![]() |
هل صحّ عن النبي أن أعمال أمته تعرض عليه في قبره كل يوم ، وفي كل جمعة ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الغالي أحسن الله إليك وباراك الله فيك. أسأل الله أن تكون بخير وبصحة جيدة ؟ ما صحة هذا الحديث {أن أعمال أمته تعرض عليه في قبره كل يوم ، وفي كل جمعة ، وسيشهد على كل عامل بما عمله } بحثت عنه ولم أجده رغم بحثي السريع، لانشغالي بوفاة عمي . وجزاكم الله خير الجزاء؟؟ أخوكم ومحبكم في الله أبو الحارث. الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهآمين ، ولك بمثل ما دعوت . وأحسن الله عزاءكم ، وغَفَر لميتكم ، وأعظَم أجركم . الذي يَظهر أنه عليه الصلاة والسلام لا يشهد إلاّ على مَن شَهِد عليه في حال حياته ؛ لِمَا في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْحَابِي . فَيُقَالُ : لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ : (شَهِيدٌ) ، فَيُقَالُ : إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ . وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه : قَالَ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي . رواه البخاري ومسلم . وفي حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا . قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ . فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِى كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ ، أُنَادِيهِمْ : أَلاَ هَلُمَّ . فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا . رواه مسلم . ولذلك قال ابن كثير رحمه الله : وأمَّا مَا ذَكَرَه أبو عبد الله القُرْطُبي في " التذكرة " حيث قال : باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على أُمَّتِه : قال : أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا رجل من الأنصار ، عن المِنْهَال بنِ عمرٍو ، حدثه أنه سمع سعيد بن المُسَيَّبِ يقول : ليس مِن يوم إلاَّ تُعْرَض على النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّته غُدْوة وعَشيّة ، فيعرفهم بأسمائهم وأعمالهم ، فلذلك يَشْهد عليهم ، يقول الله تعالى : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) ؛ فإنه أثر ، وفيه انقطاع ، فإن فيه رجلا مُبْهَما لم يُسَمّ ، وهو مِن كلام سعيد بن المسيب لم يَرْفَعْه . اهـ . وحديث : " يَا رَبُّ هَذَا شَهِدْتُ عَلَى مَنْ أَنَا بَيْنَ ظَهْرَيْهِ ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ أَرَ ؟ " : ضعيف . كما قال الألباني رحمه الله . وإنما تُعْرَض عليه – عليه الصلاة والسلام – الصلاة والسلام عليه مِن أمته . وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : يقول السائل : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إن أعمال العباد تُعْرَض عليه وهو في قبره . هل هذا حديث صحيح ؟ فأجاب رحمه الله تعالى : نعم ، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام تُعْرَض عليه الصلاة عليه ، يعني: إذا صلينا على النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تُعْرَض عليه وتبلغه أينما كُنّا ، أما سائر أعمالنا فلا يحضرني الآن هل هو صحيح أو غير صحيح . وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : أعمال أُمَّتِه تُعْرَض عليه فَيُسَرّ بالحسن ويَستاء بالسيئ . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى