![]() |
كيف يجلس رسول الله عند الأكل والشُرب ؟
السلام عليك يا الشيخ عبدالرحمن السحيم السؤال : كيف يجلس الرسول صلى الله عليه وسلم عند الأكل والشرب؟ وما هو الدليل ؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر . كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل مُتَّكِـئا . قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لا آكُلُ مُتَّكِئًا . رواه البخاري . وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وقال شُعيب الأرنؤوط : إسناده حسن ، وصححه الألباني . معنى الاتكاء : قال الخطابي : يَحسب أكثر العامة أن المتكئ هو المائل المعتمد على أحد شقّيه ، لا يَعرفون غيره ، وكان بعضهم يتأوّل هذا الكلام على مذهب الطب ودفع الضرر عن البدن ، إذْ كان معلوما أن الآكل مائلاً على أحد شِقّيه لا يَكاد يَسلم مِن ضغط يناله في مجاري طعامه فلا يسيغه ، ولا يَسهل نزوله إلى معدته . وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه ، وإنما المتكئ ههنا هو المعتمد على الوطاء الذي تحته ، وكُلّ مَن استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ ... والمعنى : أني إذا أكلت لم أقعد متمكناً على الأوطية والوسائد فِعَل مَن يُريد أن يستكثر مِن الأطعمة ويتوسّع في الألوان ، ولكني آكل عُلْقة ، وآخذ من الطعام بُلْغة ، فيكون قعودي مُستَوفِزًا له ، ورُوي أنه كان صلى الله عليه وسلم يأكل مُقْعِيا ، ويقول : أنا عبد آكل كما يأكل العبد . اهـ . وقال ابن القيم : والاتكاء على ثلاثة أنواع : أحدها : الاتكاء على الْجَنْب . والثاني : الـتَّرَبّع . والثالث : الاتكاء على إحدى يديه ، وأكله بالأخرى . والثلاث مذمومة . اهـ . وقال ابن حجر عن الاتكاء : إذا ثبت كونه مكروها أو خلاف الأولى ؛ فالمستحب في صفة الجلوس للآكل : أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه ، أو يَنصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى . اهـ . وربما جَلَس على رُكبتيه . قال ابن حجر : فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر عِنْد اِبْن مَاجَهْ وَالطَّبَرَانِيِّ بِإِسْنَاد حَسَن قَالَ : أَهْدَيْت لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاة ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُل ، فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِيّ : مَا هَذِهِ الْجِلْسَة ؟ فَقَالَ إِنَّ اللَّه جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا عَنِيدًا . قَالَ اِبْن بَطَّال : إِنَّمَا فَعَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ . اهـ . وربما جلس القرفصاء ، وهو أن يجلس على قدميه ناصِبًا ساقيه ، وهو الإقعاء . قال أنس رضي الله عنه : رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْعِيًا يَأْكُل تَمْرًا . رواه مسلم . قال النووي : مُقْعِيًا : أَيْ جَالِسًا عَلَى أَلْيَتَيْهِ نَاصِبًا سَاقَيْهِ . وأما الاتكاء عند الحاجة إليه ؛ فلا يُكره ؛ لأن الكراهة تزول إذا وُجِدت الحاجة إلى الاتكاء . قال البيهقي : إن كانت بِرَجُل عِلّة في شيء مِن بدنه وكان لا يتمكن مما بين يديه إلاّ متكئا لم يكن في ذلك كراهية . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 05:37 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى