![]() |
لماذا لا تنهانى صلاتى عن حب المعازف والطرب؟
السؤال السلام عليكم ورحمه الله وبركته أول شيء أحب أشكر كل الإخوان على العمل الخيري اللي يقدمونه والله يجزاهم بالخير بكل صراحة أنا رجل عازف عود وأحب الطرب والسهر ومع هذا كله ما أترك ولا فرض والحمد لله لكن صلاتي ما تنهاني عن الأشياء اللي ذكرتها ولا تنهاني عن الفحشاء والمنكر أبي أعرف الحل وهذا هو سبب تسجيلي عندكم بالمنتدى وإن شاء الله أستمر معكم وأفيد وأستفيد منكم شكرا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وهَدَانا وإياك ووفقنا وإياك لِفِعْل الخيرات وتَرْك المنكرات . قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وقال عزّ وَجَلّ : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) وقال تبارك وتعالى : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا) قال ابن القيّم : فِعل الربَّ تعالى هو الْهُدَى ، وفِعل العبد هو الاهتداء ، وهو أثَر فِعْله سبحانه ، فهو الهادي والعبد المهتدي . وقال رحمه الله : تَكَرَّر في القرآن جَعْل الأعمال القائمة بالقلب والجوارح سَببَ الهداية والإضلال . اهـ . ولا بُدّ من فعل الأسباب والمجاهدة في الله حتى تحصل الهداية التامة ، لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) قال ابن القيم : عَلَّق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكْمَل الناس هداية أعظمهم جهادا . اهـ . أي : جِهادًا في ذات الله ، كما في الآية السابقة . ولا يُتصوّر أن مَلَكًا مِن الملائكة سوف يأخذ بيد العبد للهداية ، فيأخذ بيده إلى المسجد أو يأخذ بيده ويُساعده على إخراج منكرات بيته أو محلِّه ، بل لا بُدّ أن تُبْذَل الأسباب أولاً مِن قِبَل العبد ثم يسأل العَبدُ ربَّه التوفيق . وعليك أن تُجاهِد نفسك في تَرْك العَزْف والطَّرَب ، وأن تعتَزِل المجالس والصُّحْبَة التي تُعينك على تلك المنكرات . ومما يُعينك على تركها أن تتركها لله عزّ وَجَلّ . وأن تتذكّر وقوفك بين يدي الله عزّ وَجَلّ ، وهل يسرّك أن ترى هذه الأعمال في صحيفة أعمالك ؟ وكيف يكون حالك إذا عُرِضْت على الله عزّ وَجَلّ ووجدت في أعمالك عَزْف وطرب وسَهر على ما حرَّم الله ؟ وماذا لو أتيت إلى حوض النبي صلى الله عليه وسلم لتشرب منه ثم طُرِدت عنه ؟ وماذا لو مُتّ وهذه الأجهزة والآلات في بيتك ، ثم جاء مَن يعزف عليها مِن بعدك ؟ ستكون سيئات جارية عليك إلى أن تزول تلك الأجهزة والآلات . واحذر مِن سوء الخاتمة ، فقد ذَكر ابن القيم وغيره قصصا في سوء خاتمة مَن كان يُغنِّي .. قال ابن القيم : وثَمّ أمْر أخْوف مِن ذلك وأدهى وأمَرّ ، وهو أن يَخُونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله تعالى ، فربما تَعَذَّر عليه النطق بالشهادة ، كما شاهد الناس كثيرا مِن الْمُحْتَضَرِين أصابهم ذلك ، حتى قيل لبعضهم : قل لا إله إلا الله ، فقال : آه آه ، لا أستطيع أن أقولها ... وقيل لآخر : قل لا إله إلا الله ، فَجَعَل يَهْذِي بِالغِناء ، ويقول : تنتنا تنتنا ، فقال : وما ينفعني ما تقول ولم أدع معصية إلاَّ رَكِبْتها ، ثم قضى ولم يَقُلْها . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 11:51 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى