![]() |
ما قول فضيلتكم في التعاون الشِعري بين داعية ومطرِب ؟؟
السؤال بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله - ظهر خبر تأكيدي يقول أنّ هناك تعاون شِعري بين داعية وبين مطرِب ، حيث سينشِد المطرب قصيدة الداعية ولكن بدون موسيقى .. واعترض البعض ، والبعض رآه مِن التقارب ! فما رأي فضيلتكم وقولكم في هذا الأمر ؟؟ سدد الله على الحق خُطاكم وأجزل الله لكم أجرًا ومثوبة وأعلى الله مقامكم بالدنيا والآخرة الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . هذه كما تقول العرب : عَثرة لا لَعًا لها . هذه هفوات متضمّنة لِمَحَاذِير ، منها : 1 – اختلاط الحابل بالنابل ، والصالح بالطالح ، وعدم التمايز ولو أمام العامة . وكثيرا ما سمعت أحد الدعاة الأفاضل يُرَدِّد هذه الأبيات : فإما أن تكون أخي بِصِدْقٍ ... فأعْرِف منك غَثِّي مِن سَمِيني وإلاَّ فاطَّرِحْنِي واتَّخِذْنِي ... عَـدُوًّا أتَّـقِيك وتَتَّقِيني 2 – تصحيح عَمَل المغني ، أو التهوين منه على الأقل ، إذا رأوا الداعية يضع يده في يد المغني مِن غير نكير ! فالعامة ستقول : لو كان الشيخ أو الداعية ( فلان ) يَرى تحريم الغناء لَمَا وَضَع يده في يد المغني . والواجب الإنكار على المخنّثين مِن المطربين وغيرهم ، وتشديد الإنكار عليهم ، وهكذا كان دأب السلف ، فقد كانوا يكسرون آلات الطرب ، ولم يكونوا يُهوّنون من شأنها وشأن أصحابها . ولا كان يُقال عن أحدهم : إنه مُسلم ! بل كانوا يَصفونه بِما يستحقّ من الفِسْق والتخنّث !! بل اشتهر عند الْمُتقدِّمِين خَصْي الْمُخنّثِين ! ومِن محاذير هذا التهوين في شأن الغِناء والمغنّين : أن يَدْعُو هذا التعاون - بين الداعية والمغنّي - إلى استماع صوت المغنّي وهو يحدو بقصيدة الشيخ ! وقد يَجرّ إلى استِمْرَاء صوته وسماعه ، بل وطَلَب المزيد مِن صوته ، بَدْءًا بِخطوة الشيطان الأولى في طريق الغناء : سَمَاع ما نُزِعت منه الموسيقى وهو على عُجَره وبُجَره ، بِكلمات الأغاني ! ثم تأتي الخطوة الثانية في سماع صوت المغني بأغاني وطنية ! كما زعموا ! ثم لا تسأل عن فَرَح الشيطان بِخطوات الصالحين تتابع ، وأخشى – والله – أن يبوء بها ذلك الداعية . وكان السلف يُسمّون الْمُغَنّين : مَخانيث !! في كتاب " الوسيط في الْمَذْهَب " للغَزالي في تفسير معنى " الكُوبَة " : طَبْل الْمُخَنّثِين ، وهو طَبْل طَويل مُتّسِع الطّرَفَين ضَيّق الوَسَط . وقال ابن قدامة رحمه الله عن ضَرْب الدّفّ : وَأَمَّا الضَّرْبُ بِهِ لِلرِّجَالِ فَمَكْرُوهٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ ؛ لأَنَّهُ إنَّمَا كَانَ يَضْرِبُ بِهِ النِّسَاءُ ، وَالْمُخَنَّثُونَ الْمُتَشَبِّهُونَ بِهِنَّ ، فَفِي ضَرْبِ الرِّجَالِ بِهِ تَشَبُّهٌ بِالنِّسَاءِ ، وَقَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ . ورَحِم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ كان يقول : وَلَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ النِّسَاءِ كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ مُخَنَّثًا ! وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث ، وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي كَلامِهِمْ . وقال في موضع آخر : كَانُوا يُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث . اهـ . 3 – أصبح الهدف من الإنشاد هو الصوت واللحن ، وليست الكلمة ! وبعض المنشدين كان في بدايته يُحاول يُعالج بعض المظاهِر السّلبية ، ثم ما لبث أن هَبَط حتى أصبح يتعاون مع المغنّين على ألحان كلمات قصيدة ! بما أنشد قصيدة لا تخدم أهدافه السابقة ، لأن اللحن أعجبه ! مع أن الكلمات لا تخدم شيئا من قضايا الإسلام أصلا ! وهذا انْبَنى عليه : 4 – عكس قواعد الشريعة ، ومِن قواعد الشريعة : درء المفاسِد مُقدّم على جلب المصالح . هذا لو تصروّنا في إنشاد المغنّي مصلحة ! ولعل الخطوة القادمة : إجراء لقاء مع مُغنّي في مسجد ! كما أدخلوا بعض اللاعبين إلى المساجد بحجة بيان مساوئ كُرة القدم بوضعها الراهن في الأندية ! 5 – أن المغنّين ممن يَدعون إلى الفواحش ! بل وهم من الذين يُحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا . وإذا أردت مصداق هذا القول ، فتأمّل ما يختارونه مِن كلمات يُغنّونها ، واقرأ كلمات الأغاني . فالمتعاون معهم على هذا خطر عظيم ، وعلى ذلك الإثم وارِد . 6 – ابْتِذال العِلْم ، فلو كان الشاعر شاعرا فحسب لم يكن فيه ابْتِذَال عِلْم ، مع أن التعاون مع هؤلاء لا يصلح منه قليل ولا كثير ! لو أن أهل العِلم صَانُوه صَانهم ... ولو عَظَّمُوه في النفوس لَعُظِّمَا ولكن أهانوه فَذَلّ ودَنَّسُوا ... مُحَيَّاه بالأطماع حتى تَجَهَّمَـا وقد يُقال : إن هذا مِن باب تألّف قَلْب الْمُطْرِب ! فأقول : أولاً : درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح ، ومفسدة تعلّق الناس بالمطربين أعظم ، وتركها أوجب . ثانيا : إذا أراد دعوته فليدعوه في بيته ، ويتوصل معه في غير التواصل العلني الذي تفُوق مساوئه ما يُزعم فيه من مصلحة ! وسبق : ما رأي فضيلتكم في استقبال أحد الدَّعاة لممثِّل ونشر ذلك في وسائل الإعلام ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13925 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 03:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى