![]() |
ما نصيحتكم لِمَن يسيء الظن بربه ويقول (الله خلق لكل شيء دواء , إلا الهم ماخلق له) ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير بعض الناس هدانا الله وإياهم لطريق الحق , لا يحسب لكلامه حساب وخاصة إذا كان فيه تعب جسدي أو نفسي أو وهم يعيشه , شفاهم الله. نلاحظ إنهم يتفوهون بكلام يخشى منه أن يكون سوء أدب مع رب العالمين أو يكون أثم عليهم . مثال : الله خلق لكل شيء دواء , إلا الهم ما خلق له . رأي فضيلتكم بمثل هذا الكلام وما حكم من يتفوه به حتى وإن كان على سبيل المزح . وجزاك الله الفردوس الأعلى ووالديك http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا شكّ أن مثل ذلك الكلام فيه سوء أدب مع الله ، وسوء ظنّ بالله عزَّ وَجَلّ ، ولو كان الكلام على سبيل المزاح . وأعلى مقامات الأدب : هو الأدب مع الله . ومثل تلك الأقوال هي بِخلاف ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : مِن أن الله عزَّ وَجَلّ ما أنْزَل داء إلاّ أنزل له دواء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنزل الله داء إلاَّ أنْزَل له شِفاء . رواه البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم : تَدَاووا ، فإن الله عز وجل لم يَضَع داء إلا وَضَع له دواء غير داء واحد : الْهَرَم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وفي رواية لأحمد : تداووا عباد الله ، فإن الله عز وجل لم يُنْزِل داء ألا أنزل معه شفاء إلاَّ الموت والهرم . وفي رواية لأحمد أيضا : فإن الله لم يُنْزِل داء إلاّ أنزل له شفاء ، عَلِمَه مَن عَلِمَه ، وجَهِلَه مَن جَهِلَه. وأما الْهَمّ فهو مما يجلبه الإنسان لِنفسه ، وذلك بِعِدّة طُرُق ، منها : المعاصي والذنوب ، فإنها تجلب الْهَمّ ، وتُضيق الصدر . عدم الرضا بِما قَسَمه الله ، ولذلك يسخط الإنسان ما قَسَمه الله له . عدم الرضا بأقدار الله ، فيحمِله ذلك على التسخّط . امتلاء الصدر بالغيظ ، نتيجة لعدم العفو ، والحقد على الناس . إلى غير ذلك مما يكون سَبَبًا للهموم . وقد اعتبر الإمام عليّ رضيَ اللّهُ عنه الْهَمّ أقوى جُنود الله . فقد سُئل عليٌّ رضي الله عنه : أي الخلائق أشدّ ؟ فقال : أشَدّ خَلْق ربك عشرة : الجبال الرواسي ، والحديد تُنْحَت به الجبال ، والنار تأكل الحديد ، والماء يطفئ النار ، والسَّحاب الْمُسَخَّر بين السماء والأرض يعني يَحمل الماء ، والرِّيح تُقِلّ السَّحاب ، والإنسان يَغْلِب الريح يَعصمها بيده ويَذهب لحاجته ، والسُّكر يَغْلب الإنسان ، والنوم يَغْلِب السُّكر ، والْهَمّ يَغْلِب النوم ؛ فأشَدّ خَلْق رَبِّكم الْهَمّ . وسبق : ما حُكم عبارة (عزيزي الجو بخصوص أن حرارتك 48 شدّ حيلك درجتين وتصبح 50) ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11561 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 09:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى