منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - ما هي أعلى يمكن للعبد أن يصلها في العبادات ؟

السؤال
فضيلة الشيخ أحد أصدقائي يقول أن له سؤال دائما يفكر فيه
الرسول صلى الله عليه و سلم هو خير الخلق وصاحب أعلى منزلة في الجنة
سؤالي: ما هي أعلى منزلة يمكن للعبد (ليس الأنبياء والرسل) أن يصل إليها ؟
وما هي الأعمال لذلك ؟

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

أعلى مَنْزِلة يُمْكِن للعبد أن يَصِل إليها في الجنة : هي ما يُقارِب مَنَازِل الأنبياء .
قال تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) .
روى الطبراني في " المعجم الأوسط " مِن حديث عائشة رضي الله عنها قالت : جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله والله إنك لأَحَبّ إليّ مِن نفسي ، وإنك لأحَبّ إليّ مِن أهلي ، وأحَبّ إليّ مِن وَلدي ، وإني لأكون في البيت فأذُكُرك فما أصبر حتى آتيك ، فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دَخَلْتَ الجنة رُفِعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ، فلم يرد عليه النبي حتى نزل جبريل بهذه الآية : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) .
قال الهيثمي : رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة .
وأوْرده الألباني في " الصحيحة " .

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : أي : مَن عَمِل بما أمَرَه الله ورَسُوله ، وتَرَك ما نَهاه الله عنه ورَسُوله ، فإن الله عز وَجَلّ يُسْكِنه دار كرامته ، ويجعله مرافقًا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرُّتبة ، وهم الصديقون ، ثم الشهداء ، ثم عموم المؤمنين ، وهم الصالحون الذين صَلحت سرائرهم وعلانيتهم . اهـ .

وقال عليه الصلاة والسلام : إنَّ أهْل الْجَنَّة يَتَرَاءَون أهْل الغُرُف مِن فَوْقِهم كَمَا تَتَرَاءَون الكَوْكَب الدُّرِّي الغَابِر في الأُفُق مِن الْمَشْرِق أوْ الْمَغْرِب ، لِتَفَاضُل مَا بينهم . قالوا : يا رسول الله تلك مَنازل الأنبياء لا يَبْلُغُها غَيرهم ؟ قال : بلى والذي نفسي بيده ، رِجَال آمَنوا بالله وصَدَّقُوا الْمُرْسَلِين . رواه البخاري ومسلم .

وأعَدّ الله الدرجات العُلى للمُجَاهِدِين في سَبيله .
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ . رواه البخاري .

والإنسان يُحشَر يوم القيامة مَع مَن أحَبّ ، ويُلْحَق بِمَن أحبّ
في الصحيحين مِن حديث أنس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : وما أعددتَّ للساعة ؟ قال : حُبّ الله ورسوله . قال : فإنك مع مَن أحْبَبْت . قال أنس : فما فَرِحنا بعد الإسلام فَرَحًا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : فإنك مع مَّن أحببت . قال أنس : فأنا أُحِبّ الله ورسوله وأبا بكر وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعْمَل بأعْمَالِهم .

وكفالة اليتيم مَن أسباب رِفعة الدرجات إلى ما يُقارِب درجات الأنبياء .
قال عليه الصلاة والسلام : أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا . وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى . رواه البخاري .
قال أبو العباس القرطبي : ومعنى قوله : " أنا وهو في الجنة كَهَاتَين " أي : هو معه في الجنة ، وبَحَضرته ، غير أن كل واحد منهما على درجته فيها ، إذْ لا يَبلغ دَرجة الأنبياء غيرهم . اهـ .

وسبق :
ما هي أقرب الأعمال التي تُوصِلنا إلى مَنْزِلة الفردوس ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10006

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد