![]() |
هل تجوز كلمات هذه القصيدة ( تجين نموت يجوز إن الممات أحلى )
السؤال السلام عليكم ورحمة الله قرأت قصيدة و استغربت كلماتها فحبذ توضحون لنا بارك الله فيكم تجين نموت ؟ يجوز إن الممات أحلى غريبة من الممات نخاف أحد منا سبق مات ورجع خبّر وش اللي في مماته شاف ؟ يجوز إن الممات أحلى مدام إن السنين إلي قضتنا بالحياة إعجاف يجوز إن الممات أحلى ( بطعم الكستنا والتوت ) الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . الممات أشدّ وأصعب ، وما بعده أهوال ؛ مَن نجا منها نَجَا مما بعدها . وكان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فيقال له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فيقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن : القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه . وأما قول : (غريبة من الممات نخاف) فهو خطأ ؛ لأن الخوف مِن الموت شعور طبيعي ، ولذا لَمّا قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومَن كَرِه لقاء الله كَرِه الله لقاءه . قالت عائشة : إنا لنَكْرَه الموت . قال : ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حَضَره الموت بُشِّرَ بِرِضوان الله وكَرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حُضِر بُشِّرَ بعذاب الله وعقوبته ، فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فَكَرِه لقاء الله وكَرِه الله لقاءه . رواه البخاري ومسلم . والشاهد منه قول عائشة رضي الله عنها : إنا لنَكْرَه الموت . ومِن الخطأ قول : (أحد منا سبق مات ورجع خبّر) لسببين : الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم - أصْدَق مُخبِر عن الله – أخبر عما يكون بعد الموت ، مِن السؤال وفِتنة القبر وعذابه ونعيمه ، وأحوال البرزخ . ويجب الإيمان بكلّ ما أخبر به عليه الصلاة والسلام ، والإيمان بِما بعد الموت جزء مِن الإيمان باليوم الآخِر . والثاني : أن الذين قُتِلوا مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنهم الخبر بِما لَقُوا بعد الموت . في حديث أنس رضي الله عنه في قصة أَصْحَاب بِئْرِ مَعُونَة : فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ . قال أنس : فَكُنَّا نَقْرَأُ : أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ . رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : لَمَّا أصيب إخوانكم بأُحُد جَعَل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خُضْر تَرِد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طِيب مَشربهم ومَأكلهم وحُسن مُنقلبهم قالوا : يا ليت إخواننا يَعلمون بما صَنع الله لنا لئلا يَزهدوا في الجهاد ، ولا يَنكلوا عن الحرب . فقال الله عز وجل : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وحسّنه الألباني والأرنؤوط . ولَمَّا قُتل عبد الله بن عمرو بن حَرام يوم أُحُد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جابر ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك ؟ قلت : بلى . قال : ما كلم الله أحدا إلاَّ مِن وراء حجاب ، وكلّم أباك كِفاحا ، فقال : يا عبدي تَمَنّ عليّ أُعْطِك . قال : يا رب تُحْيِيني فأُقْتَل فيك ثانية ! قال : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون . قال : يا رب فأبْلِغ مَن ورائي ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . وحسّنه الألباني والأرنؤوط . وفي صحيح مسلم من طريق مَسْرُوقٍ قَال : سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ؟ قَال : أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلاعَةً ، فَقَال : هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا ؟ قَالُوا : أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي ، وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا ؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا : يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى ، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا . فهؤلاء ممن أخْبَرُوا عما كان بعد الموت مما كان مِن طيب عيشهم ، وحُسْن مآلهم . وهناك مَن رُئيت له منامات فيما كان مِن حاله بعد الموت ، وهذا كثير ، وذَكَر طائفة منها ابن أبي الدنيا في كتاب " القبور " ، ونَقَل عنه ابن القيم في كتاب " الروح " . وهناك مَن رُئي بِسُوء حال ، وشَرّ مآل . نسأل الله أن يُحسِن عاقبتنا وخاتمتنا . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:54 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى