![]() |
ما تفسير الآية (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات ....) ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الشيخ ممكن تفسر لي الآية التالية في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) صدق الله العظيم http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال البغوي في تفسيره : (الْمَالُ وَالْبَنُونَ) التي يفتخر بها عُتبة وأصحابه الأغنياء ، (زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ليست مِن زاد الآخرة . قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : المال والبنون حَرْث الدنيا ، والأعمال الصالحة حَرْث الآخرة ، وقد يجمعها الله لأقوام . (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) اختلفوا فيها ؛ فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد : هي قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ... وقال سعيد بن جبير ومسروق وإبراهيم : "الباقيات الصالحات" هي : الصلوات الخمس . ويُرْوَى هذا عن ابن عباس . وعنه رواية أخرى : أنها الأعمال الصالحة ، وهو قول قتادة . وقال : قوله تعالى : (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا) ، أي : جزاء المراد ، (وَخَيْرٌ أَمَلا) ، أي : ما يَأمَله الإنسان . اهـ . وقال القرطبي في تفسيره : وإنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، لأن في المال جَمَالاً ونَفْعًا ، وفي البنين قوة ودَفْعًا ، فصارا زينة الحياة الدنيا ، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين ؛ لأن المعنى : المال والبنون زينة هذه الحياة الْمُحْتَقَرة فلا تتبعوها نفوسكم . وهو ردّ على عُيينة بن حِصن وأمثاله لَمَّا افتخروا بالغِنى والشرف ، فأخبر تعالى أن ما كان مِن زينة الحياة الدنيا فهو غرور يَمُرّ ولا يبقى ، كالْهَشِيم حين ذَرَته الريح ؛ إنما يبقى ما كان مِن زاد القبر وعدد الآخرة . اهـ . وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذُوا جُنَّتَكُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ ، قَوْلُ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ . رواه النسائي في " الكبرى " ، وصححه الألباني . والمعنى : أن المال والبنين زِينة زائلة ، وما عند ربك مِن الثواب على صالح الأعمال خير وأبقى . ففيه الحثّ على طلب ما يَبْقَى ، وعدم التعلّق بِمَا يزُول ويَفْنى . وسبق : ما حُكم قول " صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن ؟ http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=585 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 09:39 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى