![]() |
هل الدعاء على المسلم من كبائر الذنوب ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل الدعاء على المسلم من كبائر الذنوب ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا يجوز الدعاء على أحدٍ مِن المسلمين مِن غير سبب يقتضي الدعاء ، إلاّ أن الدعاء لا يَصِل إلى أن يكون كبيرة مِن كبائر الذنوب ؛ لأن الكبيرة ما تُوعِّد فاعلُه بلعنةٍ أو بنارٍ أو ترتّب على فعله حدٌّ في الدنيا أو الآخِرة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : يَأثم مَن يَدعو على غَيره عُدوانا . اهـ . وقد ذَكَر غير واحد مِن أهل العِلم الخلاف في الدعاء على العُصاة ، أو لعنهم . قال الإمام البخاري : بَابٌ مَا يُكْرَهُ مِنْ لَعْنِ شَارِبِ الْخَمْر . وفي قوله عليه الصلاة والسلام : " لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ " قال ابن حجر في حُكم لعن شارِب الخمر : وَصَوَّبَ ابْنُ الْمُنِيِّرِ أَنَّ الْمَنْعَ مُطْلَقًا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ ، وَالْجَوَازَ فِي حَقِّ غَيْرِ الْمُعَيَّنِ ؛ لِأَنَّهُ فِي حَقِّ غَيْرِ الْمُعَيَّنِ زَجْرٌ عَنْ تَعَاطِي ذَلِكَ الْفِعْلِ ، وَفِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ أَذًى لَهُ وَسَبٌّ ، وَقَدْ ثَبَتَ النَّهْيُ عَنْ أَذَى الْمُسْلِمِ ... قَالَ النَّوَوِيُّ فِي "الْأذْكَارِ" : وَأَمَّا الدُّعَاءُ عَلَى إِنْسَانٍ بِعَيْنِهِ مِمَّنِ اتَّصَفَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَعَاصِي فَظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّهُ لا يَحْرُمُ ، وَأَشَارَ الْغَزَالِيُّ إِلَى تَحْرِيمِهِ ، وَقَالَ فِي "بَابِ الدُّعَاءِ عَلَى الظَّلَمَةِ" بَعْدَ أَنْ أَوْرَدَ أَحَادِيثَ صَحِيحَةً فِي الْجَوَازِ قَالَ الْغَزَالِيُّ : وَفِي مَعْنَى اللَّعْنِ الدُّعَاءُ عَلَى الْإنْسَانِ بِالسُّوءِ حَتَّى عَلَى الظَّالِمِ مِثْلَ " لَا أَصَحَّ اللَّهُ جِسْمَهُ " وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْمُومٌ . انْتَهَى . وَالْأوْلَى حَمْلُ كَلَامِ الْغَزَالِيِّ عَلَى الْأوَّلِ ، وَأَمَّا الْأحَادِيثُ فَتَدُلُّ عَلَى الْجَوَازِ . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 12:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى