![]() |
تورّع السّلَف عن الفَتوى
جاء رَجُل إلى ابن عمر فسأله عن مسألة ، فطأطأ ابن عمر رأسه ولم يُجِبه حتى ظَنّ الناس أنه لم يَسمع مَسألته . فقال له : يرحمك الله ، أما سَمِعت مَسْألتي ؟ قال : بلى ، ولكِنكم كأنّكم تَرَوْن أن الله ليس بِسَائلنا عَمّا تَسْألوننا عنه !! اتْرُكْنا يَرحمك الله حتى نَتَفَهّم في مَسْألتك ، فإن كان لها جَوَاب عندنا وإلاّ أعْلَمْنَاك أنه لا عِلْم لَنَا بِه . رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " . |
جَبَان عند الفَتوى
🔘 قال ابن شُبْرمة : كَانَ محمد بن سِيرِينَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ الْحََلالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَبَدَّلَ حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " . ☑️ وقال ابنُ شُبْرمة : دَخَلتُ على محمد بن سيرين بِواسِط فلم أرَ أجْبَن عن فُتْيَا ، ولا أجْرَأ على رؤيا منه . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " . 🔸 وقال ابن وهب : سمعتُ مَالِكًا يقول : لم يَكن مِن أمْر الناسِ ولا مَن مَضَى مِن سَلَفنا ولا أدركتُ أحدًا اقْتَدي به يقول في شيء : هذا حَلال وهذا حَرام ، وما كانوا يَجْتَرِئون على ذلك ، وإنما كانوا يقولون : نَكْرَه كذا ، ونَرى هذا حَسَنًا ، ونتّقي هذا ، ولا نَرى هذا ... ولا يقولون حَلال ولا حرام ، أما سمعتَ قول الله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ) ، الحلالُ ما أحَلَّه اللهُ ورسولُه ، والحرامُ ما حَرّمه اللهُ ورسولُه . (جامع بيان العلم ، لابن عبد البر) 💎 وذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بن الإمامِ أحمدَ مَسَائِلَ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ : كَانَ فِيهَا مَسْأَلَةٌ دَقِيقَةٌ فِي رَجُلٍ رَمَى طَيْرًا فَوَقَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ ، لِمَنِ الصَّيْدُ ؟ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : لا أَدْرِي . قَالَ المروزيُّ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : مَا تَقُولُ أَنْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : هَذِهِ دَقِيقَةٌ ، مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ فِيهَا ، وَأَبَى أَنْ يُجِيبَ ! (الوَرَع ، للإمام أحمد) 🔹 وهناك مسائل يُقال فيها : جَبُن عنها الإمام أحمد ! أي : لم يتَجَرّأ على الجواب عنها . منها : أنه سُئل إذَا طَلَّقَ السَّكْرَانُ ، أَوْ سَرَقَ ، أَوْ زَنَى ، أَوْ افْتَرَى ، أَوْ اشْتَرَى ، أَوْ بَاعَ ؟ فَقَال : أَجْبُنُ عَنْهُ ، لا يَصِحُّ مِنْ أَمْرِ السَّكْرَانِ شَيْءٌ . (المُغنِي، لابن قدامة) |
ابحث عن خلاصك قبل كلامك
فإن كلامك مِن عَمَلك وفي مأثور الْحِكَم : مَن حسب كلامه مِن عمله قلّ كلامه إلاّ فيما يَعنيه . 🕯قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : مَن لم يَعدّ كلامه مِن عَمَله كَثُرت خطاياه ، ومَن عَمِل بِغير عِلم كان ما يُفْسِد أكثر مما يصلح . رواه ابن أبي شيبة والدارمي 💎 وقال : مَن عَدّ كلامه مِن عَمله قلّ كَلامه . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " . خطورة نشر الشائعات http://cutt.us/3UkRv |
العِلْم حِمْل ثقيل
سُئل الإمام مَالِك عن مسألة فقال : لا أدري ، فقيل له : إنها مسألة خَفيفة سَهلة ! فغضب ، وقال : ليس في العِلم شيء خفيف ، أمَا سمعت قول الله عز وجل : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا) ؟ فالعِلم كُلّه ثقيل ، وبِخَاصّة ما يُسأل عنه يوم القيامة . (ترتيب المدارك وتقريب المسالك ، للقاضي عياض) |
مِن أسباب الهزائم وتسلّط العدو
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لَمّا كان أهل المشرق قائمين بالإسلام كانوا منصورين على الكفار المشركين مِن الترك والهند والصين وغيرهم ، فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والإلحاد والفجور سلّط عليهم الكفار . وقال ابن القيم : والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعَرَفناه بالتجارب : أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم ، وفَشَتْ فيهم ، واشتغلوا بها إلاّ سلّط الله عليهم العدو . |
صلاح الأعضاء بِصلاح القلب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ . رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسْلِم . 🔹 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إذا كَانَ الْقَلْبُ صَالِحًا بِمَا فيه مِنَ الإيمانِ عِلْمًا وعَمَلاً قَلْبِيًّا ، لَزِمَ ضَرُورَةً صَلاحُ الْجَسَدِ بِالقَوْلِ الظَّاهِرِ وَالْعَمَلِ بالإيمانِ الْمُطْلَقِ . 🔸 وقال : عَمَلُ الْجَوَارِحِ بِدُونِ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ هِيَ مِنْ أَعْمَالِ الْمُنَافِقِينَ الَّتِي لا يَتَقَبَّلُهَا اللَّهُ . 🔸 وقَالَ : أَعْمَالُ الْقُلُوبِ لا تَتِمُّ إلاَّ بِأَعْمَالِ الأَبْدَانِ . |
مُجاهدة النفس والهوى والشيطان
قال ابن القيم : كلّما كان الفعل أنفع للعبد وأحب إلى الله تعالى : كان اعتراض الشيطان له أكثر . |
إنه لَدِينٌ عظيم (1)
يا لِعَظَمة الإسلام : حتى (الْحِمَار) مَنَع الإسلام ظُلمه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حِمَارا قد وُسِم في وَجْهه فقال : لَعَن الله الذي وَسَمَه . رواه مسلم . وفي الحديث الآخَر : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حِمَارا مَوسُوم الوَجه ، فأنكَر ذلك . رواه مسلم . |
إنه لَدِينٌ عظيم (2)
حرّم الإسلام جعل شيء فيه الرّوح غَرَضًا وهَدَفا للرّمَاية 🔹 مرّ ابن عمر بِفِتيان مِن قريش قد نَصَبُوا طَيْرا ، وهُم يَرمُونه ، وقد جَعَلوا لِصَاحب الطير كُلّ خاطِئة مِن نَبْلِهم ، فلما رأوا ابن عمر تَفَرّقوا ، فقال ابن عمر : مَن فَعل هذا ؟ لَعن الله مَن فَعل هذا ؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَعن مَن اتّخذ شيئا فيه الرّوح غَرَضًا . رواه مسلم . وحرّم الإسلام صيد الطير لغير الأكْل 🔸 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من إنسان قَتل عصفورا فما فوقها بغير حقّها إلاّ سأله الله عز وجل عنها يوم القيامة . قيل : يا رسول الله ، وما حقّها ؟ قال : يَذْبَحها فيأكلها ، ولا يَقطع رأسها يَرمِي بها . رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي . 💎 وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بِإحسان الذّبح ، فقال : إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلة ، وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذّبح ، وليُحِدّ أحدكم شَفْرته ، فلْيُرِح ذبيحته . رواه مسلم . 💎 وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها ، أو قال : إني لأرْحم الشاة إن أذبحها ، فقال : والشاة إن رَحمتها رحمك الله . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " ، وصححه الألباني والأرنؤوط . 💎 وفي الحديث الآخر : مَن رَحِم ولو ذَبيحة رَحِمَه الله يوم القيامة . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " ، وحسّنه الألباني . |
إنه لَدِينٌ عظيم (3)
نَبيّ الإسلام أنْصَف الطّير والبَعِير 💎 فقال عن طائر " الْحُمّرة " : مَن فَجَع هذه بِولدِها ؟ رُدّوا وَلدَها إليها . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط . 💎 وقال مُعاتِبا صاحِب البَعير : أفلا تَتّقِي اللهَ في هذه البَهِيمَة التي مَلَّكَكَ اللَّهُ إياها ؟ فإنه شَكَا إلَيَّ أنك تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الأرنؤوط . 🔸 ونَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذَبْح الشاة أمام نَظَر الأخرى ونِهِى عن سَنّ السكّين أمام والشاة تنظُر 💎 ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا أضجَع شاة يُريد أن يذبحها و هو يُحّد شَفرته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتُريد أن تُميتها مَوتات ؟! هلاّ حدَدت شَفْرتك قبل أن تُضْجِعها . رواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي . |
الساعة الآن 04:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى