![]() |
كلمة مرئية حول الجنادرية وحُـكم ذهاب العائلات إليه
بسم الله الرحمن الرحيم كلمة مرئية حول الجنادرية وحُـكم ذهاب العائلات إليهبدأت أيام الجنادرية وبدأت معها المنكرات العظيمة التي لا مُغيّر لها والله المستعان هُــنا http://www.safeshare.tv/w/LAfTbBdxoe بدايةً شيخنا الفاضل عصر الأمس يوم الاثنين فتحت الجنادرية أبوابها لاستقبال العوائل ، وما يحدث في الجنادرية مِن رفعٍ للموسيقى ومِن الاختلاط وأمور لا ترضي الله عز وجل ؛ فنريد نصيحة مِن فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم وكلمة لِمَن يرغب في الذهاب لمثل هذه الأماكن كالجنادرية وغيرها مما يكون فيه رفعٌ لصوت الموسيقى ومِن اختلاط ومِن أمور لا تُحمَد عقباها الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه أما بعد : فإنَّ مِن واجِب أهلِ العِلم النَّصيحة ، ومِن واجِبِ المسؤولِ تقبُّلِ هذه النَّصيحة ، وعلى أهلِ العِلم التواصُل في مثل هذه الأمور ، وهذا هو المؤمَّـل وهذا هو المعروف عن أهلِ العِلم في التواصُل والإنكار . لأنَّ المُنكَر إذا فشا لا يقتصِر ضررُ المنكرِ وعاقبتُه على صاحِبِه ، فإذا كان المُنكَرُ عامًا فالعقوبة عامّة ، كما خطَب أبو بكر – رضي الله عنه – فقال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللهُ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجه . فالمُنكَر إذا فشا لا يقتصِر ضرره وآثارُه على صاحِبِه ، إنما يقتصِر الضرر والآثار على صاحِبِ المُنكَر إذا كان مُستخفيا به ، أو كان مقتصرًا على نفسه لا يَظْـهَر للناس . وأمّا إذا فشا المُنكَر فإنه يُخشى مِن عاقبةِ هذا المنكر ومآل هذا المُنكر وما يترتّب على هذا المُنكَر مِن زوال النِّعم لذلك قيل : إذا كنتَ في نِعمة فارعها = فإن المعاصي تزيل النِّعم فهذه الأمور التي تحصل في الجنادرية والتي استفاضت على ألسنة الناس وفي مواقِع التواصُل وعبر المقاطِع التي تُنشَر وما يحصُل فيها مِن منكرات هي في الحقيقة نذير شؤم ! نذيرُ شؤمٍ على هذه البلد التي أنعمَ الله عليها بنِعمةِ الأمن ، والتي أنعمَ الله عليها بالعُلماء ، والتي أنعمَ الله عليها بالأُلفة والتآلف والالتحام وعدم الفُرقة ، والنِّعم العظيمة التي أنعم الله عزّ وجلّ بها على هذه البلد كنِعمة الرَّخاء ونِعمة المال ، النِّعم العظيمة التي لا تُعدُّ ولا تُحصى في مثل هذا البلد ولذلك أصبح هذا البلد محطّ أنظار الناس في نواحي الأرض ، فالناس يأتون إلى هذه البلاد ويطلبون الرِّزق . فَقَبْل مئة سنة كان الناس في هذه البلاد يذهبون إلى البلاد الأخرى يطلبون فيها الرِّزق واليوم انعكست الأمور ، فأصبح الناس يأتون مِن أطراف الأرض إلى هذه البلاد يطلبون فيها الرِّزق ، فحريٌّ بِنا وحقٌّ علينا أن نحفظَ هذه النِّعمة حتى لا تزول لأنَّ النِّعم إذا شُكرِت قرّت وزادت كما أخبرَ اللهُ عزَّ وجلّ ، وإذا كُفرِت فرّت . وإنَّ مِن كُفرانِ النِّعم ارتكاب المنكرات وما يحصل فيها وما يستفيض فيها - مثل ما قلت - على ألسنة النَّاس ويتناقله الناس عبر مواقِع التواصُل وعبر المقاطِع وعبر الصور وما يحصُل فيها مِن اختلاط الرِّجال بالنساء وما يحصُل فيها مِنَ الرَّقص ، وما يحصل فيها مِن المنكرات التي تعلمها الهيئات ويعلمها رِجال الحُسبة مِمّا لا يخفى . فهذه - كما أسلفت – نذير شؤمٍ على هذه البِلاد ويُخشى مِن عاقبتِها ومِن مغبّتها والأمر لا يقتصِر على أصحابها ، لذلك قال الله عزَّ وجلّ {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} ، فالمنكَر إذا فشا لا يقتصِر ضرره على صاحبه إنما يَـعُمّ وقد يكون سبب زوالِ النِّعم مثل هذه المنكرات . فأسأل الله عزَّ وجلّ أن يوفّق العلماء ويوفِّق الناصحين ويوفِّق الآمرين بالمعروف والناهين عن المُنكرِ ، ويوفِّق ولاة الأمور إلى منْع مثل هذه الأمور ، وأن يَكفّ السوء المنتشِر عبر مثل هذه المهرجانات أو هذه الاجتماعات وما يحصُل فيها ، وأسأل الله عزَّ وجلّ أن يهيئ لأمة الإسلام مِن أمرها رشدا إنه وليّ ذلِك والقادِرَ عليه . ================= طيب فضيلة الشيخ حُـكم ذهاب العائلات لمثل هذي الأماكن ؟ فبعضهم قد يذهب بقصد التنزّه، أو الاطّلاع على التراث – تراث الأجداد - ؟ الجواب : هي المسألة لم تَعُد قاصِرة على تراث الآباء كما زُعِم ذلك في بدايتها ، وإنما تعدّى ذلك إلى أمم الكُفر ، وقد ذكَر العلماء أنه لا يجوز للرَّجُل أن يأخذ أهله إلى أماكِن الفُرجة التي يقع فيها الاختلاط كما نَصّ عليه ابن القيِّم – رحمه الله - ، ونُقِلَ عن الإمام مالِك مثل ذلك ، وأنَّ على وليّ الأمر أن يمنعَ ذلِك ، وعلى وليّ الأمر في الأسرة - أي رَبّ الأسرة - أن يمنع العائلة من الذهاب ، لا أن يذهبَ بها ؛ لأنه لا يجوز الذهاب إلى أماكِن فيها منكرات . ونصّ العلماء على أنه لا يجوز للرَّجُل إجابة الدعوة التي تجِب إجابتُها كدعوة الوليمة – دعوة العُرس – فهذه يجب على الإنسان أن يُجيب إذا دُعي ، ومع ذلك نَصَّ العلماء على أنه إذا دُعي وتعينت عليه الإجابة ، وكان في المكان الذي يذهب إليه مُنكرٌ ، فإنه لا يجوز له أن يُجيب الدعوة ولا أن يذهب إلا إذا كان يستطيع أن ينكِرَ هذا المُنكرَ ويُغيِّر . أمَّا بالنِّسبة للأُسَر والعوائل والرِجال والنِّساء الذين يذهبون وما يحصل فيه مِن اختلاط وغير ذلك فهذا لا يشك عاقِل في تحريم الذهابِ إليه . وسبق : ما حكم الذهاب إلى سوق عكاظ الموجود بمدينة الطَّائف ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9231 هل يجوز الذَّهاب للسُّوق لأجل الـتَّـنَزُّه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12284 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 07:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى