![]() |
حكم تعلّم فنّ الإتيكيت في الجلوس والمشي وغيره
بسم الله الرّحمن الرّحيم السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشّيخ الفاضل؛ عبد الرّحمن حفظه الله ورعاه : ما هو حكم تعلّم فن الإتيكيت في المشي والجلوس والصّعود على الدّرج والضّيافة وغيرها، حيث يكلّف الإنسان نفسه ويلزمها بحركات معيّنة حتى يُلاقي القبول والاحترام من الآخرين ؟ وهل يوجد في ديننا قواعد لهذه الحركات ؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . قد جاء الإسلام بِكُلّ أدب جَمّ ، حتى ألّف العلماء كُتُبًا في الأدب والآداب . وأكثر طُرُق التعامل لها أصل شرعي . وما خالَف الشرع فيها فإنه يُنبَذ ، مثل : إمساك الشوكة باليسار والسكّين باليمين ، ومِن ثمّ يأكل الإنسان بيسارِه ، فهذا منهي عنه . وكل ما كان فيه لُطْف في التعامل فإنه مطلوب مُرغَّب فيه شرعا ، إلاّ أن يكون مِن عادات الأمم الكافرة ، مثل : الانحناء للقادِم ، أو وضْع اليدين أمام الوجه ، مثل حركات الهندوس ، أو القيام على رأس الجالِس .. سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ : لا . قَالَ : أَفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : حَدِيثٌ حَسَن . وحسّنه الألباني . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا يَجُوزُ الانْحِنَاءُ كَالرُّكُوعِ . وقال : وَأَمَّا الانْحِنَاءُ عِنْدَ التَّحِيَّةِ فَيُنْهَى عَنْهُ ، كَمَا فِي التِّرْمِذِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ الرَّجُلِ يَلْقَى أَخَاهُ يَنْحَنِي لَهُ ؟ قَالَ : لا . وَلأَنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَجُوزُ فِعْلُهُ إلاَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . اهـ . وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : لا يجوز الانحناء عند السلام . اهـ . وروى أبو داود مِن حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه و سلم : إذا أحْدَث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنْفِه ثم لينصرف . والحديث صححه الألباني . والحكمة مِن وَضْع اليد على الأنف مِن أجل دَفْع التهمة . قال الإمام الخطابي : إنما أمَرَه أن يأخذ بأنْفِه ليُوهِم القوم أن بِه رُعافا . وفي هذا باب مِن الأخذ بالأدب في سَتر العورة ، وإخفاء القبيح مِن الأمر ، والتورية بما هو أحسن منه . وليس يدخل في هذا الباب الرِّياء والكَذِب ، وإنما هو مِن باب الـتَّجَمّل واستعمال الحياء ، وطَلَب السَّلامة مِن الناس . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 03:24 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى