![]() |
ما حُكم قول (شهر رمضان المعظم) (رمضان كريم) (شهر مبارك) ؟
السؤال السلام عليكم يا شيخ أسمع كثير من الناس عند قدوم شهر رمضان يقولون هذه العبارات _شهر رمضان المعظم _رمضان كريم فيرد عليه الثاني الله أكرم _مبارك عليك الشهر _شهر رمضان المبارك أي العبارات هذه صحيحة وأيها غير صحيح وهل نأثم عند قولها وأيضاً عبارة (رمضان أوله مغفرة وأوسطه رحمة وآخره عتق من النار) هل يجوز أن نقولها وما هو القول الصحيح في هذه المناسبة أي عند دخول شهر رمضان أفيدونا بارك الله فيكم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك . هذه عبارات لا بأس بها ؛ لأن شهر رمضان مُعظّم ، فقد عظّمه الله ، وأنْزَل فيه القرآن ، وجَعَل فيه ليلة القَدْر خير من ألف شهْر ، وجَعَل فيها فَصْل أرزاق العباد وآجالهم ، وجميع أمورهم في ذلك العام وتُنْسَخ مِن اللوح المحفوظ في ليلة القدر . وشهر رمضان كريم ، وليس مِن شَرْط كونه كَرِيمًا أن يكون يُعطِي ، بل لِفضله ، كما قال الله تعالى عن أهل الجنة : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا) . قال البغوي في تفسيره : قوله تعالى : (وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيما) ، أي : حَسَنًا ، وهو الجنة . اهـ . وقال الله تعالى عن المؤمنين : (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) . قال ابن كثير : يعني : الجنة وما فيها مِن المآكل والمشارب، والملابس والمساكن، والمناكح والملاذّ والمناظر ، وما لا عين رأت، ولا أذُن سَمِعَت، ولا خَطَر على قَلْب بَشَر . اهـ . وقال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) . قال ابن كثير : أي : مِن كُلّ زوج مِن النبات كريم ، أي : حَسَن الْمَنْظَر . وقال الشعبي: والناس - أيضًا - مِن نبات الأرض ؛ فَمَنْ دخل الجنة فهو كريم ، ومَنْ دخل النار فهو لئيم . ويُمكن أن يُطلَق وصْف الكَرَم على كثرة الخير ، ورمضان كلّه خير ، وفيه خير كبير وكثير . قال القرطبي في تفسير سورة الواقعة : (لا بَارِدٍ) بل حار لأنه مِن دخان شفير جهنم . (وَلا كَرِيمٍ) عذب ، عن الضحاك . وقال سعيد بن المسيب : ولا حَسَن مَنْظره ، وكل ما لا خير فيه فليس بِكَرِيم . اهـ . والشاهد من هذا أن وصْف الْكَرَم يُطْلِق على الأشياء المعنوية ، مثل : الْمُدْخَل ، وعلى الجمادات ، مثل : النباتات .. ويُطْلَق الْكَرَم بمعنى الْحُسْن . قال الراغب الأصفهاني في " المفرَدات في غريب القرآن " : وكلّ شيء شَرُف في بَابِه فإنه يُوصَف بالكَرَم . قال تعالى: (فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) ، (وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) ، (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) ، (وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيمًا) . اهـ . فعلى هذا لا مانع مِن قول " رمضان كريم " ، وإن منعها بعض مشايخنا رحمهم الله . وفي اللسان مادة " كَرَم " : ويُستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها مِن الجواهر إذا عَنوا العِتْق ، وأَصله في الناس . قال ابن الأَعرابي : كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ، ويَلِين شَعره ، وتَطِيب رائحته . اهـ . وسبق : ما حكم التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك ؟ http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=6359 ما درجة حديث ( شهر رمضان أوّله رحمة و أوسطه مغفرة .... ) http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2499 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 01:59 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى