![]() |
هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟ و بارك الله فيكم. http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك . نعم ، بينها فَرْق . فالْحَسَد مذموم شَرْعا ، إلاّ ما كان على سَبيل الغِبطة ، وما كان باعثه التنافس في الخيرات ، وليس فيه إثم ولا بَغي ، ولا تَمَنِّي زوال النعمة . وهذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : لا حَسَدَ إِلاّ فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ . رواه البخاري ومسلم . والتنافس إذا لم يكن فيه إثم ولا بغي فهو مطلوب شرعا . قال الله تعالى : (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) وكذلك المسارَعة إذا كانت في الخيرات ، فهي مطلوبة شرعا . قال الله تعالى : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) . وقال عَزّ وَجَلّ : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) . وقال تبارك وتعالى : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) الآية . قال ابن القيم : والفرق بين المنافسة والحسد ؛ أن المنافسة المبادرة إلى الكمال الذي تُشَاهِد مِن غَيرك ، فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه ، فهي مِن شَرَف الـنَّفْس وعُلُوّ الْهِمّة وكِبر القَدْر . وقال : والحسد خُلُق نَفْس ذَميمة وَضِيعه ساقِطة ، ليس فيها حرص على الخير ، فَلِعَجْزِها ومَهَانَتها تَحْسد مَن يَكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها ، وتتمنى أن لَو فَاتَه كَسْبها حتى يُساويها في العَدَم ! وقال أيضا : فالحسود عدو النعمة ، مُتَمَنّ زوالها عن المحسود ، كما زالت عنه هو . والمنافِس مُسابِق النعمة مُتَمَنّ تمامها عليه وعلى مَن يُنافِسه ، فهو ينافس غيره أن يعلو عليه ، ويُحِبّ لحاقه به أو مجاوزته له في الفضل . والحسود يحب انحطاط غيره حتى يُساويه في النقصان . وأكثر النفوس الفاضلة الخيرة تنتفع بالمنافسة . وقال : وقد يُطْلق اسم الْحَسد على المنافسة المحمودة ، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا حَسد إلاّ في اثنتين : " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وأطراف النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فَسَلّطه على هَلَكَته في الحق " . فهذا حَسد مُنافسة وغِبطة يَدلّ على عُلو هِمّة صاحبه ، وكِبر نفسه ، وطلبها للـتَّشَبُّه بأهل الفضل . اهـ . وسبق : هل صحيح أنّ مَن رأى نعمة غيره يبرِّك ومَن رأى نعمة نفسه يقول ما شاء الله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13984 والله تعالى أعلم . (وللعِلْم لا أجيز لأحد أن يسألني عن بحوث علمية مُكلّف بها .. ) المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 09:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى