![]() |
عيد الأم الفضيلة التي سبقنا إليها طفل غربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
هذا أحد المواضيع التي تظهر من فترة إلى فترة في أعياد الأم، فما رأي فضيلتكم وما صحة الإستشهاد بدليل من سن سنة حسنه وهل ينطبق عليها دمتم بحفظ الله &&&&&& الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحفِظك الله ورعاك . هذا مردود من عِدّة أوجه : الوجه الأول : أن في هذا العمل مُضاهاة ومُشابَهة للأعياد ، ونحن أهل الإسلام ليس لنا أن نُقيم ولا أن نَحتَفِل إلا بعيد الفِطر من رمضان وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) لما فيه من الاجتماع ، وليس فيه احتفال . وقد قال رب العزّة سبحانه : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) قال الإمام القرطبي في تفسير الآية : أي لا يَحْضُرون الكذب والباطل ولا يشاهدونه ، والزُّور كل باطل زور وزخرف ... وفي رواية عن ابن عباس : أنه أعياد المشركين . وقال عكرمة : لعب كان في الجاهلية يسمى بالزور . اهـ . الوجه الثاني : أن الاستدلال بقوله عليه الصلاة والسلام : " من سن في الإسلام سُنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سُنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " رواه مسلم . استدلال في غير مَحلّه ، وسبق التفصيل فيه هنا : كيف يتم الرد على شبهة أن هناك بدعة حسنة و بدعة سيئة ؟ الوجه الثالث : أن هذا " العيد " مَدعاة للعقوق وليس مَدعاة للبِرّ ، فأول ما كان عيد الأم على هذه الصورة ، ثم صار شِعاراً للعقوق ! حتى صار الابن البارّ من يَزور أمّـه ويُهدي إليها بعض الهدايا في عيد الأم ! الوجه الرابع : أن كل عَمل بِحاجة إلى أن يُضبَط بضوابط الشِّرْع ، لقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) فحياة الإنسان ومماته ، وحركاته وسكناته لله رب العالمين ، وليس لأحدٍ أن يُحدِث في دِين الله مما يُراد التقرّب به إلى الله ما لم يأذن به الله . ثم إن حُسْن النيّة وسلامة المقصِد لا يُسوِّغان الْعَمَل ، ولا يَجعلانه مبروراً . الوجه الخامس : أن هذا من اتِّباع الكفّار ، وقد نهى الله ورسوله عن مُتابَعة الكفّار وعن مشابهتهم ولو وَقَعتِ المشابَهة من غير قَصد فإن صاحبها داخل تحت حديث : " مَنْ تَشَبَّه بِقَومٍ فهو منهم " رواه الإمام أحمد وأبو داود . قال فيه العلماء : أقل أحواله التحريم ! وإلا فإن ظاهره يَدل على كُفْر المتشَبِّه بالكفار . وسبق بيان : هل يُشترط القصد في التشبّـه بالكفّار ؟ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فِئاماً من هذه الأمة سوف تتبّع خُطوات الغرب ، فقال عليه الصلاة والسلام : لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ رواه البخاري ومسلم . وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعاً : ليأتين على أُمّتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حَذو النعل بالنعل ، حتى لو كان فيهم من نكح أمَّـه علانية كان في أمتي مثله . رواه الترمذي والحاكم . فلا يَجوز إحداث مثل هذه الأعياد ، سواء وقَعَتْ مُشابَهة الكفّار في يوم عيدهم ، أو لم تَقَع . وسواء كانت النية التشبّه بالكفّار أو لم تَكُن . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 07:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى