![]() |
هل يُـعد رفض السماوات والأرض والجبال حمل الأمانة عصيانا ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليكم شيخنا وبارك فيكم أتوجه بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم لما تقدم في افتائه ، فجزاه الله الخير ( قال تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) . فهل هذا الرَّفض يُعتبَر عصيانا ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأحسن الله إليك . وبارك الله فيك . لا يُعتبر ذلك عصيانا ؛ لِعدّة اعتبارات : الأول : أنه لا يمكنهما العصيان ، كما قال تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) . الثاني : أن هذا كان إشفاقا من حَمْل الأمانة ، كما قال تعالى : (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) . الثالث : أن السماوات والأرض والجبال مع ذلك لم تَخرُج عن الطاعة . قال ابن زيد : إن الله عَرض عليهن الأمانة أن يفترض عليهن الدِّين ، ويجعل لهن ثوابًا وعقابًا، ويستأمنهن على الدِّين ، فقلن : لا ، نحن مُسَخَّرات لأمْرك ، لا نُريد ثوابًا ولا عقابًا . رواه ابن جرير . الرابع : ما جاء في تفسير الآية من أنها خُيِّرت ، فاختارت عدم حَمْل الأمانة . فإن من معاني الآية : " إن الله عَرَض طاعته وفرائضه على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أُثِيبت وجُوزيت ، وإن ضَيَّعت عُوقبت ، فأبَتْ حَمْلها شفقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها ، وحملها آدم " ، ذكَرَه ابن جرير . الخامس : أن ذلك العَرْض كان مِن قِبَل آدم ، إذ عَرَض آدم على السماوات والأرض الجبال أن تحفظ وَلده من بعده ، فأبَيْن ، وحَمَلها قابيل ثم قَتَل أخاه هابيل . كما جاء في تفسير الآية . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 02:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى