![]() |
شيخنا من المعنيون بـ " صلة الرّحم " ؟
السؤال الشيخ عبدالرحمن السحيم .. حفظه الله . السلام عليكم ورحمة الله بركاته .. شيخنا سؤالي هو من من الناس يدخل تحت مسمى صلة الرحم الذين يجب تواصلهم وزيارتهم وبرهم ؟ وجزاك الله خير . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وفقك الله وسدد خطاك أخي الحبيب سُـئـلــت هذا السؤال قبل عدة أشهر فكانت الإجابة الذين يجب علينا وصلهم هم الأرحام بالمفهوم الشرعي لا بمفهوم الناس اليوم ، لقوله تعالى : ( فهلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) وقال تبارك وتعالى : ( وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) قال ابن عباس : واتقوا الله الذي تعاقدون وتعاهدون به ، واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، ولكن برّوها وصِلوها . والذين تجب صلتهم قيّدهم بعض العلماء بقيد مفيد وضابط نافع . قالوا : بالنسبة للرجل : من يحرم عليه أن يتزوّجهن من النساء على التأبيد " أي على الدوام " لا يجوز له بحال من الأحوال أن يتزوّج بهن . ومن الرجال من لو كانوا نساء حرم عليه الزواج بهن . وبالنسبة للمرأة : من يحرم عليها نكاحه على التأبيد . ومن النساء من لو كُنّ رجالاً حَـرُم على المرأة أن تتزوّج بهم . ولنضرب لذلك مثالاً أو أمثلة : ابن العم ، لو كان أنثى لكان ابنة العم ، وابنة العم ليست من المحرمات على التأبيد فيجوز نكاحها ، فليست ذات محرم ، ولا أخوها من ذوي الأرحام . ويُقال مثله في ابن العمة وابنة العمة . ابن الخال ، لو كان أنثى لكان ابنة الخال ، وابنة الخال لا تحرم على التأبيد . ابن الخالة ، لو كان أنثى لكان ابنة الخالة ، وابنة الخالة لا تحرم على التأبيد . وهكذا . وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة ، تصل من لا يحلّ لها أن تتزوّج بهم على التأبيد ، ومن يوازيهم في العلاقة والقرابة من النساء ، ممن لو كُنّ رجالاً لما جاز لها أن تتزوّج بهم . فهؤلاء تجب صلتهم ، وما عداهم من الأقارب فصلتهم مستحبة . قال ابن جرير الطبري في تفسيره : إنما عَنَى بالرَّحم أهل الرجل الذين جمعتهم وإياه رَحِم والدةٍ واحدة ، وقَطْعُ ذلك : ظُلْمه في ترك أداء ما ألْزَم الله من حقوقها ، وأوجب من بِرِّها ، وَوَصْلُها أداء الواجب لها إليها من حقوق الله التي أوجب لها ، والتعطّف عليها بما يَحِقّ التعطف به عليها . اهـ . وقال القرافي فِي بَيَانِ الْوَاجِبِ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ : قَالَ الشَّيْخُ الطُّرْطُوشِيُّ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إنَّمَا تَجِبُ صِلَةُ الرَّحِمِ إذَا كَانَ هُنَاكَ مَحْرَمِيَّةٌ وَهُمَا كُلُّ شَخْصَيْنِ لَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا ذَكَرًا وَالآخَرُ أُنْثَى لَمْ يَتَنَاكَحَا ، كَالآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ ، وَالإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ ، وَالأَجْدَادِ وَالْجَدَّاتِ وَإِنْ عَلَوْا ، وَالأَوْلَادِ وَأَوْلادِهِمْ وَإِنْ سَفُلُوا ، وَالأَعْمَامِ وَالْعَمَّاتِ ، وَالأَخْوَالِ وَالْخَالاتِ، فَأَمَّا أَوْلادُ هَؤُلاءِ فَلَيْسَتْ الصِّلَةُ بَيْنَهُمْ وَاجِبَةً لِجَوَازِ الْمُنَاكَحَةِ بَيْنَهُمْ . وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ تَحْرِيمُ الْجَمْعِ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ وَالْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا وَخَالَتِهَا ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ ، وَتَرْكُ الْحَرَامِ وَاجِبٌ ، وَبِرُّهُمَا وَتَرْكُ إذَايَتِهِمَا وَاجِبَةٌ . وَيَجُوزُ الْجَمْعُ بَيْنَ بِنْتَيْ الْعَمِّ وَبِنْتَيْ الْخَالِ ، وَإِنْ كُنَّ يَتَغَايَرْنَ وَيَتَقَاطَعْنَ ، وَمَا ذَاكَ إلاَّ أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ بَيْنَهُمَا لَيْسَتْ وَاجِبَةً . اهـ . والله أعلم المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 10:32 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى