![]() |
هل صحّ حديث (إنَّ الله يحبّ الملحّين في الدعاء) ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيـر شيخنا قول : " إنَّ الله يحبّ الملحّين في الدعاء " هل هو حديث ؟ وهل هو صحيح ؟ أفيدونا مشكورين الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . قال عنه الشيخ الألباني : موضوع . والموضوع هو الحديث المكذوب . ومعناه صحيح ؛ فإن الإلحاح مطلوب بِخلاف الاستعجال . قال عليه الصلاة والسلام : يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، فَيَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ رَبّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي . رواه البخاري ومسلم . وقال : لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ . قِيل : يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَال : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدّعَاءَ . رواه مسلم . وفي الحديث : مَن لم يَدْعُ اللهَ غضب اللهُ عليه . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرد "والترمذي وابن ماجه ، وحسنه الألباني . وهذا يقتضي الإلْحَاح على الله في الدعاء . ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بَدْر ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، ثُمّ مَدّ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ: اللّهُمّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي . اللّهُمّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي . اللّهُمّ إنْ تَهْلِكْ هََذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ مَادّاً يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، حتى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَ هُ فَأَلْقَاهُ عَلَىَ مَنْكِبَيْهِ ، ثُمّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ : يَا نَبِيّ اللّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبّكَ ، فَإنّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ . رواه مسلم من حديث عمر رضي الله عنه . وفي رواية للبخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما : فأخذ أبو بكر بِيدِه ، فقال : حَسْبُك يا رسول الله ، فقد ألْحَحَتَ على ربك . وهذا مِن الإلْحَاح على الله في الدعاء . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا . وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا . كما في صحيح مسلم . قال النووي : فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثا . اهـ . وهذا لا يَعني الاقتصار على الثلاث ، بل لو زادّ فهو مِن باب الإلْحَاح على الله . ويدلّ على التكرار والزيادة عن الثلاث ما جاء في قصة هَدْم ذِي الْخَلَصَة ، وفيها أن جرير بن عبد الله رضي الله عنه بَعث رجلا يُبشِّر النبي صلى الله عليه وسلم بِهَدْم الصنم ، فلمّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جَمَل أجْرب ! قال : فَبَرَّك النبي صلى الله عليه وسلم على خَيل أحْمَس ورِجالها خَمْس مرَّات . رواه البخاري ومسلم . قال ابن حجر في فوائد هذه القصة : وأنه كان يدعو وِترا ، وقد يجاوز الثلاث ، وفيه تخصيص لعموم قول أنس : كان إذا دعا دعا ثلاثا ؛ فيُحْمَل على الغالب ، وكأن الزيادة لمعنى اقتضى ذلك . اهـ . وقال عليه الصلاة والسلام : مَن سَرّه أن يَستجيب الله له عند الشدائد والكُرب ، فليكثر الدعاء في الرخاء . رواه الترمذي . وقال الشيخ الألباني : حَسَن . وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : ادْعُ الله يَوم سَرّائك لَعلّه يَستَجِيبُ لك يَوم ضَرّائك . رواه الإمام أحمد في " الزهد " . وقال رضي الله عنه : مَنْ يُكْثِرْ قَرْعَ الْبَابِ يُوشَكْ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ ، وَمَنْ يُكْثِرَ الدُّعَاءَ يُوشَكْ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " . وقَال عَبْد اللهِ بن مَسْعُود رضي الله عنه : مَنْ كَانَ فِي الصَّلاةِ فَهُوَ يَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ ، وَمَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " . وهنا : هل عدم إجابة الدعاء بسرعة تعنى أنه لن يُجَاب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=6663 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 03:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى