![]() |
مَن لم يكن له مِن نفسه واعِظ لم تنفعه المواعظ .
القلب إذا مَرِض بالشهوات لم تنجَع فيه المواعظ . من أراد صفاء قلبه فليُؤثر الله على شهوته . القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بِقَدر تعلّقها بها . (ابن القيم) |
المواعِظ شفاء للقلوب الْحَيّة
قال حَكيم مِن حُكماء بني تميم : إن هِمَم الأبْرَار مُتّصِلَة بِمَحَبّة الرحمن ، وقلوبهم تَنْظر إلى مَواضِع العِزّ مِن الآخرة بِنُور أبْصَارِهم ، فأهْوَاؤهم بها مُتَعَلّقة ، وأنْفُسهم إليها مُتَطَلّعة ، وأعْيُنهم نحوها طَامِحَة . ◀️ وكان يقول : مَن لم تَنْفعه الْمَواعِظ كان الغِنى أضَرّ عليه . وعند التّرَاخِي عن شُكْر النّعم تَحلّ النّقْم . 🔹 أما رَأيت مَن بَاتَ صَحِيحا ثم أصْبَح بِأنْواع البلاء مُتَلَوّثا ؟ أوَ مَا دَعَاك إلى خِدْمَته حُسْن بَلائه عندك ؟ 🔸 وكان يقول : الْمَواعِظ مَشَافٍ ، ولن يَتَشَاغل الْخَلْق بِمِثْل النّصيحة لله عَزّ وَجَلّ . (المحبة لله سبحانه ، لأبي إِسْحَاق إبراهيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد) |
مِن إعْجَاز وبَلاغة القُرآن
* قال الْغَزْنَوِيّ في شأن سُورَةِ الْحَجّ : وَهِيَ مِنْ أَعَاجِيبِ السُّوَرِ ؛ نَزَلَتْ لَيْلا وَنَهَارًا ، سَفَرًا وَحَضَرًا ، مَكِّيًّا وَمَدَنِيًّا ، سِلْمِيًّا وَحَرْبِيًّا ، نَاسِخًا وَمَنْسُوخًا ، مُحْكَمًا وَمُتَشَابِهًا (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي) https://static.xx.fbcdn.net/images/e...1/16/1f518.png وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : سُورة الحج فيها مَكيّ ومَدَنيّ ، ولَيْلِيّ ونَهَارِيّ ، وسَفَرِيّ وحَضَري ، وشِتَائي وصَيْفِيّ . https://static.xx.fbcdn.net/images/e.../1/16/23ea.pngوتَضَمّنت مَنَازِل الْمَسِير إلى الله ، بحيث لا يَكون مَنْزِلة ولا قَاطِع يَقْطَع عنها . https://static.xx.fbcdn.net/images/e.../1/16/23ee.png ويُوجَد فيها ذِكْر القُلُوب الأربعة : الأعمَى والْمَرِيض والقَاسِي والْمُخْبِت الْحَيّ الْمُطْمِئن إلى الله . = وفيها مِن التّوحِيد والْحِكَم والْمَوَاعِظ على اختصارها ما هو بَيَّن لِمَن تَدَبّره . = وفيها ذِكْر الوَاجِبات والْمُسْتَحَبّات كُلّها تَوحِيدًا وصَلاة وزَكَاة وحَجًّا وصِيامًا ؛ قد تَضَمّن ذلك كُلّه قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77] فيَدْخُل في قوله : (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) كُلّ وَاجِب ومُسْتَحَبّ ؛ فخَصَّصَ في هذه الآية وَعَمَّم ، ثم قال : (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) [الحج:78] فهذه الآية وما بَعدها : لم تَتْرُك خَيْرًا إلاّ جَمَعَتْه ، ولا شَرًّا إلاّ نَفَتْه . |
بَلاغَة التعبير القُرآني بِحَسب حَال الْمُخَاطَب
قال الله عَزّ وَجَلّ في خَبَر زكريّا عليه الصلاة والسلام : (قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) وفي خَبَر مريم عليها السلام : (قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) * قال أبو حيّان الأندلسي في " البَحْر الْمُحِيط " : في قِصّة زَكَرِيّا (يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) مِن حَيث إن أمْرَ زَكَرِيّا دَاخِل في الإمكان العادي الذي يُتَعَارَف ، وإن قَلّ . وفي قصة مَرْيَم : (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) ؛ لأنه لا يُتَعَارَف مِثْله ، وهو وُجُود وَلَد مِن غَير وَالِد ، فهو إيجاد واخْتِرَاع مِن غير سَبَب عادي ، فلذلك جاء بلفظ : (يَخْلُقُ) الدّالّ على هذا الْمَعْنَى . |
🔸 قال ابن الجوزي : كَم تَعَرْقَل في فَخّ الْهَوَى جَنَاح حَازم ؟!
🔹 قال ابن رجب الْحَنبَلِيّ رحمه الله : جميع المعاصي إنما تَنْشَأ مِن تقديم هَوى النفوس على مَحَبة الله ورَسُوله صلى الله عليه وسلم . وقد وَصَف الله المشركين باتِّبَاع الْهَوى في مَواضِع مِن كِتَابه ، وقال تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) [القصص: 50] . 🔘 وكذلك البِدَع ، إنما تَنْشَأ مِن تَقديم الْهَوى على الشّرْع ، ولهذا يُسَمّى أهلها : أهل الأهواء . 🔘 وكذلك المعاصي ، إنما تَقَع مِن تَقديم الْهَوى على مَحَبة الله ومَحَبة ما يُحِبّه . وكذلك حُبّ الأشخاص : الوَاجِب فيه أن يَكون تَبَعًا لِمَا جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . فيَجِب على المؤمِن مَحَبة الله ومَحَبّة مَن يُحِبّه الله مِن الملائكة والرُّسُل والأنبياء والصّدّيقين والشهداء والصالحين عُمُوما ؛ ولهذا كان مِن علامَات وُجُود حَلاوة الإيمان : أن يُحِبّ الْمَرْء لا يُحِبّه إلاّ لله . |
🛑 انتشرت رسالة بعد خُسوف القَمَر ، وفيها : أن الشمس سوف تنكسف يوم السبت أو الجمعة التي تَلِي يوم الخسوف
وهذا كَذِب وخطأ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الخسوف والكُسوف لهما أوقات مُقَدّرة كَمَا لِطُلوع الهلال وَقْت مُقَدّر ، وذلك ما أجرى الله عادته بالليل والنهار ، والشتاء والصيف وسائر ما يَتْبَع جَرَيَان الشمس والقمر . وذلك مِن آيات الله تعالى . كذلك أجرى الله العادَة أن الشمس لا تَكسِف إلاّ وقت الاسْتِسْرَار ، وأن القَمَر لا يَخْسِف إلاّ وَقْت الإبْدَار ، وَوَقْت إبْدَاره هي الليالي البِيض التي يُسْتَحَبّ صِيام أيامها : ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر . فالقمر لا يَخْسِف إلاّ في هذه الليالي . والهلال يَسْتَسِر آخر الشهر : إمّا لَيْلة وإمّا لَيْلَتَين ، كَما يَسْتَسِر لَيلة تِسْع وعشرين وثلاثين ، والشمس لا تَكسِف إلاّ وَقت اسْتِسْرَارِه . 🔸 ومَن قال مِن الفقهاء إن الشمس تَكسِف في غير وَقْت الاسْتِسْرَار ؛ فقد غَلِط ، وقال ما ليس له به عِلْم . اهـ . فعلى هذا : الشمس لا تنكسف منتصف الشهر ولا قبل يوم 29 من الشهر الهجري . 🔘 وفي رسالة لبعض أهل العلم قال بِيقِين وُقوع الخسوف إذا أخْبَرُوا به . والواقع يُكذّب ذلك ، فكم أخْبَروا بخسوف ولم يَقَع . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والعِلْم بِوَقْت الكُسُوف والخسوف - وإن كان مُمْكِنًا - لكن هذا الْمُخْبِر الْمُعَيَّن قد يَكُون عَالِمًا بِذَلك وقد لا يكون ، وقد يكون ثِقَة في خَبَرِه وقد لا يكون . وخَبَر الْمَجْهُول الذي لا يُوثَق بِعِلْمِه وصِدْقه ولا يُعْرَف كَذِبه مَوْقُوف . ولو أخْبَر مُخْبِر بِوَقْت الصلاة وهو مَجْهُول لم يُقْبَل خَبَره ، ولكن إذا تواطأ خَبَر أهْل الْحِسَاب على ذلك فلا يَكَادُون يُخْطِئون ، ومع هذا ، فلا يَتَرَتّب على خَبَرِهم عِلْم شَرْعِيّ ؛ فإن صلاة الكُسُوف والْخُسُوف لا تُصَلّى إلاّ إذا شَاهَدْنا ذلك . |
طَهَارَة القلب تَرْفَع صاحِبها مع يَسير العَمل
قال الله عَزّ وَجَلّ : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) قال مُطَرّف بن عبد الله : فَضْل العِلم أفضل مِن فَضْل العبادة ، وخَيْر دِينِكم الوَرَع . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " وأبو خَيْثَمة في " العِلْم " والبيهقي في " شُعب الإيمان " . * قال ابن رجب الْحَنبَلِيّ رحمه الله : الاشتغال بِتطهير القلوب أفضل مِن الاستكثار مِن الصوم والصلاة مع غِشّ القُلُوب ودَغَلِها ... و لم يكن أكثر تَطَوّع النبي صلى الله عليه وسلم وَخَوَاصّ أصحابه بِكثرة الصوم والصلاة بَل بِبِرّ القُلوب وطهارتها وسَلامتها وقُوّة تَعَلّقها بالله : خَشْيَة له ومَحَبّة وإجْلاَلاً وتَعْظِيما ورَغْبَة فيما عِنده ، وزُهْدًا فيمَا يَفْنَى . |
رُبّ نائم على فِراشِه قد سَبَق القائم في لَيلِه
في الحديث : رُبّ صائم حَظّه مِن صيامه الْجُوع والعَطش ، ورُبّ قائم حظّه مِن قيامه السّهَر . رواه الإمام أحمد ، وقال الأرنؤوط : إسناده جَيّد . وصححه الألباني . 🔸 قال أبو الدرداء رضي الله عنه : يا حَبّذَا نَوْم الأكْيَاس وإفطارهم . كيف يَغْبنون سَهَر الْحَمْقَى وصيامهم . ولَمِثْقَال ذَرّة مِن صاحِب تَقوى ويَقين أعظم وأفضل وأرْجَح مِن أمْثال الْجِبَال عِبَادة مِن الْمُغْتَرّين . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " ومِن طريقِه : رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " . الأكْيَاس : جَمْع كَيّس ، وهو عكس الأحْمَق 🔹 قال يحيى بن معاذ الرازي: كَم مِن مُسْتَغْفِر مَمْقُوت ، وسَاكِت مَرْحُوم . قال يحيى : هذا مُسْتَغْفِر وقَلْبه فَاجِر ، وهذا سَاكِت وقَلْبه ذَاكِر . رواه الخطيب البغدادي في " الزهد والرقائق " . |
يا حَبّذَا صُحْبَة الصَالِحِين
قال الله عَزّ وَجَلّ عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) وقال الخليل : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) وقال حَفِيدُه : (أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) وقال نَبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام : (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) وفي خَبَر يَحيَى عليه الصلاة والسلام : (وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) وفي خَبَر ابن مريم عليه الصلاة والسلام : (وَمِنَ الصَّالِحِينَ) وفي أخبار المؤمنين : (وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) 🔸 ونِعْم الصُحبَة صُحبَة الصّالِحين : (فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) قال ابن القيم : أوّل مَنَازِل القَوْم : (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) . وأوسطها : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) . وآخِرُها : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) . |
احذر أن لا تكون مِن عباد الله الصالحين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صَلّى أحدكم فَلْيَقُل : التّحِيّات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قُلْتُمُوها أصَابَتْ كُلّ عبدٍ لله صالح في السماء والأرض . رواه البخاري ومسلم . 🔘 قال ابن القيم : إذا كان الله ورسوله في جانب ، فاحْذَر أن تكون في الجانب الآخَر ؛ فإن ذلك يُفْضِي إلى الْمُشَاقّة والْمُحَادّة . (الفوائد) |
الساعة الآن 08:38 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى