![]() |
هل القلم هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليك فضيلة الشيخ وبارك الله فيك س: هل أول شيء خلقه الله تعالى هو القلم ؟ وجزاك الله خير الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . قال عليه الصلاة والسلام : إن أول ما خَلَق الله القَلَم ، فقال له : اكْتُب . قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكْتُب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة . رواه أبو داود والترمذي . وحسّنه شيخ الإسلام ابن تيمية وشعيب الأرنؤوط . واخْتُلِف في أوّل ما خُلِق : فقد أوْرَد شيخ الإسلام ابن تيمية حديث : " كان الله ولا شيء معه ، وكان عرشه على الماء ، وكَتَب في الذِّكْر كل شيء " ثم قال : وهذا إنما َنفي وجود المخلوقات مِن السماوات والأرض وما فيهما من الملائكة والإنس والجن؛ لا يَنْفِي وُجُود العَرْش . ولهذا ذهب كثير من السلف والْخَلَف : إلى أن العَرْش مُتَقَدِّم على القَلَم واللوح ، مُسْتَدِلّين بهذا الحديث ، وحَمَلُوا قَوله : " أوّل ما خَلق الله القَلم فقال له: اكتُب ، فقال : وما أكْتُب ؟ قال : اكْتُب ما هو كائِن إلى يوم القيامة " على هذا الْخَلْق الْمَذْكُور في قوله : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) . اهـ . وقال ابن أبي العِزّ الحنفي في " شرح الطحاوية " عند قول الإمام الطحاوي : " ونُؤمِن باللّوح والقَلَم ، وبجميع ما فيه قَد رُقِم . قال : اللوح المذكور هو الذي كَتَب الله مقادير الخلائق فيه ، والقَلَم الْمَذْكُور هو الذي خَلَقه الله وكَتَب به في اللوح المذكور المقادير، كما في سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أوّل ما خَلَق الله القَلَم ، فقال له : اكتُب ، قال : يا رب ، وماذا أكتُب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة . واختَلَف العلماء: هل القَلَم أوّل المخلوقات، أو العَرْش ؟ على قولين ، ذَكَرَهما الحافظ أبو العلاء الهمذاني . أصَحّهما : أن العَرْش قَبْل القَلَم ، لِمَا ثَبَت في الصحيح مِن حديث عبد الله بن عمرو، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كتب الله مَقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، قال : وعَرْشُه على الماء " . فهذا صريح أن التقدير وَقَع بعد خَلْق العَرْش ، والتقدير وقع عند أوّل خَلْق القَلَم ، بحديث عبادة هذا . ولا يخلو قوله : " أوّل ما خَلَق الله القَلَم ، إلخ - إما أن يكون جُمْلَة أو جُمْلَتَين ؛ فإن كان جُمْلَة ، وهو الصحيح ، كان معناه : أنه عند أوّل خَلْقه قال له :" اكتُب ". كما في اللفظ : " أوّل ما خَلَق الله القَلَم قال له : اكتُب " بِنَصْب" أوّلََ " و" القَلَمَ ". وإن كان جُمْلَتَيْن ، وهو مَرْوِيّ بِرَفْع" أوّل" و" القلمُ "، فَيَتَعَيّن حَمْله على أنه أوّل المخلوقات مِن هذا العَالَم ، فيَتّفَق الْحَدِيثَان ، إذْ حديث عبد الله بن عمرو صَريح في أن العَرش سابِق على التقدير ، والتقدير مُقارِن لِخَلْق القَلَم . وفي اللفظ الآخَر : " لَمّا خَلَق الله القَلم قال له : اكتُب " . فهذا القلم أول الأقلام وأفضلها وأجلها . اهـ . وأما حديث " أوّل ما خَلَق الله العَقْل " ؛ فهو حديث باطِل . قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : الحديث الذي يُرْوَى " أوّل ما خَلَق الله العَقْل " حديث بَاطِل عن النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 07:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى