![]() |
هل الفزع الأكبر يوم القيامة يكون على الكفَّار فقط ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي/هل الفزع الأكبر خاص بمن لا يؤمن بالله أو الكل ؟ وجزاك الله كل خير الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) واخْتُلِف في تعيين الفَزَع الأكبر هنا . قال ابن عباس رضي الله عنهما : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ) قال : أذا أطبقت جهنم على أهلها. وقال : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ) ، يعني : النفخة الآخرة . وجاءت الأحاديث بالنصّ على مَن ينجو مِن الفَزَع ، فمن ذلك : قوله عليه الصلاة والسلام : للشهيد عند الله ست خصال : يُغْفَر له في أول دفعة من دمه ، ويَرى مقعده من الجنة ، ويُجار من عذاب القبر ، ويأمَن مِن الفَزَع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط . وقوله عليه الصلاة والسلام : من مات مرابطا في سبيل الله أجْرَى الله له أجره والذي كان يعمل أجر صلاته وصيامه ونفقته ، ووُقِي مِن فَـتّان القبر ، وأمِن مِن الفَزع الأكبر . رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط . وقوله عليه الصلاة والسلام : للمهاجرين مَنابر مِن ذَهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمِنُوا مِن الفزع . رواه ابن حبان , وصححه الألباني . وقال ابن كثير : وقوله : (وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا) ، أي : شديدا صَعبا ؛ لأنه يَوم عَدْل وقضاء فَصْل ، كما قال تعالى : (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) " ، فهذا حال الكافرين في هذا اليوم . وأما المؤمنون ، فَكَما قال تعالى : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) . وقال ابن عاشور : والفَزع : نُفْرة النفس وانقباضها مما تتوقّع أن يَحصل لها مِن الألم ، وهو قَريب مِن الْجَزَع ، والمراد به هنا فَزع الْحَشر حين لا يَعْرف أحدٌ ما سيؤول إليه أمْره ، فيكونون في أمِن مِن ذلك بِطَمْأنة الملائكة إياهم . وذلك مَفاد قوله تعالى : (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ، فهؤلاء الذين سَبَقَت لهم الحسنى هم المراد مِن الاستثناء في قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ) . اهـ . وقال الشيخ السعدي : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ) ، أي : لا يُقْلِقُهم إذا فَزِع الناس أكْبَر فَزَع ، وذلك يوم القيامة ، حين تُقَرب النار ، تتغيظ على الكافرين والعاصين فيفزع الناس لذلك الأمر ، وهؤلاء لا يَحزنهم ، لعلمهم بما يقدِمون عليه ، وأن الله قد أمّنهم مما يَخافون . ونسأل الله أن يُؤمِّـنّـا يوم الفزع . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 07:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى