![]() |
ما معنى عبارة (الله يلعن جدفك) ؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته دائما ما نسمع هذي الكـلمة (الله يلعن جدفك) والعياذ بالله ، قيل إن معنى الجدف هو القبر وقيل الوالدين فما المعنى الصحيح لها ؟ بارك الله فيك وجزاك الله خيرا . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . يُقال للقبر : جدث ، وجدَف . قال ابن منظور : الْجَدَثُ القَبْر ... وقد قالوا : جَدَف ، فالفاء بَدَل مِن الثاء . اهـ . وعلى الإنسان أن لا يُعوِّد نفسه على اللعن ، فقد روى الإمام مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فَلَعَنَه ، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوته سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة . والأنجاد : هو متاعُ البيت الذي يزيّنُه . وروى مسلم عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ادْعُ على المشركين . قال : إني لم أُبْعَث لَعّانًا ، وإنما بُعِثْت رَحْمَة . وأراد ابن عمر رضي الله عنهما أن يَلعنَ خادما ، فقال : اللهم الع ، فلم يُتِمّها ، وقال : إنها كلمةٌ ما أُحّب أن أقولها . وما ذلك إلاّ لأن اللعن ترجِع على صاحبها إذا لم يكن مَن لُعِن مُستَحِقًّا لها . ولعن المؤمن عظيم ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ . رواه البخاري ومسلم . قال النووي : قِيل: مَعْنَى لَعْنَ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ فِي الإِثْمِ ، وَهَذَا أَظْهَرُ . اهـ . ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبّ الريح . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : لا تلعن الريح ، فإنها مأمورة ، وإنه مَن لعن شيئا ليس له بأهل رَجَعَت اللعنة عليه . رواه أبو داود والترمذي ، وصححه الألباني . بل نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الدواب . ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِع رجلاً لَعَن بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا اللاعن بعيره ؟ قال : أنا يا رسول الله . قال : انْزِل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ، لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيَستجيب لكم . وفي حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : لعن رُجل دِيكًا صاح عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة . رواه الإمام أحمد . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين ، وقد اخْتُلف في وَصْله وإرساله ، فصحح أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وَصْله ، وقال الدارقطني : المرسل أشبه بالصواب . اهـ . والسبّ والشتم راجِع إلى صاحبه ! ففي الصحيحين من حديث أبي ذرّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوُّ اللهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ . فربما كان شقاء الإنسان بسبب لسانه ، وما يصدر عنه مِن اقوال وسبّ وشتم ولعن . واللعانون لا يكونون شفعاء يوم القيامة ، فلا يشفعون لِقريب لهم ، ولا لِبعيد من المؤمنين . ولا يكونون شهداء ، فلا يُستشهدون في مواقف الآخرة حينما يشهد المؤمنون لأنبيائهم بالبلاغ ، كما قال الله عزَّ وَجَلّ : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) ، وقال تعالى : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) . فهذه الأمة تَشْهَد على الأمم ، واللعان لا يُستشْهَد في ذلك الموقف العظيم . فإن قال قائل : وما ذا يضيره أن لا يكون شهيدا ؟ فالجواب عنه : أن الشهادة على الأمم موطن تكريم لهذه الأمة ، ومَن تُردّ شهادته لا يكون مِن أهل التكريم . قال النووي : قوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُمْ لا يَكُونُونَ شُفَعَاءَ وَلا شُهَدَاءَ " مَعْنَاهُ : لا يَشْفَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُشَفَّعُ الْمُؤْمِنُونَ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ . " ولا شُهَدَاءَ " فِيهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ أَصَحُّهَا وَأَشْهَرُهَا : لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الأُمَمِ بِتَبْلِيغِ رُسُلِهِمْ إِلَيْهِمُ الرِّسَالاتِ . وَالثَّانِي : لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ فِي الدُّنْيَا ، أَيْ : لا تُقْبَلُ شَهَادَتُهِمْ لِفِسْقِهِمْ . وَالثَّالِثُ : لا يُرْزَقُونَ الشَّهَادَةَ وَهِيَ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . اهـ . وقال صلى الله عليه وسلم : لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا ، وَلا يَكُونَ اللَّعَّانُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه مسلم . قال النووي : فِيهِ الزَّجْرِ عَنِ اللَّعْنِ وَأَنَّ مَنْ تَخَلَّقَ بِهِ لا يَكُونُ فِيهِ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْجَمِيلَةِ ؛ لأَنَّ اللَّعْنَةَ فِي الدُّعَاءِ يُرَادُ بِهَا الإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَيْسَ الدُّعَاءُ بِهَذَا مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالرَّحْمَةِ بَيْنَهُمْ وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَجَعَلَهُمْ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَكَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ يُحِبُّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ؛ فَمَنْ دَعَا عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِاللَّعْنَةِ - وَهِيَ الإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى - فَهُوَ مِنْ نِهَايَةِ الْمُقَاطَعَةِ وَالتَّدَابُرِ . اهـ . وهنا : التحذير من اللعن وبيان مصير اللعنة واللعانين http://www.safeshare.tv/w/jmMkVdaztv حُكم لعن الشخص المعيّن http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=566 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 06:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى