![]() |
هل يجوز طرح المشاكل الزوجية الخاصة في المنتديات ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل جزاك الله خير الجزاء ألاحظ أحياناً في المنتديات النسائية من تكتب مشكلتها الزوجية , وتطلب الحلول من العضوات. ومشكلتها تتكلم عن حياتها الخاصة وتصفها بدقة للعضوات إلى درجة أن من يقرأ كلامها يخجل . وأحياناً يرد عليها بكلام غير لائق , ويدل الرد على صاحبه نسأل الله المعافاة من حاله . السؤال : هل يجوز لها أن تصف حالها أو حالتها وتطلب من الجميع الحل لمشكلتها؟ أو يعتبر من الفحش في الكلام؟ أو إفضاء الأسرار الزوجية ؟ وهل من نصيحة لهن لا حرمك الله أجر من أخذ بها . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . إذا كان وَصْف ما يكون بين المرأة وزوجها ؛ فلا يجوز ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا . رواه مسلم . والنساء شقائق الرجال ، وحُكمهن في ذلك حُكم الرِّجال . وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقبل على الرجال فقال : هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه ، وألْقَى عليه سِتره واستتر بِستر الله . قالوا : نعم . قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول : فعلت كذا ، فعلت كذا ؟ فسكتوا . فأقبل على النساء فقال : هل منكن من تُحدِّث ؟ فسكتن ، فَجَثَتْ فتاة كعاب على إحدى ركبتيها ، وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها ، فقالت : يا رسول الله إنهم ليتحدثون ، وإنهن ليتحدثنه . فقال : هل تدرون ما مثل ذلك ؟ فقال : إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى منها حاجته والناس ينظرون إليه . رواه أبو داود . وهو حديث صحيح لغيره بمجموع طُرقه . ويَشْهَد له ولِمَا بعده : حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أشرّ الناس عند الله مَنْزِلة يوم القيامة : الرجل يُفْضِي إلى امرأته ، وتُفْضِي إليه ، ثم ينشر سِرّها . رواه مسلم . وفي رواية : إن مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يُفْضِي إلى امرأته ، وتُفْضِي إليه ، ثم ينشر سِرّها . رواه الإمام أحمد وأبو داود . قال النووي : وفي هذا الحديث : تحريم إفشاء الرجل ما يَجري بينه وبين امرأته مِن أمور الاستمتاع ، ووصف تفاصيل ذلك ، وما يجري مِن المرأة فيه مِن قول أو فعل ونحوه ، فأما مجرد ذكر الجماع ، فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة ؛ فمكروه ؛ لأنه خلاف المروءة . اهـ . وفي حديث أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: لَعَلَّ رَجُلا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ ، فَقُلْتُ : إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ . قَالَ : فَلا تَفْعَلُوا ، فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانُ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ . رواه الإمام أحمد . قال السندي: قوله : " فإنما مثل ذلك" ، أي : إظهار ما جَرَى بين الإنسان وأهله بالقول ، كإظْهَاره بالفعل ، والثاني لا يجيء إلاَّ مِن مثل الشيطان ، فالأول كذلك . اهـ . ومُشكلة أخرى : وهي استشارة بعض النساء لبعض ، وقد تَطرح المرأة مشكلتها في منتدى فيه صِغار سِنّ وأغمار بل وحَمْقَى – مِن الجنسين - ! ومَن يستشر الأحمق فعليه أن يتحمّل نتيجة حماقات الْحَمْقَى ! فإني أرى بعض الاستشارات التي تُدلي بها بعض الأخوات إنما هي بمثابة هَدْم بيوت ، من حيث لا يشعرن ! ومَن أرادت أن تستشير فعليها بمواقع الاستشارات الموثوقة ، والتي يقوم عليها مَن له خُبرة ودِرَاية بالأمور . وليس في منتدى يكتب فيه كلّ أحد - صغيرا كان أو كبيرا - ، ولا تُطلَب الاستشارات في أشرطة القنوات الفضائية التي يُجيب عليها أيضا كلّ أحد ، ولا يُدرَى مَن الشخص الذي أشار ، أو أدْلَى بِرَأيه ؛ فقد يكون صغيرا – ذكرا كان أو أنثى – لا يحسِن سِوى الكتابة عبر الجوال أو عبر لوحة المفاتيح ! أخيرا : لا يُستشار مَن لم تُحنَّكه التجارب ، وَمن لم تُربِّه الأيام ، ولم يكتسب مِن الحياة خبرة وحكمة . وسبق : ما الذي أغضبك أبا بحر ؟! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7850 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 02:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى