![]() |
إذا حضر رجلان صلاة الجماعة هل يتساويان في الأجر إذا خشع أحدهم وغفل الآخر ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك يا شيخ سؤالي هو في صلاة الجماعة , هل المصلين تجبر صلاتهم بصلاة بعض مثل رجل خاشع ورجل يحاول الخشوع والآخر غافل هل يكتب لهم الأجر سواء أم لا ؟ سمعت من بعض الإخوة أن المشايخ لا يقولون هذا أمام العوام لكي لا يتكلوا . هل هذا الكلام صحيح ؟ أفيدونا جزاكم الله خير وجزاك الله خير الجزاء الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . لا أعلم صِحّة ذلك . بل الذي ثبت خِلاف ذلك . فقد صَلَّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاة الصُّبْحَ فَقَرَأَ بِالرُّومِ ، فَتَرَدَّدَ فِي آيَةٍ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : إِنَّهُ يَلْبِسُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ ، أَنَّ أَقْوَامًا مِنْكُمْ يُصَلُّونَ مَعَنَا لاَ يُحْسِنُونَ الْوُضُوءَ ، فَمَنْ شَهِدَ الصَّلاَةَ مَعَنَا فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ . رواه الإمام أحمد ، وقال شعيب الأرنؤوط : حديث حسن . وقال عليه الصلاة والسلام : من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ووضوئهن ومواقيتهن ، وعلم أنهن حَق مِن عند الله دَخل الجنة ، أو قال : وَجَبَتْ له الجنة . رواه الإمام أحمد. وفي رواية له : قال مَن حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها يَراها حقا لله عليه حُرِّمَ على النار . ويتفاوت الناس في الصلاة ، وفيما يُكْتَب لهم مِن أجْر لِتفاوت حُضور قلوبهم . قال شُفَيّ الأَصْبَحِيّ : إن الرجلين ليكونان في الصلاة مناكبهما جميعا ولَمَا بينهما كَمَا بين السماء والأرض . وقال حسان عطية : إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وأن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض . قال ابن القيم : وذلك أن أحدهما مُقْبِل على الله عز و جل ، والآخَر سَاهٍ غافِل. قال ابن القيم عن مراتب الناس في الصلاة : الناس في الصلاة على مَرَاتِب خَمْس : أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفَرِّط ، وهو الذي انتقص مِن وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها. الثاني : مَن يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مُجاهدة نفسه في الوسوسة ، فذهب مع الوساوس والأفكار . الثالث : مَن حافظ على حدودها وأركانها ، وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار ، فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يَسْرِق صلاته ، فهو في صلاة وجهاد . الرابع : مَن إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها ، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها ، بل هَمّه كُلّه مَصروف إلى إقامتها كما ينبغي ، وإكمالها وإتمامها ؛ قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها . الخامس : مَن إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز و جل ناظِرا بِقَلبِه إليه ، مُرَاقِبا له ، ممتلئا من محبته وعظمته ، كأنه يراه ويُشَاهِده ، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حُجُبها بينه وبين ربه ؛ فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض . وهذا في صلاته مشغول بِرَبِّه عز و جل ، قرير العين به . فالقسم الأول مُعَاقَب ، والثاني مُحَاسَب ، والثالث مُكَفَّر عنه ، والرابع مُثَاب ، والخامس مُقَرَّب مِن ربه ؛ لأن له نَصِيبا ممن جُعِلت قُرّة عينه في الصلاة ؛ فَمَن قَرَّتْ عينه بِصلاته في الدنيا قَرَّتْ عَينه بِقُرْبِه مِن رَبِّه عز و جل في الآخرة ، وقَرَّتْ عينه أيضا به في الدنيا ، ومَن قَرَّتْ عَينه بالله قَرَّت به كل عَين ، ومن لم تَقَرّ عينه بالله تعالى تَقَطّعت نَفسه على الدنيا حَسَرَات . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 06:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى