![]() |
حُكم قول " صدق الله العظيم " بعد الانتهاء من التلاوة
ما حُكم قول " صدق الله العظيم " بعد الانتهاء من التلاوة ؟ الجواب / قول " صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن لا أصل له بل هو بدعة . فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ القرآن بنفسه ، وقُرئ عليه ، فما قال تلك الكلمة . قال ابن مسعود – رضي الله عنه – : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ عليّ . قال : قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري . قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) قال لي : كُـفّ ، أو أمسك . فرأيت عينيه تذرفان . رواه البخاري ومسلم . كما أن هذا اللفظ لم يكن معروفا عند الصحابة – رضي الله عنهم – والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي . ولو كان في هذا القول بعد قراءة القرآن خير لسبقونا إليه . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
لكن كيف نرد على من كان دليله في هذه المسألة بهذا الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم علمت من فضيلتك أن قول صدق الله العظيم بدعة فجزاك الله خيراً لكن كيف نرد على من كان دليله في هذه المسألة بهذا الحديث جاء في الكتاب : زاد المعاد الصفحة 178 وَكَانَ - أي النبي - إذَا عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ عَارِضٌ اشْتَغَلَ بِهِ ثُمّ رَجَعَ إلَى خُطْبَتِهِ وَكَانَ يَخْطُبُ فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَعْثُرَانِ فِي قَمِيصَيْنِ أَحْمَرَيْنِ فَقَطَعَ كَلَامَهُ فَنَزَلَ فَحَمَلَهُمَا ثُمّ عَادَ إلَى مِنْبَرِهِ ثُمّ قَالَ صَدَقَ اللّهُ الْعَظِيمُ { إِنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ } http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ وأحسن الله إليك . الحديث رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَال : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) . وليس في روايات الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال : (صَدَقَ اللّهُ الْعَظِيمُ) . ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال ذلك قبل أن يتلو الآية وليس بعدها ! وبينهما فرق كبير ، وذلك أن قولها بعد القراءة إنما يُقال على سبيل التعبد بِختم القراءة بها ، وقولها قبل القراءة من باب الاستدلال على المقصود ، ونظائر هذا كثير . فقراءة الآية قبل الاستدلال من باب ما أُمِر به عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى : (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) ثم قال عزّ وَجَلّ : (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ؛ فهذا من باب الاستدلال ، كما تقول في مناسبة قول : صدق فلان إذ قال كذا ، ونحو ذلك . ومثله قوله عليه الصلاة والسلام في غير موضع : صدق الله ، ثم لا يتلو عليه الصلاة والسلام شيئا مِن القرآن ، ومثال ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر رجلا أن يسقي أخاه عَسَلا في ثلاث مرّات ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في المرة الثالثة : صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ . رواه البخاري ومسلم . وهكذا كان أصحابه من بعده ، فإنهم كانوا يقولون : صدق الله ، أو : صدق الله ورسوله ، ونحو ذلك ، والمراد به الاستدلال والاستشهاد ، ومن ذلك : أنه جاء رجل إلى عمر يَسأله فجعل ينظر إلى رأسه مَرّة وإلى رجليه أخرى ، هل يرى عليه من البؤس شيئا ، ثم قال له عُمر : كم مالك ؟ قال : أربعون من الإبل ! قال ابن عباس : فقلت صدق الله ورسوله ، لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب . رواه الإمام أحمد . وقول عليّ رضي الله عنه إذ وَجَد ذا الثُّديَّـة : صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ . ولَمَّا سأله عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلِلَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : إِي وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ . رواه مسلم . وقول ابن مسعود رضي الله عنه لَمَّا سلَم عليه رجل وخصّه بالسلام ، فقال : صدق الله ورسوله . فإنه لَمَّا سُئل عن ذلك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بين يدي الساعة تسليم الخاصة .. الحديث . رواه الإمام أحمد . والأمثلة على ذلك كثيرة . وهنا يُردّ السؤال على من استدلّ بالحديث : صدق الله : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ، أو استدلّ بالآية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) ، هل استدلّ بها الصحابة رضي الله عنهم أو استدلّ بها أهل العلم على جواز قول : ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة ؟! وهل عَمِلُوا بمقتضى ذلك ؟ إذا كان الجواب : لا – وهو كذلك – فكلّ خير في اتِّبَاع مَن سَلَف . ورحِم الله الإمام أحمد إذ كان يقول : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام . وإن كان جوابه : نعم ، فليأتنا بالبينة على قوله مِن فعل الصحابة رضي الله عنهم أو عمل السلف . وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن ؟ فأجابتْ : قول : (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة ؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا الخلفاء الراشدون ، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم ، ولا أئمة السلف رحمهم الله ، مع كثرة قراءتهم للقرآن ، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَن أحْدث في أمْرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم ، وقال : مَن عَمل عملاً ليس عليه أمْرنا فهو رَدّ . رواه مسلم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 01:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى