![]() |
يَا حَبّذَا نَوْم الأكْيَاس
🔸 قال مُطَرّف بن عبد الله بن الشّخّير : لأن أبِيت نائمًا وأُصْبِح نَادِمًا ، أحبّ إليّ مِن أن أبيت قائما فأُصْبِح مُعْجبًا . رواه الإمام ابن المبارك في " الزّهد " والإمام أحمد في " الزّهد " . 🔹 قال الإمام الذهبي بعد أن ذَكَر هذا القَول : لا أفلح والله مَن زَكّى نَفْسه أو أعْجَبَتْه . 🔹 قال محمد بن المنكَدِر : بِتّ أغْمِز رِجْل أُمّي ، وبَاتَ عُمر – أخِي - يُصَلّي ، وما يَسُرّني أن لَيْلَتِي بِلَيْلَتِه . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " . |
ادّخِر لأخِرَتك ، ولا تجعل هَمّك : مظهرك وبطنك !!
🔸 قال عُمر لابنه عاصم : يا بني ، كُلْ في نِصْف بَطْنك ، ولا تَطْرَح ثَوبًا حتى تَسْتَخْلِقه ، ولا تَكُن مِن قَوم يَجْعَلون ما رَزَقَهم الله في بُطُونهم وعلى ظُهُورهم !! 🔸 وقال ابن عباس : مَن أنْفَق مائة ألف في حَقّ فليس بِسَرَف ، ومَن أنْفَق دِرْهَمًا في غير حَقّه فهو سَرَف ، ومَن مَنَع مِن حَقّ عليه ؛ فقد قَتّر . 🔘 قال القرطبي : النّفَقَة في مَعْصِية أمْر قد حَظَرَت الشريعة قليله وكثيره ، وكذلك التّعَدّي على مَالِ الغَيْر . (الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي) |
كَسْر التّعاظُم في النّفْس
قال مصعب بن سعد : رَأى سعد رضي الله عنه أن له فَضْلاً على مَن دُونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تُنْصَرون وتُرْزَقُون إلاّ بِضُعَفائكم . رواه البخاري . وفي رواية النسائي مِن طريق طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظَنّ أن له فَضْلاً على مَن دُونه مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال نَبِيّ الله صلى الله عليه وسلم : إنما يَنْصُر الله هذه الأُمّة بِضَعِيفها : بِدَعْوَتهم وصَلاتهم وإخْلاصِهم . 🔘 قال ابن بطّال : وتأويل ذلك : أن عِبادة الضّعَفاء ودُعَاءهم أشدّ إخْلاصًا وأكثر خُشُوعًا ؛ لِخَلاء قُلوبهم مِن التّعَلّق بِزُخْرف الدّنيا وزَيِنتها ، وصَفَاء ضَمَائرهم مما يَقْطَعهم عن الله ، فَجَعَلُوا هَمّهم واحِدًا ؛ فَزَكَتْ أعمالهم ، وأُجِيب دُعَاؤهم . 🔹 قال الْمُهَلّب : إنما أراد صلى الله عليه وسلم بهذا القول حَضّ سَعد على التّواضُع ، ونَفْي الكِبْر والزّهْو عن قلوب المؤمنين . فَفِيه مِن الفِقه : أن مَن زَهَا على مَن هو دونه أنه يَنْبَغي أن يُبَين مِن فَضله ما يُحْدِث له في نَفْس الْمَزْهُوّ مِقْدارًا أو فَضلا حتى لا يَحْتَقِر أحَدًا مِن المسلمين . ألاَ تَرى أن الرسول أبان مِن حال الضعفاء ما ليس لأهل القُوّة والغناء ، فأخبر أن بِدُعائهم وصَلاتهم وصَومهم يُنْصَرُون . اهـ . 🔸 وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابْغُوني الضّعيف ؛ فإنكم إنما تُرْزَقُون وتُنْصَرُون بِضُعَفَائكم . رواه الإمام أحمد وابو داود والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . |
|
أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم أن يَكون مع الفقراء والضّعفاء ، ولا يَنظُر إلى الأغنياء .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) وقال تبارك وتعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) قال ابن كثير : وقوله: (وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) قال ابن عباس : ولا تُجَاوِزهم إلى غيرهم : يعني : تَطْلُب بَدَلهم أصحاب الشّرَف والثّرْوَة . اهـ . |
الله عَزّ وَجَلّ يَغْضَب لِغضَب ضُعَفاء وفُقراء المسلمين
مَرّ أبو سفيان على سَلمان وصُهيب وبِلال في نَفَر ، فقالوا : والله مَا أَخَذَت سُيوف الله مِن عُنُق عَدُوّ الله مأخَذها . قال فقال أبو بكر : أتَقولون هذا لِشَيخ قريش وسَيّدهم ؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخْبَره ، فقال : يا أبا بكر لَعلّك أغْضَبْتَهم ، لئن كنت أغْضَبْتَهم ، لقد أغْضَبْتَ رَبّك . فأتاهم أبو بكر فقال : يا إخْوَتاه أغْضَبْتُكم ؟ قالوا : لا ، يَغْفِر الله لك يا أُخَيّ . رواه مسلم . 🔘 قال النووي : وهذا الإتْيَان لأبي سفيان كان وهو كَافِر ، في الْهُدْنَة بعد صُلْح الْحُدَيْبِيَة . وفي هذا فَضِيلة ظَاهِرة لِسَلْمَان ورُفْقَته هؤلاء ، وفيه مُرَاعاة قُلُوب الضّعَفاء وأهل الدِّين وإكْرَامهم ومُلاطَفتهم . |
جَوامِع الْخَيْر
قال مُطَرّف بن عبد الله : تَذَكّرت ما جِمَاع الْخَيْر ، فإذا الخير كَثير : الصوم والصلاة ، وإذا هو في يَدِ الله عزّ وَجَلّ ، وإذا أنت لاَ تَقْدِر على ما في يَدِ الله عزّ وَجَلّ إلاّ أن تسأله فيُعْطِيك ؛ فإذا جِمَاع الْخَيْر : الدّعَاء . رواه الإمام أحمد في " الزّهد " . 🔹 قال ابن القيم رحمه الله : إذا كان كلُّ خيرٍ أصله التوفيق ، وهو بِيـدِ الله لا بِيَـدِ العبـد ؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصِدقِ اللجأ والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أَعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يَفتَح لـه … وما أُتي من أُتي ، إلاّ مِن قِبَل إضاعةِ الشكر وإهمالِ الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظَفِر – بمشيئة الله وعونه – إلاَّ بِقِيامه بالشكر وصِدق الافتقار والدعاء . اهـ . |
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما العَمل في أيام العَشر أفضل مِن العَمل في هذه . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلاّ رَجُل خَرَج يُخَاطِر بِنَفْسِه ومَالِه فلم يَرْجِع بِشيء . رواه البخاري . 🔸 وفى رواية للدّارِمِيّ : مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ وَلا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الأَضْحَى . قِيلَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ . قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ . 🔹 قال ابن رَجَب : هذا الحديث حديث عظيم جليل . 🔘 وهذا الحديث نَصّ في أن العَمَل المفْضُول يَصير فَاضِلا إذا وَقَع في زمان فاضِل ، حتى يَصِير أفضل مِن غيره مِن الأعمال الفاضلة ؛ لِفَضْل زَمَانِه . 🔘 وفيه أن العَمل في عشر ذي الحجة أفضل مِن جميع الأعمال الفاضلة في غيره ، ولا يُستثنى مِن ذلك سِوى أفضل أنواع الجهاد ، وهو أن يَخْرُج الرّجُل بِنَفْسِه ومَالِه ثم لا يَرْجِع مِنْهُما بِشَيء . |
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (2)
نَوّه الله بشأن عَشْر ذِي الْحِجَّة 🔸 قال الإمام البغوي في تفسيره : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) يَعْنِي : عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ . 🔘 قال الإمام البخاري : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) : أَيَّامُ العَشْرِ ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا . وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ . |
أقْبَلَت أفضل أيام الدّنْيا (3)
أكثروا فيها من ذِكر الله تبارك وتعالى . في حديث ابن عمر رضيَ اللّهُ عنهما عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط . |
الساعة الآن 10:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى