![]() |
مِن السلامة : أن يكون الإنسان عَفِيف اللسان ، سَلِيم القَلب ، وهذا هو سبيل أهل العِلْم والإيمان .
كَتَب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما : أن اكْتُب إليّ بالعِلم كله . فكتب إليه : إن العِلم كثير ، ولكن إن استطعت أن تَلْقَى الله خفيف الظّهْر مِن دماء الناس ، خَمِيص البَطْن مِن أموالهم ، كافّ اللّسَان عن أعْرَاضِهم ، لازِمًا لأمْر جماعتهم ؛ فافعل . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " . |
حقيقة الاستسلام والانقياد
💎 جاء رَجُلٌ إلى ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه عنهما فسأله عَنِ اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ . فَقَالَ ابن عُمَر : رَأَيْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُه وَيُقَبِّلُه . فقَالَ الرّجُل : أَرَأَيْتَ إِن زُحِمْتُ ؟ أَرَأَيْتَ إِن غُلِبْتُ ؟ قَالَ : اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ ! رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ . رواه البخاري . 💎 وعن أَبِي مِجْلَزٍ عَنِ ابْنِ عُمَر ، قال : قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ : صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، وَالْوِتْرُ رَكْعَة . قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِن غَلَبَتْنِي عَيْنِي ، أَرَأَيْتَ إِن نِمْتُ ؟ قَالَ : اجْعَلْ أَرَأَيْتَ عِنْدَ ذَاكَ النَّجْمِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا السِّمَاكُ ، ثُمَّ أَعَادَ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، وَالْوِتْرُ رَكْعَة قَبْلَ الصُّبْح . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط . قوله : " فَإِذَا السِّمَاكُ " هو نَجْم مِن النّجُوم . 🔹 والله لا أُكلّمك أبداً http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2143 |
مِن الحرمان والخذلان والغَبْن والخُسران أن يمتد ليل الشتاء - في بعض الدول - قُرابة 10 ساعات ثم لا يكون لك فيها ركعة واحدة ، ولا قراءة قرآن ، ولا تسبيحة ، أو تحميدة ، أو تكبيرة ، أو تهليلة
💎 قال أبو وائل شَقِيق بن سَلَمة : غَدَونا على عبد الله بن مسعود يوما بعدما صلّينا الغَداة ، فسلّمنا بالباب ، فأُذن لنا . قال : فمَكثنا بالباب هُنية . قال : فخرجت الجارية ، فقالت : ألاَ تدخلون ؟ فدخلنا فإذا هو جالس يُسبّح ، فقال : ما منعكم أن تدخلوا ، وقد أُذن لكم ؟ فقلنا : لا إلاّ أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم . قال : ظننتم بِآل ابن أم عبدٍ غفلة ؟! قال : ثم أقبل يُسبّح حتى ظنّ أن الشمس قد طلعت ، فقال : يا جارية، انظري هل طلعت ؟ قال : فنَظَرتْ ، فإذا هي لم تطلع ، فأقبل يُسبّح حتى إذا ظنّ أن الشمس قد طلعت ، قال : يا جارية ، انظري هل طلعت ؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت ، فقال : الحمد لله الذي أقَالَنا يومَنا هذا . رواه مسلم . |
لَمّا ذَكَر الله تبارك وتعالى كُفْر النصارى قال بعد ذلك : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
فإذا كان هذا تَودّده سبحانه وتعالى إلى أعدائه ، فكيف بِتَودّده وتَحبّبه إلى أوليائه ؟ 💎 قال الفضل بن عيسى الرقاشي عند قَوله : (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا) : يا مَن يَتَحَبّب إلى مَن يُعَادِيه ، فَكَيف بِمَن يَتَولاّه ويُنَادِيه ؟ (تفسير ابن أبي حاتم) |
مِن تَودّده سبحانه وتعالى إلى عِباده
قال الله عزّ وَجَلّ : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) . وقال تبارك وتعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) [غافر:61] . وقال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر:64] . وقال سبحانه وبحمده : (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) [الشورى:19] . 🔶 قال ابن القيم : [ الله] غَنِيّ بِالذّات عن كل ما سواه ، وهو - مع ذلك - يَودّ عِباده ويُحِبّهم ، ويَتَوَدّد إليهم بإحسانه إليهم ، وتَفَضّله عليهم . اهـ . |
لا يَلِيق بالْحُرّ التّذلّل للعبيد
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : رَأيتُ في النّوم كأن قائلا يَقول لي : أو يَحْسُن بِالْحُرّ أن يَتذَلّل للعَبيد وهو يَجِد عند مَوْلاه ما يُريد ؟ رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . 💎 قال القرطبي : العبودية هي التّذَلّل والافتِقار لِمَن له الْحُكم والاختيار . 💡 وقال ابن رجب : والله سبحانه يُحِبّ أنْ يُسأل ، ويُرْغَبَ إليه في الحوائج ، ويُلَحَّ في سؤاله ودُعائه ، ويَغْضَبُ على مَن لا يَسأله ، ويَستدعي مِنْ عباده سُؤاله ، وهو قادِر على إعطاء خَلْقِه كُلِّهم سُؤْلَهم مِن غير أنْ يَنْقُصَ مِن مُلكه شيء ، والمخلُوق بِخلاف ذلك كُلّه : يَكْرَه أنْ يُسأل ، ويُحبُّ أنْ لا يُسألَ ، لِعجزه وفَقْره وحَاجته . ولهذا قال وهب بن مُنَبه لِرَجل كان يأتي الملوك : ويْحَك ! تأتي مَن يُغلِقُ عنك بَابَه ، ويُظهِرُ لك فَقرَه ، ويُوارِي عنك غِناه ، وتَدَع مَن يفتحُ لك بَابَه بِنِصف الليل ونِصف النهار ، ويُظهِر لك غِناه ، ويقول : ادْعُنِي أستَجِب لك . |
ما حُـكم قول القائل " ادعُ الله بكلّ ما يخطر في بالك " ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=81018 |
أدب السّلَف مع الله عزّ وَجَلّ
قال عروة بن الزبير : خَطَبْتُ إلى عَبْدِ الله بن عمر ابْنَتَهُ وَنَحْن فِي الطَّوَاف فَسَكَتَ ولم يُجِبْنِي بِكَلِمَة ، فَقُلْت : لو رَضِي لأَجَابَنِي ، وَالله لا أُرَاجِعُه فيها بِكَلِمَة أبدا ، فَقُدِّر له أن صَدَرَ إلى الْمَدِينَة قَبْلِي ، ثم قَدِمْتُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْت عليه وَأَدَّيْتُ إليه مِن حَقِّه ما هو أَهْلُه ، فَأَتَيْتُه وَرَحَّب بي ، وقال : مَتَى قَدِمْتَ ؟ فَقُلْتُ : هذا حين قُدُومِي . فقال : أَكُنْتَ ذَكَرْتَ لِي سَوْدَة بنت عبد الله وَنَحْنُ في الطَّوَافِ نَتَخَايَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَعْيُنِنَا ، وَكُنْتَ قَادِرًا أن تَلْقَانِي في غير ذلك الْمَوْطِن ؟ فَقُلْتُ : كَانَ أَمْرًا قُدِّرَ . قال : فَمَا رَأْيُكَ اليوم ؟ قلت : أَحْرَص ما كُنْتُ عليه قطّ ، فَدَعَا ابْنَيْه سَالِمًا وعبد الله فَزَوَّجَنِي . رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " وأبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . واليوم ترى في الطواف مشَاهِد لا تدلّ على الأدب مع الله تبارك وتعالى . |
أدب السلف مع بيوت الله
💎 قال السَّائِب بن يَزِيد رضي الله عنه : كُنْتُ قَائِمًا فِي المَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُل ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَر بن الخَطَّابِ ، فَقَال : اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْن ، فَجِئْتُه بهما . قال : مَن أنتما - أَوْ مِن أين أنتما ؟ - قالا : مِنْ أَهْلِ الطَّائف . قَال : لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لأَوْجَعْتُكُما ، تَرْفَعَان أَصْوَاتَكُما في مَسْجِدِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ رواه البخاري . حَصَبَنِي : أيْ : رَمَاني بِالْحَصْبَاء . 📙 وهذا مِن أدب عمر رضي الله عنه وتأدّبه مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ووأدبه في المساجد ، فلم يَرفع صوته ليُنادِي الرّجُلين ، ولا رفع صوته ليُنادِي السائب بن يَزِيد ، بل رَمَاه ببعض الحصى الصّغَار لِيَنْتَبه له . وفَهِم الإمام البخاري رحمه الله عُموم النّهي عن رَفْع الصوت في المساجد ، فَبَوّب على هذا الحديث : بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي المَسَاجِدِ . ولا شك أن أولى الناس بالاحترام والتوقير هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فَلَيْت مَن يأتون إلى زيارة قَبْر النبي صلى الله عليه وسلم يتأدّبون بهذا الأدب مع جَناب النبي صلى الله عليه وسلم ومَقَامه . 💡 قال أبو علي الدّقّاق : العَبْد يَصِل بِطاعة الله إلى الجنّة ، ويَصِل بِأدَبِه في طاعته إلى الله . وقال : رأيت مَن أرَاد أن يَمُدّ يَدَه في الصلاة إلى أنْفه فقَبَض على يَدِه . (مدارِج السالكين ، لابن القيم) 📞 ما حكم الحديث في أمور الدنيا في المساجد ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14200 |
مِن آداب المساجِد :
🔶 قال القرطبي : وَمِمَّا تُصَان عنه الْمَسَاجِد وَتُنَزَّهُ عنه : الرَّوَائِح الْكَرِيهَة ، وَالأَقْوَال السَّيِّئة، وغير ذلك ؛ وذلك مِن تَعْظِيمها ... 💎 وَسَمِعَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه صَوْت رَجُل فِي الْمَسْجد فقال : مَا هذا الصَّوْت ؟ أَتَدْرِي أين أنت ؟! 💎 وَكَانَ خَلَف بن أيوب جَالِسا فِي مسجده ، فأتاه غلامه يسأله عن شيء ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَجَابَه ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَال : مَا تَكَلَّمْت في الْمَسْجِد بِكلام الدُّنْيَا مُنْذ كذا وكذا ، فَكَرِهْت أن أتكلّم اليوم . 📙 وقال ابن المسيبِ : مَن جَلَس في مَسْجِدٍ فإنما يُجَالِس رَبَّهُ ، فَمَا حَقّه أَن يقول إِلاّ خَيْرا . 💎 وَقَدْ جَمَع بَعْض الْعُلَمَاء في ذلك خَمْس عَشْرَة خَصْلَة ، فَقَالَ : مِنْ حُرْمة الْمَسْجد : 1 - أَنْ يُسَلِّمَ وَقْتَ الدُّخُولِ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ جُلُوسًا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَد قَالَ : السَّلام علينا وعلى عِبَاد اللَّه الصَّالِحِينَ . 2 - وَأَنْ يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ . 3 - وَأَلاّ يَشْتَرِيَ فِيهِ وَلا يَبِيعَ . 4 - ولا يَسُلَّ فِيهِ سَهْمًا وَلا سَيْفًا . 5- وَلا يَطْلُبَ فِيهِ ضَالّة . 6 - ولا يَرْفَع فيه صَوتا بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلا يَتَكَلَّمَ فِيهِ بِأَحَادِيثِ الدُّنْيَا . 7 - وَلا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ . 8 - وَلا يُنَازِعَ فِي الْمَكَانِ . 9 - وَلا يُضَيِّقَ عَلَى أَحَدٍ فِي الصَّفِّ . 10 - وَلا يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ مُصَلٍّ . 11 - وَلا يَبْصُقَ ، ولا يَتَنَخَّمَ ، ولا يَتَمَخَّطَ فِيهِ . 12 - ولا يُفَرْقِعَ أَصَابِعَهُ ، وَلا يَعْبَثَ بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ . 13 - وَأَنْ يُنَزَّهَ عَنِ النَّجَاسَاتِ وَالصِّبْيَانِ وَالْمَجَانِينِ . 14 - وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ . 15 - وَأَنْ يُكْثِرَ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى وَلا يَغْفُلَ عَنْهُ . فَإِذَا فَعَلَ هَذِهِ الْخِصَالَ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ حِرْزًا لَهُ وَحِصْنًا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي) 🔶 لَم تُبْنَ لهذا http://saaid.net/Doat/assuhaim/128.htm هذه الآداب حقّها أن تُطبع وتُعلق في المساجد ؛ ليقرأها كل مسلم |
الساعة الآن 10:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى