![]() |
ما تفسير قوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا...) ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله حياك الله يا شيخنا الفاضل بارك الله في جهودك وجمعك بالحبيب صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم أريد منك شرحا للآية الكريمة و قوله تعالى في سورة الأحزاب : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ) بتوضيح ماذا حدث قبلها وبعدها وما هي أسباب نزولها من فضلك ؟ وجزاكم الله كل خير http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . كان الـتَّـبَنِّـي معروفا منتشِرا في الجاهلية . قال ابن كثير : وقوله : (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) : هذا أمرٌ ناسِخ لِمَا كان في ابتداء الإسلام مِن جواز ادِّعاء الأبناء الأجانب ، وهم الأدعياء ، فأمر الله تعالى بِرَدّ نَسَبهم إلى آبائهم في الحقيقة ، وأن هذا هو العدل والقسط . وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلاَّ زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ : (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تَبَنَّى زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فلما جاء الإسلام أبطَل التبنّي ، وكان أهل الجاهلية يُحرِّمون تَزَوّج الرجل بِزوجة مَن تَبَنَّاه ونُسِب إليه ، فجاء الإسلام بإبطال ذلك . وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه قد تزوّج زينب بنت جحش رضي الله عنها - وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب ، وأميمة عمة النبي صلى الله عليه وسلم - : فَطَلّقها زيد رضي الله عنه ، فَزَوَّج الله رسوله صلى الله عليه وسلم إياها مِن فوق سبع سَمَاوات . وفي صحيح مسلم من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ : " فَاذْكُرْهَا عَلَىَّ " . قَالَ : فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهْىَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِى صَدْرِى حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهَا ، فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِى وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِى ، فَقُلْتُ : يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُكِ . قَالَتْ : مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّى . فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ . وعند البخاري من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ . قَالَتْ عَائِشَةُ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ . قَالَ : فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:33 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى