![]() |
ما معنى فتنة النفس ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا أود أن أعرف معنى فتنة النفس ؟ وجزاك الله خيراً http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا فِتنة الإنسان في نفسه تكون بأمور ، منها : الانسياق وراء رغبات النفس ، والتوسُّع في المباحات ، والتساهل في بعض المحرَّمات . اتِّبَاع هوى النفس . وينبني على ذلك : كثرة المخالَطة للناس ، وتضييع الأوقات . قال ابن القيم رحمه الله : إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر . وكم سَلَبَت المخالطة والمعاشرة من نِعمة ؟ وكم زرعت من عداوة ؟ وكم غرست في القلب من حزازات تَزُول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ؟! ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة ، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها أربعة أقسام ، متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر ... . اهـ . وتتمة الكلام هنا : اللهم يسر لي جليسا صالحا http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7853 ومَن فِتنة النفس : اتْبَاع النفس هواها في الكسل والتكاسل عن أداء الطاعات . قال الله تعالى : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) . قال ابن رجب رحمه الله : وَالْمَعْرُوفُ فِي اسْتِعْمَالِ الْهَوَى عِنْدَ الإِطْلاقِ : أَنَّهُ الْمَيْلُ إِلَى خِلافِ الْحَقِّ . اهـ . وقال عزَّ وَجَلّ : (فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) . قال البغوي في تفسيره : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) عَنِ الْمَحَارِمِ الَّتِي تَشْتَهِيهَا . قَالَ مُقَاتِلٌ : هُوَ الرَّجُلُ يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ ، فَيَذْكُرُ مَقَامَهُ لِلْحِسَابِ ؛ فَيَتْرُكُهَا . اهـ . وقال القرطبي في تفسيره : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) ، أَيْ : زَجَرَهَا عَنِ الْمَعَاصِي وَالْمَحَارِمِ . وَقَالَ سَهْلٌ : تَرْكُ الْهَوَى مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضيَ اللّهُ عنه : أَنْتُمْ فِي زَمَانٍ يَقُودُ الْحَقُّ الْهَوَى ، وَسَيَأْتِي زَمَانٌ يَقُودُ الْهَوَى الْحَقَّ ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ . اهـ . قال الإمام البخاري : بَابُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قال ابن حجر : يَعْنِي بَيَانَ فَضْلِ مَنْ جَاهَدَ ، وَالْمُرَادُ بِالْمُجَاهَدَةِ : كَفُّ النَّفْسِ عَنْ إِرَادَتِهَا مِنَ الشَّغْلِ بِغَيْرِ الْعِبَادَةِ . قَالَ ابن بَطَّالٍ : جِهَادُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ هُوَ الْجِهَادُ الأَكْمَلُ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) ، وَيَقَعُ بِمَنْعِ النَّفْسِ عَنِ الْمَعَاصِي وَبِمَنْعِهَا مِنَ الشُّبُهَاتِ وَبِمَنْعِهَا مِنَ الإِكْثَارِ مِنَ الشَّهَوَاتِ الْمُبَاحَةِ لِتَتَوَفَّرَ لَهَا فِي الآخِرَةِ . قال ابن حجر : قُلْتُ : وَلِئَلا يَعْتَادَ الإِكْثَارَ فَيَأْلَفَهُ فَيَجُرُّهُ إِلَى الشُّبُهَاتِ ، فَلا يَأْمَنُ أَنْ يَقَعَ فِي الْحَرَامِ . اهـ . ونَقَل ابن بطال عن سفيان الثور قوله : ليس عدوك الذي إن قتلته كان لك به أجر ، إنما عدوك نفسك التي بين جنبيك ! فَقَاتِل هواك أشدّ مما تُقَاتِل عَدُوّك . وقال أويس القرني لِهَرِم بن حيان : ادْع الله أن يصلح قلبك ونيتك ، فإنك لن تُعَالِج شيئًا هو أشدّ عليك منهما ، بينما قَلْبَك مُقْبِل إذْ هو مُدْبِر ، فاغتنم إقباله قبل إدباره ، والسلام عليك . قَالَ ابن بَطَّالٍ : وقد يكون جهاد النفس مَنْعها الشهوات المباحة توفيرًا لها في الآخرة . اهـ . وقديما قيل : تَرْكُ نفسك يوما وهواها = سعي لها في رداها والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 02:10 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى