![]() |
ما حكم هذا الدعاء لترك الغيبة : اللهم إني استودعتك لساني فلا تجعله يغتاب مسلما ..؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم وفقه الله من فضلك ما حكم هذا الدعاء لترك الغيبة: اللهم إني استودعتك لساني فلا تجعله يغتاب مسلما ولا ينطق كذبا ولا قولا اندم عليه يوم ألقاك وجزاك الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا لو كان خيرا لَدَلّنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولَعَمِل به أصحابه مِن بعده ، إذ كانوا أحرص الناس على الخير . وعلى الإنسان أن يَمْنَع نفسه ، وأن يكبح جِماحها ، ويحبس ويَخزِن لِسانه ؛ لأنه إذا لم يفعل ذلك نَدِم ، ولا يُغنيه قوله ذلك شيئا إذا لم يكن مِنه عَمَل وحِرص . والمسألة إنما تكون بالتعوّد ، وتربية النفس على عدم الانسياق وراء رغباتها ، ومُجاراة جُلسائها . قال عليه الصلاة والسلام : إنما العِلْم بالتَّعَلُّم ، وإنما الْحِلْم بالتَّحَلّم . مَن يَتَحَرّ الخير يُعْطَه ، ومَن يَتَّقّ الشَّرَّ يُوقَه . رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني . وكان السلف يَحْذَرون ألسنتهم . وكان أبو بكر رضي الله عنه يأخذ بِلِسَانه يَجرّه ويقول : هذا أوردني الموارد . وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، مَا عَلَى الأَرْضِ أَحَقُّ بِطُولِ سِجْنٍ مِنَ اللِّسَانِ . وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : أَجْمَعَتِ الْحُكَمَاءُ عَلَى أَنَّ رَأْسَ الْحُكْمِ الصَّمْتُ . وَقَالَ شُمَيْطُ بْنُ عَجْلانَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ مَا سَكَتَّ ، فَأَنْتَ سَالِمٌ ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ ، فَخُذْ حِذْرَكَ؛ إِمَّا لَكَ وَإِمَّا عَلَيْكَ . قال ابن رجب رحمه الله : وَكَانَ السَّلَفُ كَثِيرًا يَمْدَحُونَ الصَّمْتَ عَنِ الشَّرِّ ، وَعَمَّا لا يُعْنِي لِشِدَّتِهِ عَلَى النَّفْسِ ، وَذَلِكَ يَقَعُ فِيهِ النَّاسُ كَثِيرًا ، فَكَانُوا يُعَالِجُونَ أَنْفُسَهُمْ ، وَيُجَاهِدُونَهَا عَلَى السُّكُوتِ عَمَّا لا يَعْنِيهِمْ . قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ : مَا حَجٌّ وَلا رِبَاطٌ وَلا جِهَادٌ أَشَدُّ مِنْ حَبْسِ اللِّسَانِ ، وَلَوْ أَصْبَحْتَ يَهُمُّكَ لِسَانُكَ ، أَصْبَحْتَ فِي غَمٍّ شَدِيدٍ . وَقَالَ : سِجْنُ اللِّسَانِ سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ، وَلَوْ أَصْبَحْتَ يَهُمُّكَ لِسَانُكَ ، أَصْبَحْتَ فِي غَمٍّ شَدِيدٍ . وَسُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ قَوْلِ لُقْمَانَ لابْنِهِ : إِنْ كَانَ الْكَلامُ مِنْ فِضَّةٍ ، فَإِنَّ الصَّمْتَ مِنْ ذَهَبٍ ، فَقَالَ : مَعْنَاهُ : لَوْ كَانَ الْكَلامُ بِطَاعَةِ اللَّهِ مِنْ فِضَّةٍ ، فَإِنَّ الصَّمْتَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ مِنْ ذَهَبٍ. . وَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى أَنَّ الْكَفَّ عَنِ الْمَعَاصِي أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ الطَّاعَاتِ . اهـ . وسبق : هل يجوز عمل قائمة لكل أهل البدع والأهواء والاشتغال بهم والتعريف بهم ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11676 نصيحة للمُغتابين والنمّامين وكثيري اللغو ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7909 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 10:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى