منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   كيف يكون المسلِم مِن أولياء الله ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11393)

راجية العفو 05-01-2013 04:46 PM

كيف يكون المسلِم مِن أولياء الله ؟
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خير
أحببت السؤال عن : أولياء الله , كيف يكون الإنسان منهم ؟


http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

مَن كان مؤمنا تقيًّا ، يَفعل ما أُمِر به ، وينتهي عمّا نُهِي عنه ؛ فهو من أولياء الله .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) .

قال الإمام الطحاوي : "والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن" .
قال ابن أبي العزّ : فالمؤمنون أولياء الله، والله تعالى وليهم، قال الله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) الآية . وقال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) ، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) الآية . وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) إلى آخر السورة , وقال تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) . فهذه النصوص كلها ثَبَت فيها موالاة المؤمنين بعضهم لبعض ، وأنهم أولياء الله ، وأن الله وليهم ومولاهم , فالله يتولى عباده المؤمنين ، فَيُحِبّهم ويُحِبّونه ، ويرضى عنهم ويَرضون عنه ، ومَن عادى له وَلِيًّا فقد بارزه بالْمُحَارَبة , وهذه الولاية مِن رحمته وإحسانه ، ليست كولاية المخلوق للمخلوق لحاجة إليه ، قال تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) ، فالله تعالى ليس له ولي مِن الذّلّ ، بل لله العِزّة جميعا ، خلاف الملوك وغيرهم ممن يتولاه لِذلّه وحَاجته إلى وَلي يَنصره .
والولاية أيضا نظير الإيمان ، فيكون مراد الشيخ : أن أهلها في أصلها سواء ، وتكون كاملة وناقصة ؛ فالكاملة تكون للمؤمنين المتقين ، كما قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى) ... فالولاية لمن كان مِن الذين آمنوا وكانوا يَتَّقُون ، وهُم أهل الوعد المذكور في الآيات الثلاث , وهي عبارة عن مُوافقة الولي الحميد في مَحَابِّه ومَسَاخِطه ، ليست بكثرة صوم ولا صلاة ، ولا تَمَلّق ولا رياضة . اهـ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



الساعة الآن 07:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى