![]() |
هل ترك الصحابة مكة خوفا مِن أنها تتضاعف فيها السيئات ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله في الجهود و رفع الله قدركم شيخنا الكريم . كنت قرأت قبل ذلك كلام لا أدري صحته ... هل ترك الصحابة مكة خوفاً من أنها يتضاعف فيها الذنوب و ذهبوا إلى المدينة لأن المدينة لا يتضاعف فيها السيئات ؟ و إن كان نعم فهل هذا خاص بمكة كلها أم الحرم فقط ؟ و هل يتضاعف ثواب الأعمال الصالحة من قراءة القرآن و الذكر في الحرمين وفقكم الله . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . أما مَن هاجَر مِن مكة فإنما يتركونها لئلا تنقطع هجرتهم ، ولذلك لَمّا مرض سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مكة وزَارَه النبي صلى الله عليه وسلم قال سعد : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَال : إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلا صَالِحًا إِلاَّ ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَة ، ثُمَّ لَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ . اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ل، َكِنْ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ . يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لمسلم : وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا . وقال عليه الصلاة والسلام : يُقِيمُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاثًا . رواه البخاري ومسلم . وكان الصحابة رضي الله عنهم ينْزِلون قريبا من حدود الْحَرَم ، فإذا أرادوا الصلاة دخلوا داخل حدود الْحَرَم ، وإذا أرادوا غير ذلك كانوا خارج حدود الْحَرَم ، لئلا تُضاعف عليهم فيه السيئات . ومِن تعظيم الصحابة للحرَم أنهم كانوا يَرون أن ما يُباح خارج حدود الْحَرَم يُعتبر من الإلحاد في الْحَرم . قال ابن عمر: كنا نتحدث أن الإلحاد فيه أن يقول الإنسان : لا والله ! وبلى والله ! وكلا والله ! وكان له فسطاطان ، أحدهما في الحل والآخر في الحرم ، فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الحرم ، وإذا أراد بعض شأنه دخل فسطاط الحل ،. قال القرطبي : صيانة للحرم عن قولهم : كلا والله ، وبلى والله ، حين عَظّم الله الذنب فيه . وروى ابن أبي شيبة من طريق مجاهد عن عبد الله بن عمرو أنه كان له فسطاطان : أحدهما في الحرم ، والآخر في الْحِلّ ، فإذا أراد أن يُصَلّي صَلّى في الذي في الحرم ، وإذا كانت له الحاجة إلى أهله جاء إلى الذي في الْحِلّ . فقيل له في ذلك ، فقال : إن مكة مكة . وأصل هذا فعله عليه الصلاة والسلام يوم الحديبية ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في الْحَرَم ، وهو مُضطرب في الْحِلّ . كما في المسند . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 07:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى