![]() |
هل ينطبق (قوموا مغفورا لكم) لكم على حلقات التحفيظ ؟
السؤال سؤالي لفضيلتكم هل ينطبق على حلقات التحفيظ : قوموا مغفورًا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات ؟ وجزاك الله خيرًا الجواب : وجزاك الله خيرا . في حديث أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ - مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ . قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ . قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : لاَ أَي رَبِّ . قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ . قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ . قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : لاَ . قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ؛ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ . قَالَ : فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ، هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ . رواه مسلم . وأفضل الذِّكْر هو قراءة القرآن ، والاجتماع إليه وتدارُسه مِن أفضل الأعمال ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ . رواه مسلم . فأهل القرآن ، وأصحاب الْحِلق في تدارُس القرآن ، بل وتدارُس العِلْم ، يدخلون دخولا أوّلِيًّا في الحديث . وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما مِن قوم اجتمعوا يذكرون الله ، لا يريدون بذلك إلاّ وجهه ، إلاّ ناداهم مُنادٍ مِن السماء : أن قوموا مغفورا لكم ، قد بُدِّلَت سيئاتكم حسنات . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط . قال عطاء : مَجالس الذِّكْر هي مَجالس الحلال والحرام ؛ كيف تشترى ، وتبيع ، وتُصَلّي ، وتصوم ، وتَنْكِح وتُطَلِّق ، وتَحُجّ ، وأشباه هذا . قال ابن القيم : إن في الاشتغال بالذِّكر اشتغالاً عن الكلام الباطل مِن الغيبة واللغو ومدح الناس وذمّهم وغير ذلك ، فإن الإنسان لا يسكت البتة : فإما لسان ذاكر ، وإما لسان لاغٍ ، ولا بُدّ مِن أحدهما ، فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولا بُدّ ، وهو اللسان إن لم تشغله بالذِّكر شغلك باللغو وما هو عليك ولا بُدّ ، فاختر لنفسك إحدى الْخطّتين ، وأنْزِلها في إحدى الْمَنْزِلَتين . وهنا : ما معنى الحديث : " فإن ذَكَرَنِي في نفسه ذَكَرتُه في نفسي " ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13549 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 08:00 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى