منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - هل يحق للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بعد مرضه ؟

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتاة خطبها شاب , بعد خطبتهما أصيب الشاب بحادث سيارة , مما أدى لإعاقات عنده , ومع هذا تم الزواج برضاها ولكن بعد أن أنجبا ولدين وبعد سنوات عدة بدأت المرأة تشكو سوء معاملة زوجها لها , فمعاملته لها قاسية عدا عن أنه يحدث بما يحصل بينه وبينها (...) أمام أقاربها وكل هذا ناتج لإعاقة عقلية عنده , فهي الآن لا تطيقه وجميع أقاربها يحثونها على الطلاق منه فهل يحق لها شرعا طلب الطلاق من زوجها ؟
وجزاكم الله خيرا

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

يجوز لها أن تطلب الطلاق إذا كان لِسبب مقبول شَرْعًا .
ومثل هذا المذكور في السؤال مِن الأسباب التي تُجيز لها طلب الطلاق .
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس فَحَرام عليها رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط .
فََمَن طلبت الطلاق من بأس ، كأن تكون كَرِهَت زوجها ، أو أُكْرِهَت عليه ، فهذا جائز ، وقد أقرّه النبي صلى الله عليه وسلم .
ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خُلُق ولا دِين ، ولكني أكْرَه الكُفر في الإسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتَرُدِّين عليه حديقته ؟
قالت : نعم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقبل الحديقة ، وطلِّقها تطليقة .

وأقَرّ المرأة التي رَفَعَتْ أمْر والدها وشَكَتْه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ردّ النكاح الذي أُكْرِهَتْ عليه الفتاة !
وروى البخاري عن خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيّب ، فَكَرِهَتْ ذلك ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فَرَدّ نكاحها .
وروى البخاري أيضا أن امرأة مِن وَلد جَعفر تَخَوّفت أن يزوجها وَلِيها وهي كارهة ، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار ( عبد الرحمن ومجمع ابني جارية ) قالا : فلا تخشين ، فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي كارهة فَرَدّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
وعن عائشة رضي الله عنها أن فتاة دخلت عليها فقالت : إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته ، وأنا كارهة . قالت : اجلسي حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها ، فقالت : يا رسول الله قد أجَزْت ما صَنع أَبي ، ولكن أردت أن أعلم أللنساء مِن الأمر شيء . رواه الإمام أحمد والنسائي .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بِكرًا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيّرها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

قال ابن حجر : الأخبار الواردة في ترهيب المرأة مِن طَلب طلاق زوجها محمولة على ما إذا لم يكن بسبب يقتضي ذلك . اه .

وهنا :
هل يجوز للمرأة طلب الطلاق إذا كَرِهَتْ زوجها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4532

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض