![]() |
هل إذا دعيت الله بالشفاء واستجاب لي ينقطع الأجر بعد الشفاء ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل بارك الله فيك أشكل علي مسألة مهمة وهي تتعلق بي . أيها الشيخ الفاضل لقد ابتلاني الله ببلاء منذ أن كنت صغيرة في عمر السنتين وهو أن ذهب شعري كله والحمد لله أشعر بأن هذا البلاء إنما هو منحة من رب العباد لأنني تعلمت أشياء كثيرة يا شيخ : أنا لا أدعي الله بأن يشفيني , لأنني أشعر بأن هذا البلاء ما هو إلا مفتاح خير لي في الدنيا والآخرة , فأشعر بحياء شديد من الله بأن أدعو ، وأخشى لو دعوت الله واستجاب لي ينقطع الأجر من الحسنات لأني قرأت عن حديث فيه فضل البلاء وأن في الآخرة يتمنون الناس لو قرضوا بمقاريض لما يرونه من الحسنات التي تنزل على أهل البلاء . وأنا متأكدة يقيناً بأنني لو دعوت الله سيستجيب لي , ليس لأني أفضل لكن هذا وعد الله فقد قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ولأن الله هو القادر على كل شيء , وبيده مقاليد السموات والأرض فلا يعجزه شيء السؤال : هل عدم دعائي فيه حرج أو إثم لأن صديقتي تخبرني بأن هذه حجج من الشيطان يوهمك حتى لا تدعي الله , أريد إجابة شافية يا رعاك الله أذاقك الله بَرد عفوه . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بِمثل ما دعوت . وشفاك الله وعافاك . لا حرج ولا إثم في تَرْك الدعاء ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمرأة التي تُصْرَع فَتَتَكَشَّف: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ . فَقَالَتْ : أَصْبِرُ . رواه البخاري ومسلم . وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على التداوي ، وعلى سؤال الله عَزّ وَجَلّ العفو والعافية . قال العباس رضي الله عنه : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله عز و جل . قال : سَل الله العافية. قال : فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله ، فقال لي : يا عباس ، يا عَمّ رسول الله ، سَلُوا الله العافية في الدنيا والآخرة . رواه الإمام أحمد والترمذي . وصححه الألباني وحسنه الأرنؤوط . وقال عليه الصلاة والسلام : لم تُؤتَوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية ، فاسألوا الله العافية . رواه الإمام أحمد ، وصححه الأرنؤوط . وفي رواية : سَلُوا الله العافية ، فإنه لم يُعْطَ عَبْدٌ شيئا أفضل مِن العافية . وفي صحيح مسلم مِن حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رجلا من المسلمين قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ ، فقال له رسول الله : هل كنت تدعو بشيء أو تَسأله إياه ؟ قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! لا تُطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قُلْتَ : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار . قال : فَدَعَا الله له فَشَفَاه . ولو سأل الإنسان ربَّـه أن يُعافيه ، فلا يذهب أجْره ؛ لِمَا أصابه ، فإن الله عافا نبيّه أيوب عليه الصلاة والسلام ، وآتاه منه فضلا ، ولم يذهب أجره . قال تعالى : (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) . وسبق : حكم مَن رَفض إجراء عملية جراحية لاستئصال البواسير؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11956 ما معنى " لا يَسْتَرْقُون " ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1340 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى