمَنْزِلَة اللبَاس من الْفضة على الدِّرْهَم الزائف ، وَالْمعْنَى كالنحاس الَّذِي تَحْتَهُ . (مفتاح دار السعادة) |
* التّلاوة الحقيقية
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ) ، وقال عزّ وَجَلّ : (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ) 🔘 قال ابن القيم : هَذِه التِّلاوَة وَسِيلَة وَطَرِيقَة ، وَالْمَقْصُود التِّلاوَة الْحَقِيقِيَّة ، وَهِي : تِلاوَة الْمَعْنى واتّبَاعه تَصْدِيقًا بِخَبَرِهِ ، وائتِمَارًا بِأَمْرِه ، وانْتِهاء عن نَهْيِه ، وائتِمَامًا بِهِ حَيْثُ مَا قادَك انْقَدْت مَعَه . فَتِلاوة الْقُرْآن تتَنَاوَل تِلاوَة لَفظه وَمَعْنَاهُ ، وتِلاوة الْمَعْنى أشْرَف مِن مُجَرّد تِلاوَة اللَّفْظ ، وَأَهْلهَا هُم أهْل الْقُرْآن الَّذين لَهُم الثَّنَاء فِي الدُّنْيَا والاخرة ؛ فَإِنَّهُم أهل تِلاوَة ومُتَابَعة حَقًا . (مفتاح دار السعادة) |
قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) [سورة الفتح]
🔸 قال الإمام السمعاني : (وَتُوَقِّرُوهُ) أي : تُفَخِّمُوه وتَبَجِّلُوه . اهـ . 🔘 *بِقَدْر تَوقِيرك للنبي صلى الله عليه وسلم يكون تَوقِيرك لِوَرَثته* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يُورّثوا دينارا ولا درهما ؛ إنما ورّثوا العِلم ، فمن أخذه أخَذَ بِحَظّ وافِر . رواه الإمام أحمد وأهل السنن . |
الرحمة بالْخَلْق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ لاَ يَرْحَم لاَ يُرْحَم . رواه البخاري ومسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . وقال صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَضَعُ اللهُ رَحْمَتَهُ إِلاَّ عَلَى رَحِيمٍ " قالوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكُلُّنَا رَحِيم . قَال : لَيْسَ الَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ خَاصَّةً ، وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ النَّاسَ عَامَّةً . رواه أبو يَعلَى في مُسنَده والبيهقي في " شُعب الإيمان " ، وأورده الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أهل السنة والجماعة يَتّبِعُون الكتاب والسنة ويُطِيعون الله ورسوله ؛ فَيَتّبِعُون الْحَقّ ويَرْحَمُون الْخَلْق . وقال رحمه الله : أهل السنة والعِلم والإيمان يَعرِفون الْحَقّ ويَتّبِعُون سُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويَرْحَمُون الْخَلْق ويَعْدِلُون فيهم . |
الله يسعدكم
أنواع السعادات : قال ابن القيم : انواع السَّعَادَة الَّتِي تُؤثِرها النُّفُوس ثَلاثَة : 🔸 سَعَادَة خارجية عَن ذَات الإنسان ، بل هِيَ مُسْتَعَارَة لَهُ من غَيره ، يَزُول باسْتِرْدَاد الْعَارِيّة ، وَهِي سَعَادَة المَال والحياة ، فَبَيْنَا الْمَرْء بهَا سَعيدا مَلْحوظا بِالعناية مَرْمُوقًا بِالأبْصَار إِذ أصْبَح فِي الْيَوْم الْوَاحِد أذل مِن وَتَد بِقَاع يُشَجّ رَأسه بالفهرواجي ! 🔹 فالسعادة والفَرح بِهَذِهِ كَفَرح الأقْرَع بِجُمّة ابن عَمّه ! وَالْجمال بهَا كجمال الْمَرْء بِثِيابه وبزّته . ⏪ ويُحْكَى عَن بعض الْعلمَاء أنه رَكِب مَعَ تُجّار فِي مَرْكب فَانْكَسَرت بهم السَّفِينَة فأصْبَحوا بعد عِزّ الْغنى فِي ذلّ الْفقر ، وَوصل الْعَالم الى الْبَلَد فأُكْرِم وَقُصِد بأنواع التّحَف والكَرَامَات ، فَلَمَّا أرادُوا الرُّجُوع الى بِلادهمْ قَالُوا لَهُ : هَل لَك إلى قَوْمك كتاب أو حَاجَة ؟ فَقَالَ : نعم ، تَقولُونَ لَهُم : إذا اتّخَذتم مَالاً لا يغرق إذا انْكَسَرت السَّفِينَة ، فاتّخِذُوا الْعِلْم تِجَارَة . 🔸 السَّعَادَة الثَّانِيَة : سَعَادَة فِي جِسْمه وبَدَنه ؛ كَصِحّته واعْتِدال مِزَاجه ، وتَنَاسب أعضائه ، وَحُسْن تَرْكِيبه ، وصَفاء لَونه ، وَقُوَّة أعضائه . فَهَذِهِ ألْصَق بِهِ مِن الأولى ، وَلَكِن هِيَ فِي الْحَقِيقَة خَارِجَة عَن ذَاته وَحَقِيقَته ، فإن الإِنْسَان إنسان بِرُوحِهِ وَقَلبه لا بجسمه وبَدَنه ! 🔸 السَّعَادَة الثَّالِثَة : هِيَ السَّعَادَة الْحَقِيقِيَّة ، وَهِي سَعَادَة نَفْسَانِيّة رُوحِيّة قَلْبِيّة ، وَهِي سَعَادَة الْعلم النافع وثَمَرَته ؛ فإنها هِيَ الْبَاقِيَة على تَقَلّب الأحوال ، والْمُصَاحِبة للْعَبد فِي جَمِيع أسفاره وَفِي دوره الثَّلاثَ : أعْنِي دَار الدُّنْيَا ، وَدَار البرزخ ، وَدَار الْقَرَار ، وَبهَا يَتَرَقّى مَعارِج الْفَضْل ودَرجات الْكَمَال . أمّا الأولى فإنها تَصحَبه فِي الْبقْعَة الَّتِي فِيهَا مَاله وجَاهُه . وَالثَّانِيَة فَعُرْضة للزّوال والتّبَدّل بِنَكْس الْخَلْق ، وَالرَّدّ إلى الضعْف . ⏺ فَلا سَعَادَة فِي الْحَقِيقَة إلاّ فِي هَذِه الثَّالِثَة الَّتِي كُلّما طَال الأمَد ازْدَادَات قُوَّة وعُلُوًّا ، وَإِذا عُدِم المَال والْجَاه فَهِيَ مَال العَبْد وجاهه ، وَتَظْهر قُوّتها وأثَرها بعد مُفَارقَة الرّوح الْبَدَن إذا انْقَطَعت السعادتان الأوّلَتَان . ✅ وَهَذِه السَّعَادَة لا يَعرِف قَدْرهَا وَيبْعَث على طَلبَهَا إلاّ الْعِلْم بهَا ؛ فَعَادَت السَّعَادَة كُلّهَا إلى الْعِلم وَمَا تقضيه ، وَالله يوفق من يَشَاء لا مَانِع لِمَا أعْطى وَلا مُعْطي لِمَا مَنَع . (مفتاح دار السعادة) ما الذي رَفَع قَدْرهم ؟ http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=10338 |
شمس الرسالة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كَمَا أنّ نُور العَيْن لا يَرَى إلاّ مَع ظُهور نُور قُدّامَه ، فَكَذَلك نُور العَقل لا يَهْتَدِي إلاّ إذا طَلَعَت عليه شَمْس الرّسَالة ؛ فلهذا كان تبليغ الدِّين مِن أعظم فرائض الإسلام ، وكان مَعرِفة ما أمر الله به رسوله وَاجِبًا على جميع الأنام . |
طريقة السّلَف تُوافِق النّقْل والعَقْل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : اعْلَم أن ليس في العَقل الصّريح ولا في النّقل الصحيح ما يُوجِب مُخَالَفَة الطّرَيقة السّلَفِيّة أصلاً . |
نِعَم الله تترَى علينا ..
الله جَلّ جلاله يَتحَبّب إلينا بالنِّعَم ، وهو الغني عنّا ، ونَحن نَتَبغّض إليه بالمعاصي، ونحن الفقراء إليه . 🔸 وفي بعض الآثار الإلهية : عبادي يُبَارِزُونَني بِالعظائم ، وأنا أكْلَؤهم على فُرُشِهم ، إني والجنّ والإنس في نبأ عظيم : أخْلُق ويُعْبَد غيري ، وأرْزُق ويُشْكَر سِواي ، خَيري إلى العِباد نازِل ، وشَرّهم إليّ صَاعِد ، أتَحَبّب إليهم بِنِعَمِي ، وأنا الغنيّ عنهم ، ويَتَبَغّضُون إليّ بِالمعاصي ، وهُم أفْقَر شيء إليّ . 🔘 قال الدينوَري في " المجالسة " : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ؛ قَالَ : كَتَبَ حَكِيمٌ إِلَى حَكِيمٍ : أَمَّا بَعْدُ ! فَقَدْ أَصْبَحْنَا وَبِنَا مِنْ نِعَمِ اللهِ مَا لا نُحْصِيهِ ، وَلا نَدْرِي أَيَّمَا نَشْكُرُ ، أَجَمِيلٌ مَا يُنْشَرُ ، أَمْ قَبِيحٌ مَا يُسْتَرُ ؟! |
الْغِناء مِن أفعال الْفُسّاق والْمُخَنّثِين !
🔸 في كتاب " الوسيط في الْمَذْهَب " للغَزالي في تفسير معنى " الكُوبَة " : طَبْل الْمُخَنّثِين ، وهو طَبْل طَويل مُتّسِع الطّرَفَين ضَيّق الوَسَط . 🔹 وقال ابن قدامة رحمه الله عن ضَرْب الدّفّ : وَأَمَّا الضَّرْبُ بِهِ لِلرِّجَالِ فَمَكْرُوهٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ ؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا كَانَ يَضْرِبُ بِهِ النِّسَاءُ ، وَالْمُخَنَّثُونَ الْمُتَشَبِّهُونَ بِهِنَّ ، فَفِي ضَرْبِ الرِّجَالِ بِهِ تَشَبُّهٌ بِالنِّسَاءِ ، وَقَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ . 🔘 ورَحِم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ كان يقول : وَلَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ النِّسَاءِ كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ مُخَنَّثًا ! وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث ، وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي كَلامِهِمْ . وقال في موضع آخر : كَانُوا يُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث . اهـ . ما قولك في التعاون الشِعري بين داعية ومطرِب ؟؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10160 |
🔕🔇 أفعال السفهاء 🔇🔕
🔷 قال ابن القيم عن الغِناء : وأما سَمَاعه مِن المرأة الأجنبية أو الأمرد ؛ فمن أعظم المحرمات ، وأشدّها فَسَادا للدّين . 🔳 قال الشافعي رحمه الله : وصاحِب الجارية إذا جَمَع الناس لِسَمَاعِها ، فهو سَفِيه تُرَدّ شَهادته ، وأغْلَظ القَول فيه ، وقال : هو دِيَاثَة ؛ فَمَن فَعَل ذلك كان دَيّوثا ! قال القاضي أبو الطيب : وإنما جَعَل صَاحِبها سَفِيهًا ؛ لأنه دَعَا الناس إلى الباطل ، ومَن دَعَا الناس إلى الباطل كان سَفِيها فَاسِقًا . قال : وكان الشافعي يكره التغبير، وهو الطّقْطَقَة بِالقَضِيب ، ويقول : وَضَعَتْه الزّنَادِقة لِيَشْغلوا بِه عن القرآن . قال : وأما العود والطّنْبُور وسائر المَلاهي ؛ فَحَرَام ، ومُسْتَمِعه فَاسِق . 🔴 وقال ابن القيم : حَكَى أبو عَمْرو بن الصّلاح الإجْماع على تحريم السّمَاع الذي جَمَع الدّفّ والشّبابة والغِناء ، فقال في فتاويه : أمّا إبَاحَة هذا السّمَاع وتَحْلِيله ، فليُعْلَم أن الدّفّ والشّبابة والغِناء إذا اجْتَمَعت فاسْتِمَاع ذلك حَرَام عند أئمة المَذَاهب وغيرهم مِن عُلماء المسلمين . ولم يَثْبت عن أحدٍ مِمّن يُعْتَدّ بِقَوله في الإجماع والاختلاف أنه أبَاح هذا السّمَاع . اهـ . قال أبو هلال العسكري في " التلخيص " : واليَرَاعةُ : القَصَبةُ الَّتِي يَزْمُر بها الرَّاعي ، والعامَّةُ تسمِّيها الشَّبَّابةَ ، وهيَ مولَّدةُ . ويقولونَ : قَصَبَ فلانٌ يَقصبُ ، إِذَا زمرَ بِاليَرَاعِ . والنَّايُ فارسيٌّ ، وهوَ بالعربيَّةِ المزمارُ . اهـ . ما حكم الموسيقى بشكل عام ؟ وهل سماع الموسيقى في الأغاني الإسلامية حرام ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18343 |
الساعة الآن 02:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى