![]() |
هل يجوز لنا الدعاء للقرناء من الجن بالهداية والإسلام ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد يا شيخ توضيح في هذه المسألة وهي كالتالي: هل يجوز لنا الدعاء للقرناء من الجن بالهداية والإسلام ؟ بالعلم أن قرين رسول الله كان مسلم لكي نتقي شرهم ويحثونا على عمل الخير http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الذي يظهر أن ذلك خاصا بِرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لِمَا روى الإمام مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد إلاَّ وقد وُكّل به قَرينه مِن الجن . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ، إلاَّ أن الله أعانني عليه فأسْلَم ، فلا يأمرني إلاَّ بخير . ثم هو مِن الشياطين ، والشياطين لا تُسْلِم . روى الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً . قَالَتْ : فَغِرْتُ عَلَيْهِ ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ ! فَقَالَ : مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ ؟ فَقُلْتُ : وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِى عَلَى مِثْلِكَ ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ؟! قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ مَعِي شَيْطَانٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ رَبِّى أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ . ورواه الترمذي بِنحوه من حديث جابر رضي الله عنه ، ثم قال الترمذي بعد ذلك : وسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ يَقُولُ : قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ " ، يَعْنِي : أَسْلَمُ أَنَا مِنْهُ . قَالَ سُفْيَانُ : وَالشَّيْطَانُ لاَ يُسْلِمُ . اهـ . وقد اخْتُلِف في ضَبْط " فأسْلَم " هل هي على الرَّفْع أو على النصب ؟ قال النووي : فأسْلَم بِرفع الميم وفَتحها ، وهما روايتان مشهورتان ، فمن رَفَع قال : معناه أسْلَمُ أنا مِن شَرّه وفِتْنَتِة ، ومَن فَتَح قال : إن القرين أسْلَمَ مِن الإسلام ، وصار مؤمنا لا يأمرني إلاَّ بخير. واختلفوا في الأرجح منهما ؛ فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار لقوله صلى الله عليه و سلم : " فلا يأمرني إلاَّ بِخَير " واختلفوا على رواية الفتح ؛ قيل : أسْلَمَ بمعنى استسلم وانقاد ، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم " فاسْتَسْلَم " وقيل : معناه صار مُسْلِمًا مُؤمِنا ، وهذا هو الظاهر . قال القاضي : واعْلَم أن الأمة مُجْتَمِعَة على عصمة النبي صلى الله عليه و سلم من الشيطان في جِسْمه وخَاطِره ولِسَانه . وفى هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه ، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان . اهـ . وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : كل إنسان معه قَرِين مِن الملائكة وقَرِين مِن الشياطين , فالمؤمن يَقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دِينه , ويُذِلّ شيطانه حتى يكون ضعيفا لا يستطيع أن يمنع المؤمن مِن الخير ولا أن يوقعه في الشر إلاَّ ما شاء الله , والعاصي بمعاصيه وسيئاته يُعين شيطانه حتى يَقوى على مساعدته على الباطل , وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن الخير . فعلى المؤمن أن يَتَّقِي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أن يَحرص في مُساعدة مَلَكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامِر الله سبحانه وتعالى . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 08:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى