![]() |
ما صِحة قِصّة المرأة البغي التي تابت وطلبت مِن صاحبها أن يتزوجها ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم شيخنا الفاضل إحدى الأخوات تسأل عن صحة هذه القصة ؟ حيث أنها مشهورة ! كانت امرأةٌ بغيٌ وكانت فاتنة الجمال ، بديعة الحسن والدلال ، لا تُمكِّن من نفسها إلا بمائة دينار ، وإنه أبصرها عابدٌ ذات مرة ، فأعجبته وافتتن بجمالها ، فذهب فعمل بيديه وأكرى نفسه ، حتى جمع المائة دينار ، ثم جاء إليها فقال لها : إن قلبي قد تعلق بك ، فذهبت فجمعت مائة دينار ، فقالت له : ادخل ، فدخل ، وكان لها سرير من ذهب ، فجلست على سريرها ثم قالت : هلمَّ ، هيت لك . فلما جلس بين فخذيها تذكر مقامه ووقوفه بين يدي الله تعالى ، واستشعر مراقبة الله واطلاعه عليه ، فأخذته رعدة ورجفة شديدة . فقام عنها وقال : اتركيني أخرج من عندك ، ولا أريد منكِ شيئاً ، وخذي المائة دينار لكِ . فقالت له مستغربةً : ما الذي أصابك وغيَّرك ؟ ألم تكن تقول إنك افتتنت بي وأعجبت بجمالي ، فجمعت المال فلما قدرت عليَّ الآن تركتني ؟ فقال لها : والله ما بي من جنون ، ولكني أتركك جزعاً من عذاب الله ، وخوفاً من مقامي بين يديه . فقلت له : إن كنت صادقاً فيما تقول فما لي زوج غيرك ، وخذ ما تشاء من أموالي وعقاري . فقال لها العابد : دعيني أخرج . فقالت له : والله لا أدعك تخرج ، إلا أن تعدني أن تتزوج بي . فقال لها العابد : لا ، حتى أخرج . فقالت له : فلي عليك إن أنا أتيتك في قريتك أن تتزوجني . قال : لعل ذلك يقع . ففتحت له الباب ، فتقنع بثوبه ، ثم رجع عائداً إلى قريته ، وأما تلك المرأة فتابت إلى الله وأنابت ، وأقلعت عن ممارسة الخنا والفاحشة ، ثم بعد مدة ارتحلت إلى قريته نادمة تائبة . فلما قدمت قريته سألت عنه باسمه ، فدلوها على منزله ، وقيل له : إن الملكة قد جاءتك ( وإنما ظنوها ملكة لحسن مظهرها وجمالها ) . فلما رآها وعرفها ذكر ذنبه معها ، فشهق شهقة فمات . وأُسقط في يدها ، وحزنت وبكت لموته كثيراً . وقالت : أما هذا فقد فاتني ، فهل له من قريب ؟ فقالوا : أخوه رجل فقير . قالت : فإني أتزوجه حبا وإكراما لأخيه المتوفى . جزاكم الله خيرا .. نفع الله بكم http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . هذه القصة رواها ابن الجوزي في " ذم الهوى " وعنه ابن قدامة في كتاب " التوابين " عن الحسن البصري .. وفي آخرها : فتزوجته فَنَشَر الله منها سبعة أنبياء . وذكرها ابن القيم عن الحسن البصري ، وذَكَر في آخرها : فتزوجته فولدت له سبعة أبناء . فإن كانت عن بني إسرائيل ، فهي مما يَحْتَمِلها الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 08:33 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى